حالة غضبٍ شديدة خيمت على جموع الأطباء الفلسطينيين عامةً وفي الضفة الغربية على وجه الخصوص، وذلك بعد وصف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء يوم الأحد، إضرابهم بالموقف "الحقير" في ظل مخاوف انتشار فيروس "كورونا" المستجد.
وفي تعليقات غاضبة للأطباء، قال أحدهم - نتحفظ على ذكر الاسم- عبر صفحة النقابة: "أنا الطبيب الحقير اللا أخلاقي بطالبك يا ريس تتطلع على الواقع المزري لمستشفياتنا من نقص معدات وكوادر، وتتطلع على الأطفال الي بناموا كل اتنين على سرير".
وأضاف الطبيب في تعليقه على تصريحات الرئيس: "أنا الحقير الي قدامك صارلي أسبوعين بحاول أحول طفل للعناية المكثفة ومش لاقي"، مُردفاً: "احنا الحقراء عمالنا بنشوف أكثر من 200 مريض في اليوم".
وتابع: "الحقير عمالو بيشتغل 30 ساعة مناوبة"، مُتسائلاً: "شو أعددت يا ريس لمواجهة كورونا من معدات وكوادر وشو صار بالمستشفيات الي افتتحوها أكثر من مرة، وأخيراً أطالب الرئيس بالاعتذار لي ولزملائي عما بدر منه بحق الأطباء".
وأحدهم كتب: "لو بعرف اني بعد كل هالسنوات بطلع حقير كان ما غلبت حالي وغلبت أبوي ودرست في كلية الحقارة".
يُذكر أنّ نقابة الأطباء، ردتّ مساء يوم الأحد، على تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي وصف فيها إضرابهم بـ "الحقير واللا أخلاقي".
وقالت نقابة الأطباء في بيان صحفي وصل "خبر" نسخة عنه: "لقد صُدمنا، بل صُعقنا مما سمعنا، وتأكدنا أن معركة تضليل الرأي العام لم تنته، ووصلت لأبعد من ذلك بكثير، بل تعدت كل الأساطير؛ لتضرب في صميم القلوب".
وأضاف البيان: "نحن أطباء فلسطين ممثلون بنقابتنا العريقة والشامخة كالجبال، كنا وما زلنا الشعلة والمنار ورأس الحربة في نضال شعبنا، خضنا معارك الكرامة والصمود، وبذلنا الغالي والنفيس، وأمضينا الساعات والأيام والأشهر، وقدمنا الشهداء والأسرى والجرحى، وسهرنا الليالي إبان الانتفاضتين الأولى والثانية، ومكثنا أشهراً نعمل في المستشفيات دون أجر، ودون راحة، ودون إعياء.. كيف لا؛ ونحن قد أقسمنا أن نخوض الصعاب، و نلبي النداء، ونحمي المريض، ونسعف الجريح، وقدمنا أرواحنا ونحملها بأيدينا كل يوم".
وأضافت: "فخامة الرئيس إنّ من أوصل رسالتنا لكم خان الأمانة، و كذب في وضح النهار، وخطط في جنح الليالي السوداء، نقلوا لك ما أرادوا، وتركوا الحقائق، وأخفوها".
وتابعت: "لم نتعود على الخيانة، ولن نقبل بها، لم نطلب القليل لنرضى بالكثير، طلبنا كرامة وعزة؛ لنبقى شامخين، وعلى درب القادة والشهداء سائرين، لكم الله يا أطباء فلسطين، لكم العزة والشرف والأمانة، والخزي والعار لمن نقل الرسالة، وأوصلها مقطوعة ومبتورة، وأراد أن يوقع بيننا، وبين فخامتكم".
وأردفت: "إننا جاهزون للجلوس مع فخامتكم، وتوضيح الأمر، ونقبل بحكمكم كيف لا، وأنتم مكان ثقة شعبكم، وحامي البلاد وقائد المسيرة، ولن يسامح التاريخ كل مقصر ومتخاذل وخائن للأمانة، لقد تسرعتم بحكمكم، وسمعتم من طرف لا يريد خيراً، ولم تسمعوا منا".
وختمت نقابة الأطباء بيانها بالقول: "لن تمر المؤامرة على الأطباء، ولن نقبل بتضليلكم، ونقل ما لم يكن لنفكر به حتى بأحلامنا، ما كنا لنخذل أبناء شعبنا في الرخاء، فكيف نخذله بالضراء، ليس هكذا تُورد الإبل".