سنخسر إسرائيل إن لم نصوّت بأعداد كبيرة

حجم الخط

بقلم: بن كسبيت


هذا ليس قضاءً من السماء. يمكن أن نوقفه. هذا في أيدينا. إذا حصل على الـ 61 مقعداً المستبعدة، فسيهجم نتنياهو في اليوم التالي على ما تبقى من الرموز الحيوية للرسمية الإسرائيلية.
«سيكشف أفعال» المستشار القانوني للحكومة، وسيطيح به. وسيعين مفتشاً عاماً بلفورياً. سيخصي صلاحيات كل ما تبقى لهم من صلاحيات. وسيهزم المحكمة العليا. سيطوع القلة الذين لا يزالون يقفون في مواجهته. ستكون هنا حملة تطهيرات واسعة لم يسبق أن شهدنا مثيلاً لها. وهو لن يبقي حجراً على حجر مما بناه هنا آباؤنا.
قبل أسبوع أفلت لسانه بالقول إنه لا يستبعد «قانوناً فرنسياً» يمنع تقديمه إلى المحاكمة (بالمناسبة، سبق أن قدم إلى المحاكمة).
وأول من أمس نفى ذلك. من يصدق هذا النفي لا داعي ليأتي إلى التصويت. أما كل الباقين فعليهم أن يفهموا أن هذه لحظات الحسم، وأنه لن تكون فرصة أخرى، فإما الآن وإما لن تكون أبدا، فهو إما أن تصوت أو تخسر الدولة.
هذا ليس يميناً وليس يساراً، ليس عرباً وليس يهوداً، ليس اشكنازاً أو سفارديم. إنه الإسرائيليون الذين يريدون أن يواصلوا العيش في الدولة التي أعلن عنها بن غوريون في أيار من العام 1948.
160 ألف تل أبيبي لم يشاركوا في التصويت السابق. وهذا يتراوح بين 4 و 5 مقاعد.  لو كنت من قادة «أزرق أبيض» لسكنت في تل أبيب منذ يوم أمس وحتى يوم الاثنين في العاشرة مساء.
وسأتنقل من مجمع تجاري إلى آخر، من مقهى إلى مقهى، من شارع إلى شارع، من بيت إلى بيت ومن باب إلى باب.  لا يوجد هنا يسار ولا يوجد هنا يمين. توجد هنا حرب حقيقية على صورة هذه الدولة.
ستحسم هذه الانتخابات حسب نسبة التصويت. الجمهور الذي سيأتي بجموعه، سينتصر.  من يرد أكثر، يحقق.
إيلانا دايان جلبت، أول من أمس، في القناة 12 تسجيلاً مذهلاً. نتان إيشل، الرجل الأكثر قرباً من الزوجين، يتحدث في حديث مغلق عن الليكوديين، عن الكراهية، عن «طريقة نتنياهو» لربط النوازع الأكثر ظلامية من أجل تثبيت حكمه.
إيشل، بصوته، يكشف عن القصة كلها: «نجحنا في عصفهم بالجنون»، يقول عن مصوتي «الليكود»: «هذه الكراهية هي ما توحد معسكرنا».
وهو يسميهم «غير الأشكناز». كما يعبر عن رأيه عن ميري ريغف (لن نكرره هنا)، ويشدد المرة تلو الأخرى كيف أن الكراهية تخدم الهدف الأعلى: نتنياهو.
يقترح إيشل على محادثه العمل لدى نتنياهو (بقبعتين). فهو سيحصل على أجر لقاء المشورة للحزب وللحملة، ولكنه سيخدم أيضا نتنياهو الرجل في مشورة إعلامية استراتيجية شخصية، مجاناً فلا يوجد مال.
هذه الطريقة معروفة، كشفت هنا وفي أماكن أخرى مرات عديدة.
يعترف إيشل أنه لا يمكنه أن يجند التمويل للموضوع الشخصي، ولكن هذا سيترتب عبر التمويل العام.
وإذا كان هذا العرض جاء بناء على رأي نتنياهو، فهو يوجب تحقيقاً جنائياً. بالمناسبة، يوجد هنا شاهد ملكي جاهز آخر: نير حيفتس تم تشغيله عبر هذه الطريقة بالضبط. وكان هناك آخرون قبله.
