تحدثت عن عدة ملفات مهمة

حركة حماس توجه رسالة إلى الرئيس عباس وتطالب بتحقيق الوحدة الوطنية

ابو مرزوق
حجم الخط

الدوحة - وكالة خبر

طالبت حركة حماس، اليوم الجمعة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالتنصل من جميع الاتفاقيات المُبرمة مع الاحتلال الإسرائيلي، وتحديداً اتفاق "أوسلو" وملحقاته الأمنية والاقتصادية.

ودعا عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، في حوار صحفي، إلى تحقيق الوحدة الوطنية، لمواجهة الخطة الأمريكية للتسوية، المعروفة باسم "صفقة القرن".

ونادى باستنفار "كل قوى الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده، وضرورة اعتماد برنامج وطني جامع يرتكز على مقاومة الاحتلال، تتكامل فيه الجهود وتُنظم فيه القوى بعيدًا عن الهيمنة والانتهازية".

وقال أبو مرزوق: "لا يوجد في التاريخ انتصارٌ على الاستعمار بدون وحدة وطنية، وبرنامج وطني على طريق طرد الاحتلال"، مضيفاً: "فلننتصر على ذواتنا كي تنتصر قضيتنا، صفقة القرن الأمريكية ليست قدر الفلسطينيين، الفلسطينيون هم من يصنعون مستقبلهم، وليس الولايات المتحدة أو الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف أن صفقة القرن هي "إملاء من طرفٍ قوي على طرفٍ ضعيف"، مؤكداً على ضرورة التمترس خلف الرفض الفلسطيني الموحد، باعتباره صمّام الأمان لقتل أي فرصة لتطبيق هذه "الصفقة المشؤومة".

وتابع: "هذه الموجة الاستعمارية ستمُر، كما مرّت عبر التاريخ موجات استعمارية أعتى وأقوى منها"، مُشدداً على أن ثوابت القضية الفلسطينية – وفي القلب منها القدس - ليست قابلةً للنقاش.

وشدد على أن حركته رفضت التعاطي مع صفقة القرن منذ الأيام الأولى للحديث عنها، كاشفاً عن "رفض حماس عدة وساطاتٍ لفتح حوار مع الفريق الأمريكي، لإدراكها أنه مُنحاز ولا يعمل لصالح القضية الفلسطينية".

وأكد على  أن "الاقتراح الأمريكي لا يساوي الحبر الذي كُتب به، وهو نُكتة سمجة تعكس حجم الانحياز للعدو الإسرائيلي"، مردفًا: "كل المشاريع التي مرت علينا- وهي بالمئات- لم تُغير من الواقع شيئًا، وبقي الصراع والتدافع، ولذلك هذه الصفقة ستلحق بما سبقها من صفقات ومشاريع".

ونوه إلى أن الشعب الفلسطيني بمختلف مكوناته مُطالب بأن يسير في عدّة اتجاهات في إطار مواجهة صفقة القرن، وأوّلها: تحقيق وحدة وطنية ناجزة، بغض النظر عن الكيفية والآليات، متابعًا: "لا يوجد في التاريخ انتصارٌ على الاستعمار بدون وحدة وطنية، وبرنامج وطني على طريق طرد الاحتلال".

وطالب بضرورة "وقف المسار الحالي لمنظمة التحرير باعتباره المسؤول عما وصلنا إليه"، معتبرًا أن "التسوية السياسية في ظل الظروف الراهنة خسارة فادحة للقضية الوطنية".

ودعا إلى "إنهاء الارتباط بالاحتلال الإسرائيلي، وسحب الاعتراف به، ووقف كافة أشكال التنسيق الأمني، وتحمُّل ما ينتج عن ذلك من تبعات".

وبخصوص التهدئة في غزة، شدد على أنها "لا زالت قائمة، وأن حركته مُلتزمة بالتهدئة ما دام الاحتلال الإسرائيلي ملتزماً بها"، مشيرًا إلى أن موجة إطلاق البالونات المتفجرة التي سادت خلال الأسبوعين الماضيين، انخفضت في أعقاب وصول الوفد الأمني المصري للقطاع الأسبوع الماضي.

واعتبر أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة تجاه غزة هي "محاولة لتضخيم الأمور تحقيقاً أهداف خبيثة"، مضيفاً أن "انتهاكات الاحتلال لا زالت مُستمرة، والطيران الإسرائيلي يجوب أجواء القطاع".

