الـ"سكاي جارد" قادرة على اعتراض الصليات الصاروخية بنجاعة

حجم الخط

بقلم: يوسي لينجوتسكي وأيلي بار أون



عوزي روبين، وهو رجل عظيم كان في السابق من كبار ضباط جهاز الأمن، كتب في مقاله الأخير بعنوان «الواقعة المدهشة لليزر التي لم تحدث» (18/2) أمورا ناقضت الأقوال التي قالها في الماضي.
على سبيل المثال، في المقال الذي كتبه في حزيران 2006 ادعى روبين بأن «إدارة تطوير الوسائل القتالية والبنى التكنولوجية تعمل على الإضرار بتطوير نظام الـ(سكاي جارد)، لأنه ينافس برنامجها». وهذه الأقوال تُذكّر بخطاب الوداع للرئيس الأميركي، دوايت آيزنهاور، في العام 1961 والذي حذّر فيه الأمة الأميركية من التأثير غير المبرر والخطير للصناعة الأمنية على قرارات جهاز الأمن.
مرت السنين وتغير روبين حقاً. الآن هو يدعي أن موضوعنا هو «الليزر الذي لم يكن»، وذلك في الوقت الذي دمّر فيه النموذج الأصلي للنظام (ناتيلوس) في التجربة التي جرت في الولايات المتحدة 46 تهديداً من أنواع مختلفة بنجاح وصل إلى 100 في المئة. و»نظام الليزر الذي لم يكن» كان موجودا بالفعل، حتى انه عُرض رسمياً على إسرائيل في العام 2018 من قبل شركة «نورتروب غرومن». العرض، الذي تضمن التكلفة والالتزام بتركيبه في إسرائيل خلال عام ونصف العام ودفع غرامات في حالة عدم الوفاء بالجدول الزمني الذي تم التعهد به أو بالتوقعات من هذا النظام، لم يحظ أبدا بأي رد.
نظام الليزر الكيميائي قادر على التعامل مع عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف المدفعية والصواريخ الثقيلة بعيدة المدى والدقيقة، حيث إن تكلفة إطلاق شعاع الليزر هي 2000 دولار فقط، في حين أن تكلفة الاعتراض بوساطة «القبة الحديدية» هي 100 ألف دولار، وعلى الأغلب يتم إطلاق صاروخين، الأمر الذي يرفع ثمن الإطلاق الناجح. ستمنع التكلفة الباهظة هذه تحضيرا احتياطيا للصواريخ يكون قادراً على التعامل مع كامل ترسانة الصواريخ التي ستسقط علينا، وسنصل إلى وضع نكون فيه دون صواريخ اعتراض، مع كل ما يعنيه ذلك من معنى. وليس هناك مناص من دمج أنظمة وإيجاد حل مشترك لأنظمة صواريخ مع أنظمة ليزر كيميائي.
وحول تأثيرات الحالة الجوية على النظام، يدعي روبين أنه في الأيام الماطرة فإن نظام الليزر الكيميائي لن يعمل. وهو يوصي بتطوير نظام ليزر كهربائي. ولكن بالتحديد «الليزر الكهربائي، الذي تم تأييد فكرة تطويره من قبل «إدارة تطوير الوسائل القتالية والتكنولوجيا»، سيكون محدوداً بدرجة كبيرة في إنجازاته في الحالة الجوية السيئة مقارنة مع «سكاي جارد».
نرفض تماماً ادعاء روبين بشأن خطر انبعاث غازات سامة من الـ»سكاي جارد». فالغازات الموجودة في هذا النظام خطرها أقل من خطر الغازات المنبعثة من أي سيارة. المجال الآمن حول الـ»سكاي جارد» هو حوالي ثلث المجال الآمن للباتريوت. ويُشار أيضاً الى أن اشعاع الليزر الكهربائي أكثر خطراً على الرؤية إلى درجة العمى.
