كشف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين د. رمزي رباح، عن تقديم مُقترح للرئيس محمود عباس؛ باعتباره رئيسًا لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية؛ للبحث في الاستراتيجية الموحدة لمجابهة صفقة (ترمب - نتنياهو)؛ ولتوحيد القوى والطاقات في كل الميادين وإعادة الوحدة للصف الفلسطيني في هذه المعركة والطويلة في مجابهة الاحتلال الإسرائيلي.
مبادرة توحيد الطاقات
وقال رباح في تصريح خاص بوكالة "خبر": "إنّ المقترح يتضمن أنّ يُطلق الرئيس عباس مبادرة تنص على دعوة جميع القيادة الفلسطينية بدون استثناء، لاجتماع مشترك مع اللجنة التنفيذية للمنظمة والمجلس الوطني والشخصيات المستقلة في أي مكان مناسب؛ للبحث في استراتيجية مواجهه صفقة ترمب- نتنياهو، ولإعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني".
وأضاف: "ننتظر أنّ يأخذ الموضوع على محمل الجد، وأنّ تُوجه دعوة لاجتماع القيادة على المستوى الأول لترتيب وضعنا"، مُشيراً إلى حديث الرئيس خلال اجتماع القيادة في الـ28 من كانون الثاني، بحضور حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والذي أكّد على ضرورة تجاوز الصغائر، "في إشارة إلى تجاوز حسابات السلطة والمصالح الفئوية".
واستدرك: "نحن نعتبر هذا التأخير غير مبرر ومن الضرري أن يتحرك الوفد الفلسطيني ويبدأ الحوار؛ لأنّ الخطوة الإيجابية التي جرت في اجتماع القيادة بحضور حماس والجهاد الإسلامي، مقدمة لخطوات تليها؛ وينبغي أنّ تكون سريعة لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني واستعادة الوحدة في الموقف والرؤية والميدان على طريق المصالحة".
إعلان البردويل
وبشأن حديث القيادي بحركة حماس صلاح البرديل، عن تشكيل هيئة وطنية عليا من سبعة فصائل لمواجهة ما تُسمى "صفقة القرن"، نفي رباح علمه بالأمر، قائلاً: "لا علم لنا بالموضوع، وكل القوى والفصائل الفلسطينية قررت مواجهة الصفقة، والأمر ليس مقتصرًا على بضعه فصائل".
وأردف: "الكلام قد يُفهم على محمل آخر، بأنّ هناك استثناء لبعض القوى"، مُتسائلاً في ذات الوقت: "هناك اجتماع وطني وشعبي لمواجهة الصفقة، لماذا يُعلن عن هيئة ثنائية وثلاثية وسباعية؟، ولا داعي لمثل هذه الإعلانات التي توتر الأجواء".
وحمّل رباح حركتي حماس وفتح مسؤولية تأخر عقد الاجتماع بين حركتي فتح وحماس وفصائل منظمة التحرير حتى اللحظة، داعياً إلى تحويل موقف الرفض إلى خطة عملية ملموسة، من خلال الدعوة لاجتماع قيادي على أعلى المستويات يضع برنامج واستراتيجية سياسية وكفاحية، ثم يبدأ ينتقل للميدان لمواجهة الصفقة وتطبيقاتها على الأرض من عمليات تهويد وضم الأراضي.
وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس د.صلاح البردويل، قد كشف عن سعي حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لتشكيل هيئة وطنية عليا لمواجهة صفقة "ترامب"، تتضمن جدولاً وخطة، مُشيراً إلى موافقة 7 فصائل من التي لها وجود ومقاتلون على الأرض على الهيئة.
اجتماعات السلطة بإسرائيليين غير مبررة
وبالحديث عن اجتماع مسؤولين في السلطة ومنظمة التحرير بصحافيين إسرائيليين برام الله في إطار لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، اعتبر رباح أنّ الاجتماع غير مبرر، لأنّ الموقف المركزي في إسرائيل يميل إلى اليمين، وجميع الأحزاب لم تعترض على الضم.
وبيّن رباح أنّ الأحزاب "الإسرائيلية" تختلف على طرق وآليات التطبيق؛ وبالتالي المستفيد من هذه اللقاءات هي إسرائيل، مُستدركاً: "العمل على إسقاط الصفقة، ليس بهذه اللقاءات؛ بل بالخروج من أوسلو والتزماتها والانسحاب من التنسيق الأمني وسحب الاعتراف بأوسلو".
وقال: "إنّ العامل الفلسطيني حاسم في مواجهة الصفقة عبر توحيد الطاقات وإعادة ترتيب البيت الداخلي؛ لحشد الدعم العربي والدولي، مُردفاً: "ما عدا ذلك إهدار للوقت وتغطية على الخيارات الرئيسية".
وختم رباح حديثه، بالفول: "نحن أمام مرحلة جديدة بعد 28/ كانون الثاني ، تاريخ إعلان صفقة ترمب- نتنياهو، الأمر الذي يستدعي البدء في خطوات ضرورية لتحويل الرفض إلى خطة؛ لمواجهة هذه الصفقة وإسقاطها بكل تداعياتها ومحاولات تطبيقها بالأمر الواقع".
وجمّعَ اللقاء الأخير مسؤولين في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، بصحافيين إسرائيليين في رام الله، وذلك بتنظيم من "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" التابعة للمنظمة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
وبحسب مصادر في السلطة، فإنّ "الإسرائيليين" أتوا هذه المرة إلى رام الله باللباس الخاص بالمستوطنين وقبعات "الكيباه"، كما أنهم استقلّوا حافلتين بدون حراسة من جيش الاحتلال، حيث تجوّلوا في حي الطيرة بالمدينة، والتقطوا صوراً مع تمثال نيلسون مانديلا، ثمّ تناولوا طعام الغداء مع المستشار الديني لرئيس السلطة محمود عباس، محمود الهباش، في أحد المطاعم الفاخرة داخل الطيرة.
يُذكر أنّ وفداً إسرائيلياً يضمّ صحافيين وشخصيات أكاديمية ونواباً عرباً في "الكنيست" بينهم طلب الصانع، وصل مطلع الشهر الجاري، إلى مقرّ "منظمة التحرير" في رام الله، حيث اجتمع مع أعضاء من "مركزية فتح "على رأسهم محمد المدني، وجبريل الرجوب، وناصر القدوة.