كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الجمعة، عن خمسة سيناريوهات متوقعة للخريطة السياسية الإسرائيلية، عقب انتخابات "الكنيست" الـ23 المقرر أن تجري يوم الاثنين القادم.
وقالت صحيفة "يديعوت آحرنوت" العبرية في مقال نشرته للكاتب يوفال كارني: "إنّ هناك خمسة سيناريوهات محتملة للخريطة السياسية في اليوم التالي للانتخابات الإسرائيلية"، مشيرةً إلى أنه بعد ثلاثة أيام سيتوجه الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع للمرة الثالثة في غضون أقل من سنة.
وذكرت الصحيفة أنه "بعد 2 آذار/ مارس المقبل سيتقرر توزيع المقاعد بين الأحزاب والكتل، ومن ثم فإن الخريطة السياسية ستتضح"، مستطردة : "يحوم السؤال ُ الم َحمل بالمصير: هل حملة الانتخابات الحالية ستخرجنا من العقدة السياسية، أم هذا جمود وطريق بلا مخرج؟".
وتطرقت إلى السيناريو الأول، المتعلق بتشكيل "حكومة يمين ضيقة"، موضحة أن "كل الاستطلاعات تشير إلى أن كتلة اليمين التي تضم الليكود ويمينا وشاس ويهدوت هتوراة، تبعد مسافة مقعدين فقط من كتلة 61."
وتوقعت أنه "في حال نجاح الليكود في الحصول على عدد كبير من المقاعد، أو إذا كانت قوة يهويدة ستجتاز على نحو مفاجئ نسبة الحسم، سيتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة ضيقة"، لافتة إلى أن "هذا السيناريو الأفضل بالنسبة لنتنياهو، لكن احتمال ذلك ما يزال متدنيا نسبيا".
وأوضحت أنه في إطار هذا السيناريو، سيكون الوزراء الكبار هم إسرائيل كاتس في الخارجية، ونير بركات في المالية، ونفتالي بينت في الأمن.
ونوّهت الصحيفة إلى السيناريو الثاني والمتمثل في "تجنيد الخصم"، سيتم اللجوء إليه في حال التعادل بين الكتل، بما لا يسمح لأي مرشح بتشكيل حكومة وحل العقدة السياسية، موضحة أن "أحد المرشيحن نتنياهو وغانتس، سينجحان بتشكيل حكومة بواسطة مشاركة قوى من المعسكر الخصم".
وأضافت: "مثلاً إذا كان لكتلة اليمين ينقصها 3 إلى 4 مقاعد، سيكون ممكنا الوصول إلى 61 من خلال فرار نواب من أزرق أبيض أو من حزب العمل-غيشر- ميرتس"، لافتة إلى أنه "في السيناريو المعاكس ينجح غانتس بتشكيل حكومة من خلال تفكيك تكتل اليمين".
ورأت الصحيفة أن "هذا السيناريو يبدو شبه متعذر، ولكن أحيانا يفوق الواقع السياسي في إسرائيل كل خيال"، بحسب تقديرها.
وبشأن السيناريو الثالث، قالت الصحيفة إنه "ربما تكون حكومة الوحدة الحل المتفق عليه والأكثر واقعية من كل إمكانية أخرى"، مشددة على أنه "في أعقاب الدم الفاسد بين نتنياهو وغانتس يصبح هذا السيناريو الأقل واقعية".
وحسب الصحيفة، فإن نتنياهو تعهد خطيا عشية الانتخابات الأخيرة ألا يشكل حكومة وحدة، كما أن غانتس رفض الجلوس في حكومة برئاسة نتنياهو، وحتى ولو لأشهر قليلة مقابل التداول"، مؤكدة أنه "في حال قيام مثل هذه الحكومة بالفعل، سيكون توزيع الوزارة بحيث تكون حقيبة الجيش والخارجية في يدي أزرق أبيض، بينما حقيبة المالية تبقى بيد الليكود".
وطرحت الصحيفة السيناريو الرابع المتعلق بـ"حكومة أقلية"، معتقدة أن "هذا السيناريو كان ممكنا بالنسبة لغانتس في حملة الانتخابات الأخيرة، وكان يمكنه أن يشكل حكومة أقلية مع إسرائيل بيتنا، العمل-غيشر-ميرتس، وبدعم خارجي من القائمة المشتركة".
واستدركت بقولها: "الجناح اليميني لأزرق أبيض عرقل هذه الخطوة، لأن مثل هذه الحالة تسمح لغانتس تشكيل حكومة أقلية مؤقتة، لغرض الحلول مع نتنياهو كرئيس وزراء، وبعدها توسيع الحكومة مع أحزاب من اليمين أو الأصوليين".
ولفتت إلى أنّ قادة "أزرق-أبيض" شددوا على رفضهم تشكيل "حكومة أقلية" تعتمد على أصوات القائمة المشتركة، معتبرة أن "احتمال حدوث هذا السيناريو قليل، نظرا لأن الاستطلاعات تظهر أزرق-أبيض خلف الليكود، ومن ثم فإن هذا التوقع نظري بشكل أساسي".
وختمت "يديعوت أحرنوت" توقعاتها بسيناريو "الانتخابات الرابعة"، مُوضحةً أنّه "مهما بدا الأمر بشعاً، فإنه حسب الاستطلاعات، فإنه الخيار المرجح، في حال تمترس كل مرشح خلف مواقفه".
وتابعت الصحيفة: "ستكون انتخابات متكررة والعقدة السياسية ستبقى على حالها"، مشيرة إلى أن رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان تعهد ألا تكون انتخابات للمرة الرابعة، لكن الوعد في جهة، والفعل في جهة أخرى.
المصدر: عربي 21