نظام الـ»سكاي جارد» تم إعداده كي يعترض بنجاعة صليات معادية، إذا جاءت تباعاً وليس بصورة متوازية. ولكن الفترة الزمنية اللازمة لتدمير صاروخ معاد هي 3 -5  ثوان فقط، بما في ذلك الفترة الزمنية للانتقال من اعتراض صاروخ واحد إلى صاروخ آخر. مدى الاعتراض للـ»سكاي جارد» هو 15 كم أمام النظام و15 كم من خلفه، وهكذا من المتوقع أنه يتمكّن من اعتراض صليات. ونؤكد على أن هذا النظام يمكنه الدفاع عن مساحة تبلغ مئات الكيلومترات، أكثر بكثير من المدى المقدر للليزر الكهربائي الذي يؤيده روبين. وثمة أهمية لوجستية واقتصادية بالغة لهذا الرقم.
بالنسبة لمسألة لماذا لا توجد جيوش أخرى في العالم تتسلح بالـ»سكاي جارد»، نذكر أنه خلافاً لمدن الولايات المتحدة، التي هي غير مهددة من قبل صواريخ معادية تكتيكية، فإن التهديد علينا قريب جداً من أراضينا، وهو على طول مدى متواصل وطويل يصل إلى إيران. ويُذكر أيضاً أن نظام الليزر الكيميائي تم تطويره في الولايات المتحدة بناء على طلب من إسرائيل، بتكلفة تبلغ حوالي 400 مليون دولار للدفاع عن شمال دولة إسرائيل. وأسباب قرار الدولة إلغاء المشروع بعد الخروج من لبنان لم يتم التحقيق فيها حتى اليوم.
إن الاستخفاف وإلغاء أهمية نظام الـ»سكاي جارد» من قبل روبين هي فصل آخر في الحرب المتواصلة لإدارة تطوير الوسائل القتالية والتكنولوجيا المتميزة بإعطاء معلومات خاطئة والتضليل والاتهام بوجود مصالح اقتصادية لمجموعة من الأشخاص المدنيين الذين يعملون بصورة تطوعية في هذه المهمة المقدسة تقريباً منذ عشرين سنة. ومؤخراً بدأ جهاز الأمن في حملة علاقات عامة لصالح نظام الليزر الكهربائي، الذي ما زال في مرحلة التطوير، والذي حسب تقديرنا سيكون عديم القدرة على تدمير الصواريخ، وبالأساس الصواريخ الثقيلة والدقيقة. ثانياً تطلق إدارة تطوير الوسائل القتالية والتكنولوجيا كعادتها وبدون تغطية، المقولة التي عفا عليها الزمن وهي «خلال نصف عام سيكون في أيدينا حل».
أحد كتاب هذا المقال، وهو يوسي لينجوتسكي، الذي عمل بصورة تطوعية كمستشار لرئيس الأركان لمواجهة تهديد الأنفاق، هو شاهد على التشابه الكبير بين الإخفاقات في سلوك إدارة تطوير الوسائل القتالية والتكنولوجيا في موضوع الإنفاق وبين الإخفاقات في موضوع نظام الليزر الكيميائي، «سكاي جارد». الحالتان تتميزان بعمل الهواة، وإعطاء معلومات غير صحيحة ونشر اتهامات باطلة وعدم انفتاح صارخ وتجاهل التحذيرات بشأن كارثة قادمة.
إن فشل إدارة تطوير الوسائل القتالية والتكنولوجيا في موضوع الأنفاق الذي استمر عقدين، انتهى لحسن حظنا بعد أن تبنى رئيس الأركان آيزنكوت في العام 2016 الحلول التي اقترحها لينجوتسكي، بما في ذلك توصيته ببرنامج طوارئ بقيادة آيزنكوت نفسه (نُشر في «يديعوت أحرونوت» في 24 كانون الأول 2019). نحذر بأن تجاهل وإلغاء خيار الليزر الكيميائي من شأنه أن ينتهي بضرر خطير، آلاف المصابين في الجبهة الداخلية وفي صفوف الجيش الإسرائيلي. ونوصي من أعماقنا بوضع برنامج طوارئ وطني لحل هذا الأمر، بقيادة رئيس الأركان شخصياً.

 عن «هآرتس»