وفيما يتعلق بملف الانتخابات الفلسطينية الداخلية، أوضح "أبو مرزوق" أنه لا جديد بخصوصها، مُعتبراً أنها لم تعد الموضوع الأساس على الساحة الفلسطينية حالياً، في ظل الحدث الأبرز وهو صفقة القرن، وسُبل مواجهتها.

وبين أن هذه القضية "مُعلّقة في ظل انتظار أبو مازن (الرئيس الفلسطيني) رد إسرائيل على طلب السماح بإجرائها في القدس"، مُتوقعاً أنه (عباس) لن يقوم بإجرائها قبل استلام الرد "الذي لن يأتي"، على حد تعبيره.

وعلى المستوى العربي والإسلامي والدولي، طالب "أبو مرزوق" بتوفير إمكانات الدعم المباشر للعمل الفلسطيني الموحّد، ودعم المقاومة وتلبية احتياجاتها، إلى جانب تعزيز صمود الفلسطينيين في القدس وغزة والضفة.

وجدّد "أبو مرزوق" ترحيب حركته بلقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسعيها لتذليل الصعوبات أمام أي لقاء فلسطيني – فلسطيني، آملاً أن ينتج عن ذلك خطوات حقيقية لإنهاء الانقسام ومواجهة مُخطط التصفية.

ولفت إلى أن إفشال صفقة "تدمير القضية الوطنية" (صفقة القرن)، لا يكون عبر المفاوضات، ولا الاستمرار في التنسيق الأمني تحت عنوان محاربة "الإرهاب"، ولكن "بإنهاء مسار التسوية السياسية تحت الرعاية الأمريكية، ووحدة وطنية وبرنامج مشترك نقاوم فيه الاحتلال ولا نساومه". وفق حديثه

وأعلن مسؤول مكتب العلاقات الدولية في حركة حماس عن إجراء حركته اتصالاتٍ مع عدد من الأطراف الإقليمية والدولية؛ لثنيها عن اتخاذ مواقف مُرحّبة بالصفقة، أو لتعزيز موقفها الرافض لها.

ومضى يقول:"على الصعيد الفلسطيني بادرنا بالتواصل مع حركة فتح، ودعوتها لتجاوز الخلاف وإنهاء الانقسام؛ لأنه يتحتم علينا تمتين الصف الفلسطيني في مواجهة الصفقة، وعدم الانشغال بالتنافس والخلافات في هذه المرحلة".

ولفت إلى ضرورة السعي لتصليب الموقف الرسمي العربي والإسلامي بمختلف الوسائل، وتفعيل وسائل الضغط الشعبية، ومؤسسات المجتمع المدني، والأحزاب؛ لمواجهة الصفقة والتطبيع، منوهًا إلى أنه ما دام الصراع موجودًا ستبقى "إسرائيل" قلقة وغير مُستقرة.

وأدان القيادي في حركة حماس، مشاركة عددٍ من سفراء الدول العربية في مؤتمر ترامب – نتنياهو للإعلان عن صفقة القرن، معتبراً ذلك "أمراً مؤسفاً للغاية"، و"شهادة عربية غير مسبوقة على محطة من محطات التآمر الأمريكية لشطب الوجود الفلسطيني".

وجاء في حديثه: "من الخطأ الكبير أن نحوّل الصراع والخلاف إلى صراع داخلي بيننا كعرب، مطالباً - في نفس الوقت - الدول التي باركت الخطوة الأمريكية بأن تُعيد تفكيرها، وأن تعكس قراراً يُنصف الحق الفلسطيني برفض هذه السياسات".

وفيما يخص الأوضاع الميدانية المتوترة في قطاع غزة، والتهديدات الأخيرة للمسؤولين الإسرائيليين، بين أبو مرزوق أن "الفلسطينيين ضحية احتلال عدواني يمارس القهر والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ويقاومون بكل ما يملكون دفاعاً عن حقوقهم، ونيابة عن الأمتين: العربية والإسلامية".

ونوه إلى أن حركته تُمارس "مقاومة عاقلة ترى المصلحة الدقيقة لشعبها، وتنحاز إليها في ظل تعقيد المشهد، وتداخل المتغيرات، والانقسامات الداخلية في المنظومة الوطنية وفي الأمة العربية والإسلامية، وبتقدير دقيق كذلك للمشهد الداخلي الإسرائيلي".

وأفاد أبو مرزوق، بأن العلاقة مع مصر مستمرة وحاضرة، وأن حركته معنيّة بتطوير تلك العلاقة بما ينعكس إيجاباً على كلّ من الفلسطينيين والمصريين.

يشار إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن في 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، خطته المزعومة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، فيما عُرف بـ "صفقة القرن"، التي تتنكر للحقوق الفلسطينية.