مطالبًا بوقف التنسيق الأمني

النخالة: القتلة والمجرمون لا يمكن مواجهتهم بأغصان الزيتون

زياد النخالة.
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، "إنهم الآن لا يستطيعون تمرير صفقة القرن، وتصفية القضية الفلسطينية، دون أن يحاولوا إنهاء المقاومة، وتطويع الشعب الفلسطيني؛ لذلك على المجاهدين أن لا تغفل لهم عين، وعليهم أن لا يأمنوا مكر العدو".

جاء ذلك في كلمةٍ ألقاها النخالة خلال مؤتمر وطني أقامته حركة الجهاد الإسلامي في مدينة غزة، بعنوان "فلسطين لا تقبل القسمة ولا التجزئة"، بمشاركة الفصائل الفلسطينية كافة.

وأضاف النخالة: "علينا أن نرفع الصوت عاليًا، وأن نتحرك بلا ملل ولا كلل، لنحمي القدس، ونحمي قضيتنا من التصفية، فكل كلمة مهمة، وكل فعل مهم، مهما كان متواضعًا سيكون له أثر، فلا تستهينوا بقدراتكم؛ مهما علا الباطل، فنحن أصحاب الحق، ومهما علا الباطل، فنحن أصحاب الأرض".

وتعقيبًَا على ردود فعل الدول العربية على صفقة القرن، قال الأمين العام للجهاد الإسلامي: "ولكن يبقى الأسوأ، وعلى مسمع العالم، أن يطلق العرب على القرار الأمريكي، وعلى الغطرسة الأمريكية، بأنهم يرحبون بالدور الأمريكي، ولكن اسمحوا للفلسطينيين بالكلام! وعلى الشعب الفلسطيني أن لا يضيع هذه الفرصة!".

وأردف: "الضعفاء يبررون الهزيمة، والأقوياء يواجهونها. على هؤلاء جميعًا، يهودًا وعربًا وأمريكان، أن يدركوا أن شعبنا ما زال يؤمن بأن فلسطين هي حقنا في هذه الحياة، وما زالت القدس هي قبلتنا للجهاد، حتى لو دارت الأرض عكس دورانها، وحتى لو طلعت الشمس من مغربها".

وتابع النخالة: "فالقتلة والمجرمون لا يمكن مواجهتهم بأغصان الزيتون، وهم يحملون البنادق، فمهما كانت المبررات، ومهما كانت موازين القوى مختلفة، علينا أن ننظر لما نملكه نحن، من روح مقاتلة، ومن روح لا تقبل الذل، ولا تقبل المهانة... وثقوا بأننا نستطيع في هذه الحالة أن نحول ضعفنا إلى قوة، مهما علا شأن القتلة، ومهما علا شأن حماتهم".

واستكمل حديثه: "الذين يقرأون التاريخ يعرفون أن القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وبإعلان أن لا حقوق للشعب الفلسطيني في فلسطين لم يكن مفاجئًا"؛ مؤكدًا على أن أمريكا هي راعية وشريكة للمشروع الصهيوني ورأس حربة المشرةع الغربي في المنطقة.

وانتقد النخالة، اتفاقية أوسلو واستمرار التنسيق الأمني؛ قائلاً: "كيف نطالب الآخرين بمقاطعة إسرائيل، ونحن نجلس في أحضانها، وننسق معها، وكتبنا نظريات، ووضعنا أسسًا، وقلنا الحياة مفاوضات؟!".

وأضاف: "نحن الآن نواجه الحقائق كما هي؛ كانت هناك أوهام لدى البعض الفلسطيني أن بإمكانه عقد السلام مع العدو، وغاب عن الذين قادوا هذا المشروع أن هذا العدو قام على نفينا، وأن المشروع الصهيوني قام على فكرة أن الضفة الغربية، بما فيها القدس، هي يهودا والسامرة، وأنها قلب إسرائيل"، متسائلًا: "لماذا نلوم الآخرين، ونحن متورطون ومتعاونون، ونتباهى بذلك في كل المحافل؟!".

ووجه النخالة حديثه إلى قوى المقاومة، قائلًا: "نحن الآن كقوى مقاومة، كل ما نطالب به أن نتوقف قليلاً، ونجمع صفوفنا، ونعيد حساباتنا، لنتوحد من جديد، ونعود جميعًا للبدايات".

وأضاف: "ليكن واضحًا أمامنا أن مهرجان صفقة القرن الذي عقد في واشنطن انتهى، ولم يكن فيه فلسطيني واحد كما كان في مهرجان اتفاقية أوسلو... فهل لنا أن نعود لبعضنا على قاعدة أن المعركة الآن هي إما نحن، أو هم، في هذه الأرض المباركة؟"

وتابع: "إن كان بإمكاننا وباستطاعتنا الصمود طوال العقود الماضية، فإن باستطاعتنا أن نصمد أكثر، وسيشهد التاريخ أنهم كانوا أول من ينكسر. ولنستمر في طريق المقاومة، فلم يتركوا لنا خيارًا آخر".

وردًا على تهديدات الاحتلال باغتيال قادة المقاومة، قال النخالة: "إن تهديدات قادة العدو التي نسمعها صباح مساء؛ مرةً بالاغتيالات، ومرةً بتدمير غزة... لن تخيفنا، ولن ترعبنا، ولن تجعلنا نقبل بما قررتموه، وبما سمّي بصفقة القرن، ولن تجعلنا نتخلى عن حقوقنا التاريخية في فلسطين وفي القدس".

وأضاف: "على العدو أن يدرك أن سياسة الاغتيالات لن تجعل شعبنا يتنازل عن حقوقه، ولن تجعل المقاومة تنكسر، وسترد على أية عملية اغتيال في وقتها. وأن أي عدوان على شعبنا في قطاع غزة، سيجد مقاومة لم يعهدها من قبل".