هل تستفيد العراق من التجربة الصينية في مواجهة فيروس كورونا؟

هل تستفيد العراق من التجربة الصينية في مواجهة فيروس كورونا؟
حجم الخط

بغداد - وكالة خبر

في ظل اتساع دائرة الإصابة بفيروس كورونا المستجد خلال الأيام القليلة الماضية ليشمل عدة مدن عراقية، أثيرت تساؤلات حول قدرة المؤسسات الصحية على مواجهة الفيروس الذي انتشر في عدة دول تمتلك مؤسسات بحثية متقدمة وأنظمة صحية متكاملة.

وأشار البعض وفق تقرير نشرته وكالة "شينخوا" الصينية إلى ضرورة الاستفادة من التجربة الصينية في مواجهة الفيروس، خاصة أنّ الصين قد أبدت قدراً كبيراً من العزم في مواجهته.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، د. إبراهيم العامري: "أعتقد أنه يمكن للعراق أن يستفيد من تجربة الصين في جهوده لاحتواء تفشي الفيروس التاجي، لكن يجب على العراق أن يأخذ في الاعتبار قدراته التي لا يمكن مقارنتها بقدرات الصين، التي تعد واحدة من أكبر دول العالم المتقدمة علمياً وتقنياً".

وأضاف العامري أنّ "ظهور فيروس كورونا دفع القيادة الصينية إلى مواجهة التحدي من خلال اعتبار الأزمة اختبارًا كبيرا للأمة وكانت هناك جهود كبيرة من جانب الحكومة الصينية في جوانب مختلفة، مثل علاج المصابين، وتقليل معدلات الوفيات، وحماية الاستقرار الاجتماعي، وتعزيز الامدادات الطبية الطارئة".

وأردف: "الصين تتخذ إجراءات حاسمة وغير مسبوقة، بما في ذلك إغلاق المدن لحماية الصحة العامة"، داعياً العالم إلى الامتنان للتضحيات التي قدمها الشعب الصيني في محاربة المرض ومنع انتشاره.

كما دعا العامري السلطات العراقية والشعب العراقي إلى استخلاص الدروس من الشعب والقيادة الصينية لاحتواء انتشار الفيروس.

وكان وزارة الصحة العراقية، قد أعلنت أنّ العاصمة بغداد سجلت 13 إصابة بالفيروس، ومدينة كركوك إلى الشمال منها 5 حالات، والسليمانية 4 حالات، والنجف حالتين إحداها لمواطن إيراني، فيما سجلت محافظتا بابل وميسان حالة واحدة لكل منهما.

من جانبه، أوضح مدير شعبة التفيش الصحي في قسم الإعلام بوزارة الصحة العراقية، عباس فرهود، أنّ معظم الحالات الموجودة في العراق، هي حالات مستوردة من خارج الحدود أي من إيران تحديداً، وهذا يعني أنّ الفيروس ما زال غير منتشر على المستوى المحلي ويمكن السيطرة عليه من خلال تعزيز الإجراءات في المطارات والمنافذ الحدودية ومتابعة جميع العائدين من البلدان التي ظهرت فيها إصابات وإخضاعهم للفحص الطبي والحجر لحين التأكد من سلامتهم.

وتابع فرهود: "تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات لمواجهة الفيروس، منها تشكيل خلية الأزمة العليا برئاسة وزير الصحة، وتشكيل لجنة عليا في كل محافظة، وتخصيص مستشفيات للعزل الصحي، وتوفير المستلزمات من أجهزة الفحص وملحقاتها، وتنسيق العمل واتخاذ الاجراءات الصحية اللازمة مثل غلق الحدود أمام الوافدين من دول معينة وتشديد الإجراءات والرقابة الصحية في المنافذ الحدودية، إضافة إلى زيادة فعاليات التثقيف الصحي في كل محافظات العراق وتوفير المطبوعات التي تشرح الإجراءات اللازمة للوقاية من هذا الفيروس".

وعبّر عن ثقته بإمكانية مجابهة هذا الفيروس من خلال التزام المجتمع بالتعليمات التي تصدرها وزارة الصحة والإجراءات التي تتخذها، مُردفاً: "نحن لدينا خبرات واسعة في مواجهة الأوبئة، إضافة إلى توفير خلية الأزمة كل ما يلزم لمجابهة هذا الفيروس من مستلزمات وأدوية وأجهزة للكشف ومختبرات للفحص وكاميرات ومتابعة الحالات المرضية بكل دقة واتخاذ الاجراءات اللازمة للمعالجة".

وشدّد فرهود على أنّه تم الاستفادة كثيراً من التجربة الصينية في مجابهة فيروس كورونا الجديد، مُضيفاً: "الصين كانت شفافة في التعامل مع الفيروس ونقلت تجربتها إلى الدول الأخرى للاستفادة منها. واستفدنا من كيفية معالجة المرض على مستوى الدولة".

ولفت إلى أن الفيروس بدأ ينخفض في الصين، وأصبح عدد الذين يغادرون المستشفيات أكثر بكثير من عدد المصابين، لأن الصين اتخذت إجراءات كبيرة ورصدت مبالغ ضخمة جدا لمحاربة هذا الفيروس، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات صارمة على مستوى المجتمع والدولة من أجل إنقاذ شعبها والعالم من هذا المرض.