إسرائيل قالت «نعم كبيرة» لنتنياهو

حجم الخط

بقلم: رفيت هيخت


يجب أن تكون أعمى أو أن لا تعرف مصوتي "الليكود" – هذه هي حال من يعيش في إسرائيل – من أجل نفي الواقع الذي وجد هنا في الأسبوعين الأخيرين.
حلّق بنيامين نتنياهو بقوة على أجنحة حملة سيئة بشكل خاص وتمكن من فعل ما لا يصدق: إنشاء حركة خارقة للكتل قبل البدء في محاكمته مباشرة.
إن ما لم تستطع فعله "صفقة القرن"، فان نعامي يسسخار وعدداً من الأرانب المضحكة مثل الوعد بتعيين نير بركات وزيراً للمالية، نجحت حملة مسممة بصيغة نتنياهو المعروفة، التي ألصقت القائمة المشتركة بـ "أزرق أبيض"، وقام "أزرق أبيض" بفعل ما يفيد نتنياهو، وسارع إلى الابتعاد عن الشيطان العربي. وإلى شريحة اللحم هذه تمت إضافة البهارات الثابتة: التشويه، المس الشخصي، الاستهزاء من القدرة الخطابية لغانتس التي هي أقل من قدرة نتنياهو.
نتائج هذه الوصفة كانت دقيقة. الرسالة تم استيعابها جيداً من قبل المتعبين واليائسين من هذه السنة الغريبة: فقط سينهي تصويت لنتنياهو هذه الفوضى السياسية التي حلت بإسرائيل.
كيف أن شخصا متهما ستكون محاكمته بعد بضعة أيام تمكن من إقناع جمهور واسع بأنه تكمن فيه الضمانة لاستقرار ما؟ يمكن كتابة المزيد من الكلمات عن مؤهلات نتنياهو السياسية، الذي مع ثلاث لوائح اتهام خطيرة موجهة ضده نجح في فعل كل ما يخطر بباله في الساحة الإسرائيلية.
ويمكن أيضا التنبؤ بتحطم سلطة القانون في إسرائيل والمصير البائس للديمقراطية في إسرائيل إذا أصبح لنتنياهو 61 مقعداً - لا سمح الله - وشكل ائتلافا يمينيا متطرفا يعمل على تملصه من العدالة.
ولكن من الجدير التوقف للحظة والنظر إلى هذا الاختيار. تشجيع وحشية نتنياهو وعبادة ديكتاتوريته والدعم المتحمس للحملة التي تضمنت عنصرية جامحة وهبوطا إلى حضيض أخلاقي لا قعر له لجمهور ناخبيه، الذي يشجعه بالأساس بسبب هذه الصفات، انضم هذه المرة الذين سئموا من الانتخابات المتكررة، وفضلوا الانسحاب أمام القوة وعدم المراوحة مرة أخرى بين عدم اليقين والاستنزاف. وهم الأشخاص الذين في نهاية المطاف رجحوا الكفة، ليس سياسيا فقط، بل أخلاقيا أيضا.
قالت إسرائيل "نعم" كبيرة لرسالة نتنياهو الانقلابية: كل شيء قابل للاختراق وكل شيء سائب وكل شيء مسموح.
ومثلما لاحظ نتان ايشل بلغته الفظة في التسجيل الذي نشر مؤخراً: الكراهية الشديدة لما يشخص هنا كنخب، تعطي اليد الحرة لأي سلوك. ومن المشكوك فيه إذا كان يوجد في تاريخ سياسة إسرائيل أي مرشح تلقى قدرا كبيرا من الوحل مثلما تلقى بني غانتس، الذي كل ذنبه أنه تجرأ على منافسة نتنياهو. وفقط على صموده أمام هذا الهجوم الفظيع يجب تقديره والثناء عليه.
على خلفية تحطم اليسار والضعف الكبير لبديل نتنياهو، فإن الاحتمال المنطقي الوحيد الذي يوجد لهذا المعسكر هو حكومة وحدة، سيكون ضررها أقل من حكومة يمينية أصولية.
ويوجد أساس للاعتقاد بأن نتنياهو سيرغب في حكومة كهذه، والتي يمكن أن تتشكل فقط على خلفية الانقسام في "أزرق أبيض".
غانتس، وربما أيضاً غابي اشكنازي، الذي مال في المفاوضات الأخيرة إلى الموافقة على اقتراح الوحدة، سينضمان إلى هذه الحكومة.
ويائير لبيد سيبقى مع مشروعه "يوجد مستقبل" في الخارج، وها هو جسم آخر، كان ذات يوم مستقلاً وعلى قيد الحياة، سيتمكن الساحر في شارع بلفور من تقسيمه بسهولة.

عن "هآرتس"