وعليه فإذا كنتم تشتاقون للأيام التي لم تتدفق فيها جداول الدم الفاسد في شوارعنا، إذا كنتم تريدون العودة إلى الأيام التي كان يمكن فيها اجتياز حملة انتخابات دون التشهير والكذب والافتراء وإثارة الجنون والكذب مرة أخرى، وأخرى، وأخرى حتى ما لا نهاية، فكل ما تحتاجون عمله هو أن تأتوا للتصويت غداً.
يجب أن نعيد سواء العقل، يجب أن نهدئ الخواطر، يجب أن نشفي الجراح.
لا توجد اليوم مفاوضات سياسية حقيقية، لا توجد أوسلو على الطاولة، لا يوجد شريك، بل لا يوجد تهديد وجودي على دولة إسرائيل.
نحتاج لنهدأ ونعود لنعيش معاً. نحن ملزمون بأن نحرر الدولة من قبضة الخناق من المتهم بالرشوة، التحايل، وخيانة الأمانة. وهو مطالب بأن يفعل بالضبط ما طلبه من سلفه: أن يدافع عن براءته في المحكمة، وليس من داخل مكتب رئيس الوزراء. أما هو فليس مستعداً لأن يحررنا، وبالتالي فان علينا ببساطة أن نحرره. كان هناك تسجيل آخر: ذاك الذي جاء به عميت سيغال في أخبار 12 يوم الخميس.
تسجيل سمع فيه إسرائيل بخر يوجه انتقاداً فتاكاً لرئيسه، بيني غانتس، ويعترف بأنه خطير على إسرائيل. لماذا؟ «لأنه لن تكون لديه الشجاعة لمهاجمة إيران!». وقد سجل لبخر «حاخامه» غي حوبرا. وقد أغوي للحديث خصيصاً حين كان يفترض به أن يتلقى مشورة شخصية من ذاك الحاخام في قضاياه الشخصية الأكثر حساسية.
من يصدق تعابير الحاخام، ويسمع مزايدات نتنياهو على مدى السنين في الموضوع الإيراني: تجنيد أمم العالم، إلغاء شر القضاء وما شابه. حوبرا مقرب من نتنياهو ومن محاميه، عمت حداد. كان نتنياهو عنده قبل يوم. وحوبرا نفسه أراد أن يحصل على الإذن لنشر التسجيل من مرجعيته الروحية، الحاخام كينبسكي. وفي هذه الأثناء كان نتنياهو هو من التقى مع حفيد كينبسكي يوم الخميس ليلاً.
ما قاله بخر قاسٍ. لا أعتقد أنه يؤمن بأن بيني غانتس غبي. عندي محادثات مع بخر أكثر مما لدى «الحاخام» حوبرا.
يحتمل ألا يكون يقدره كرئيس وزراء محتمل. ولكن الموضوع الإيراني يجعل كل هذه القصة خردة: أولا لأن الهجوم على إيران لا يوجد، الآن، على الطاولة. وهذا ليس في الأوراق وليس في الكتب. كان هذا في الماضي.
تذكير: بيني غانتس كان رئيس الأركان الذي أعد الجيش الإسرائيلي للهجوم في إيران وبنى «الخيار العسكري» الذي بدأ يبنى في عهد سلفه، غابي أشكنازي.  بنيامين نتنياهو كان رئيس الوزراء الذي خاف استغلال هذا الخيار، الذي كلف المليارات، وتأرنب.
في السنوات 2010 حتى 2013 كان الهجوم في إيران على طاولة رئيس الوزراء، ولكنه لم يتجرأ على إصدار الأمر.
واتهم «السباعية»، وبعد ذلك «الثمانية»، واتهم شتاينتس وايلي يشاي؛ ومن لم يتهم باستثناء ذاته؟ أما الآن فهو يتهم غانتس. ولو لم يكن هذا مخيفاً، لكان مضحكاً.
بيني غانتس ليس مرشحي المثالي لرئاسة الوزراء. ولا ادري إذا كنت سأصوت لـ «أزرق أبيض» اليوم (أتردد بين غانتس وليبرمان والعمل – ميرتس – غيشر).
ولكن بيني غانتس هو رجل مستقيم، شجاع (40 سنة في الخدمة القتالية)، لا يكره أحداً وقلة يكرهونه.
إذا ما انتخب، سيسود هنا الهدوء. كل ما نحتاجه، الآن، هو إشفاء الجراح، رأب الصدوع، تهدئة الخواطر، وعمل كل هذا دون المس بالأمن. هذه مهمة ليست كبيرة مع مقاييسه.

عن «معاريف»