بالتاكيد ان الضحية التي وقعت في جنين واستشهاد الشاب احمد زكارنة ليست حادثة او قضية جنائية لتخضع للقانون الجنائي في النظام الاساسي للسلطة او القوانين الجنائية للاردن المعمول بها سابقا قبل 67م بل هي سلوك وتوجه ونهج امني يرتبط ارتباط كامل بتعهدات السلطة تجاه امن اسرائيل في الضفة وغير الضفة واي انشطة تهدد امنيا وجود الكيان ومستوطنيه واحداث المخيمات السابقة تعطي دليلا ومؤشرا عن تلك الانشطة التي لا تخفى على احد ، وما يجب ذكره ايضا بهذا الصدد ظاهرة السلاح وتكدسها لصالح مراكز قوى لا تبتعد عن التشكيل القيادي للسلطة وحركة فتح المؤتمر السابع .
رئيس الوزراء شتيه شكل لجنة تحقيق عالية المستوى للتحقيق في استشهاد الفتى والاحداث التي حدثت في جنين وقباطيا وضواحيها وكان الحادثة هي حادثة شغب بين الاجهزة الامنية التي تحمل ما يسمى القانون وحالة فوضى وتمرد على تلك الاجهزة ، وهنا المقاييس تختلف والحالة والمناخات تختلف بين اجهزة تقوم بعملها الوظيفي في دولة مستقلة ذات سيادة وبين مناهضين للنظام السياسي او المطالبين ببعض الحقوق المدنية والسياسية كما يحدث في بعض بلدان عربية واجنبية ، فالحالة الفلسطينية تختلف تماما في عملية اخضاعها للقانون ، وبرغم ان القانون الدولي يحمي مطالب الشعوب وتظاهرها من اجل حياة اكثر عدلا وحرية ، فما بالكم بشعب يرزح تحت الاحتلال ولا يمتلك اي مقوم من مقومات الدولة ، بل يجد سلطة متعاونة مع الاحتلال وتجد مصلحتها وبقائها مرتبط بحفاظها على اوسلو وان تنكر الاحتلال لهذه الاتفاقية وهذا ما هو قائم الان لواقع هذه السلطة التي لا تمتلك اي موقف او قرار او ارادة تجعلها تمضي قدما في تنفيذ مقررات وتوصيات المجلس المركزي وفك الارتباط ووقف التنسيق الامني والذي عبر عنه قادة الاحتلال واجهزته الامنية انه في ابهى احواله الان وفي وقت تدعي تلك السلطة ورئيسها انها ضد ما يسمى صفقة ترامب كوشنير نتنياهو فريدمان وفي حين ان الواقع على الارض يتحدث بغير ذلك من وفود تطجبيعية مع الكيان الاسرائيلي ولقاءات حميمة كالتي قام بها الوفد الفلسطيني منذ ايام او لقاء الهباس الاخير .
وهنا اسجل الملاحظات الاتية حول موضوع وفد مؤتمر السلام ولقاء الهباش فمن خلال تتبعي لردود الافعال لتلك الانشطة التطبيعية "" زي ما بيقولوا اللي بقدرش على الحمار بينط على البردعة """ وهذا هو حال الاعلام الفلسطيني الذي يتحدث عن المقاومة والوطنية في عملية شخصنة غبية ليس لها اي مردود فعلي وعملي على الارض ، فهم يهاجمون اشخاص بحد ذاتهم وهوؤلاء قفزوا عن حقيقة ان مشكلة الوطنية الفلسطينية وازمتها تتلخص في بؤرتها وهي قضية وازمة نهج وسلوك وله راس وذيل وهؤلاء يفضحون الذيل ويجلسوا في منأى عن الراس وما هو وراء الراس وما يمليه عليه .
اذا مشكلة الشهيد احمد زكارنة ليست مشكلة جنائية بل هي مشكلة وازمة في الوطنية الفلسطينية وانحرافها عن اساسيات وبوصلة وتوجهات الصراع وليقع الضحايا في خدمة هذا الانحراف تحت طائلة الالتزامات التي تقوم بها السلطة تجاه الاحتلال والقصة والقضية والرواية واضحة وضوح الشمس في منتصف النهار ، فالحادثة وقعت اثناء الاستعداد لمهرجان استقبال احد الاسرى ومهرجان شعبي لاستقباله بما فيها عرض بالاسلحة يقوم به مسلحون اعتزازا بالاسرى والشهداء ورفض صفقة القرن ، فطالما السلطة تتغنى بابجديات رئيسها الذي قال لالالالا لصفقة القرن وهي تقاوم وتحارب اي انشطة ولو كانت سلمية كما تدعيلا السلطة بالمقاومة السلمية ومنع التجمعات والوصول الى الحواجز الاسرئيلية ، اذا عن اي رفض يتحدثون هؤلاء ، وهل فعلا الوفود المطبعة او الهباش ذهب للقاء الاسرائيلايين بدون اوامر سيدهم ...عجبا ..!
وقد يتكشف الواقع المفضوح لتلك السلطة وارتباطاتها الامنية بالاحتلال عندما يصبح واقع نضالات شعب ونشطائه واقع تحت مطاردة قوتين قوة الاحتلال وقوة امن السلطة فتكون العمليات فردية وتحت مقولة "" يا وحدنا يا وحدنا كما حدث مؤخرا وكنموذج من نماذج عمليات المقاومة الفردية المتكررة في الضفة والتي تنتهي بمطاردة منفذيها وتصفيتهم في تشابك للمعلومات ولكن هذه المرة قرر المنفذ ان ترحل روحه مع الرصاصات التي اطلقها على جنود الاحتلال مفوتا الفرصة على جهابذه امن السلطة واسرائيل للوصول اليه ،فعثر الجيش الإسرائيلي اليوم على جثة المهاجم الفلسطيني منفذ عملية اطلاق النار التي وقعت قبل عشرة أيام قرب مستوطنة بنيامين القريبة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية بالقرب من موقع العملية التي أصيب بها جندي بصورة طفيفة. وتم العثور على الجثة بين اعشاب متشابكة في وادي والى جانبه سلاحه بندقية من نوع M-16 ومسدس.