تتجه أنظار العالم إلى "إسرائيل" التي ستخوض غدًا جولة انتخابات هي الثالثة خلال أقل من عام، دون أنّ تتمكن الأحزاب المتنافسة خلال الجولتين الماضيتين في إبريل/ نيسان وسبتمبر/ أيلول من تشكيل حكومة وحدة وطنية، الأمر الذي أوجد أزمة سياسية إسرائيلية.
وأظهر استطلاع رأي نشرت نتائجه القناة "12" العبرية، حصول حزب الليكود على (35) مقعداً في الانتخابات الإسرائيلية المقررة يوم الإثنين المقبل، مقابل (33) مقعداً سيحصل عليها حزب "كاحول لافان"، وسيحصل معكسر نتنياهو على (58) مقعداً.
في المقابل، توقّع استطلاع نشرت نتائجه القناة "13" العبرية، وشمِلَ (804) أشخاص، حصول الليكود و"كاحول لافان"، على (33) مقعدًا لكل منهما، مُشيراً إلى حصول معسكر نتنياهو على (56) مقعدًا.
وتوقّع استطلاع القناة "13" العبرية حصول القائمة المشتركة على (15) مقعدًا، وهذا أكبر عدد مقاعد للمشتركة تنبأت به الاستطلاعات للانتخابات المقبلة.
كما حصل تحالف "العمل – غيشر – ميرتس" وفق الاستطلاع على (9) مقاعد، و(8) مقاعد لـ "يمينا"، و(8) مقاعد لحزب "شاس" أيضاً.
وتوقع الاستطلاع حصول كتلة "يهدوت هتوراة" على (7) مقاعد، و(7) مقاعد آخرين لحزب "يسرائيل بيتينو" برئاسة أفيغدور ليبرمان، فيما لن يتمكن حزب "عوتسما يهوديت" من تجاوز نسبة الحسم، بحسب الاستطلاع.
وفي سياق التنافس الانتخابي، ألمح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، إلى أنّه في حال لم تحصل كتلة اليمين بقيادته على أغلبية 61 مقعداً، فسوف يحدث مزيد من الانشقاقات في حزب منافسه بيني غانتس لصالح "الليكود" بقيادته.
جاء ذلك في حديث أدلى به نتنياهو للإذاعة العامة "ريشيت بيت"، اليوم الأحد، قبل يومٍ من الانتخابات العامة المقررة غدًا الإثنين.
وقال نتنياهو: "إنّه في حال لم أحصل على 61 مقعداً (في الكنيست من أصل 120)، ستكون هناك مفاجآت. وغادي يفركان لن يكون الأخير".
و"يفركان" هو إسرائيلي من أصول إثيوبية، كان على قائمة حزب "أزرق- أبيض" بقيادة غانتس، قبل أنّ ينشق وينضم لـ "الليكود" في يناير/كانون ثان الماضي.
وكان استطلاع للرأي نشرته قناة "كان" الرسمية، الخميس، كشف عن تقدم "الليكود" بفارق مقعد واحد عن "أزرق- أبيض"، بحصوله على 35 مقعدا، مقابل 34 للأخير.
فيما قال زعيم حزب أزرق- أبيض بيني غانتس، اليوم الأحد: "إنّ بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود لن يتمكن من تشكيل حكومة بعد الانتخابات المقبلة التي ستجري غدًا".
وأكّد غانتس في تصريحات نقلتها قناة "مكان" الإسرائيلية الناطقة بالعربية، على أنّه سيواصل قيادة حزبه حتى ولو كانت هناك جولة رابعة من الانتخابات.
هل يتم الاكتفاء بجولة انتخابية ثالثة؟
بدوره، رجّحَ الخبير والمحلل في الشأن الإسرائيلي فرحان علقم، أنّ تذهب إسرائيل إلى جولة انتخابية رابعة؛ لأنّ استطلاعات الرأي تمنح تقدم لمعسكر الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، لكن دون قدرته على حسم الجولة باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية.
ورأى علقم في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" أنّ المفاجأة الممكنة خلال الجولة الثالثة، هي أنّ يتنازل أفيغدور ليبرمان رئيس حزب يسرائيل بيتينو، عن شروطه وينضم إلى رئاسة حكومة بزعامة نتنياهو، مُوضحاً أنّ ليبرمان لم يُغير موقفه الرافض بالمشاركة نتنياهو الحكم؛ لأنّه يعتبر الأمر خيانة لناخبيه.
وأشار إلى مقولة تنتشر في الوسط الإسرائيلي، وهي أنّ المنافسة على النجومية وليس على مصلحة الكيان، مُبيّناً أنّ النجومية هي منافسة بيني غانتس لبنيامين نتنياهو على رئاسة الحكومة، وليس الأفضل.
وقال علقم: "إنّ نتنياهو يُريد أنّ ينجو من ملفات الفساد ويُحقق رقمًا قياسيًا بأنّه الأطول في الحكم وملك لإسرائيل".
فيما اختلف المختص في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي مع سابقه بأنّ إسرائيل تتجه إلى جولة انتخابية رابعة، بالقول: "أستبعد أنّ تذهب إسرائيل إلى جولة رابعة؛ لأنّ الكثير من الأحزاب الإسرائيلية، قالت مع انتهاء الجولة الثانية، إنها لن تذهب لجولة رابعة؛ حتى لو سقط الليكود".
وأضاف الهندي في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "بالتالي التضحية بنتياهو، سوف يكون أسهل من تشكيل حكومة وحدة، أو ربما تكون هذه المرة بدون حزب أزرق- أبيض".
وأوضح أنّ المفاجأة المتوقعة خلال الجولة الرابعة، هي نجاح نتنياهو للمرة الرابعة في تشكيل الحكومة القادمة، لافتاً إلى أنّ استطلاعات الرأي لم تحسم نتيجة الانتخابات لصالح طرف من الطرفين، أي الليكود وحزب أزرق أبيض.
المجتمع "الإسرائيلي" يميني الأصل
وبشأن قدرة المجتمع الإسرائيلي على حسم الجولة الثالثة للانتخابات، قال الهندي: "إنّ المجتمع الإسرائيلي ليس منقسم على ذاته، رغم وجود فئات عدة تطالب بحقوقها؛ لكنه مجتمع يميني بالأصل.
وتابع: "الخلاف داخله ليس حول اليمين واليسار، وإنما حول هل سيعطون أصواتهم لليمين أو لليمين؟"، موضحًا أنّ العقبة أمام تشكيل حكومة اليمين هو نتنياهو.
أما علقم فرأى أنّ المجتمع الإسرائيلي مشرذم في انتمائه الحزبية، لافتًا إلى أنّ الرافضين لهذا الواقع الانتخابي هم غير المُأطرين، أما المنتمين للأحزاب منغمسين في هذا الواقع؛ لأنّ النجومية تُسيطر على النخبة.
القائمة المشتركة.. لا تحكم
وفيما يتعلق بالتحالفات المتوقعة للقائمة العربية المشتركة خلال الجولة الثالثة للانتخابات، قال علقم: "إنّ القائمة المشتركة دائمًا تُحقق أرقامًا قياسية في الانتخابات؛ لكنّ الأمر يتوقف على أنّ يُحسن قادة القائمة التعامل مع الواقع الجديد بتوحيد موقفهم".
وأشار علقم إلى أنّ موقف القائمة كان باهتًا خلال الجولة الثانية، الأمر الذي أحبط الكثير من الناخبين العرب الذين صوتوا لها.
أما الهندي فقد بيّن أنّ الإجماع الصهيوني ينصب على أنّ يكون فلسطينيي الداخل جزءًا من الكنيست وليس جزءً من الحكم؛ وبالتالي إذا وصلت القائمة إلى 16- 14 مقعدًا حسب استطلاعات الرأي؛ سيدفع الإسرائيليين إلى إعادة حسابتهم.
وختم الهندي حديثه، بالقول: "سوف يذهبون نحو مزيد من العداء للعرب"، مُشيرًا إلى أنّ حصولهم على حوالي 14 مقعدًا سيقلل من فرص نتنياهو في تشكيل الحكومة"، ولكنّه سيفيد غانتس في ذات الوقت.