المستوطنون تدفّقوا على صناديق الاقتراع دعماً لنتنياهو

حجم الخط

بقلم: عميحاي أتالي


يكشف التحليل لمعطيات التصويت في المستوطنات، خلف الخط الأخضر، تجنُّداً غير مسبوق من جمهور المستوطنين من أجل بنيامين نتنياهو. مرة أخرى انبطح المستوطنون على الجدار من أجله. والآن سيُختبر بأفعاله: هل يقوم طلبه منهم التأييد على أساس أيديولوجي، أم أن هذا مجرد مصلحة سياسية؟
سطحياً، فإن الحزب الذي يفترض بسكان «يهودا» و»السامرة» أن يؤيدوه، وبالتأكيد سكان المستوطنات الأيديولوجية، هو «يمينا». غير أن نتنياهو، على عادته، بذل كل جهد مستطاع كي يحمل المستوطنين على تأييده، وكرس غير قليل من طاقته في الحملة كي يقنعهم. فقد عقد جلسة حكومية في غور الأردن، ولم يكف عن الحديث عن السيادة، وحرص على إقرار قانونية مستوطنة «ميفئوت يريحو». زار «معاليه أدوميم» و»أفرات»، دشّن حياً جديداً في كريات أربع. بل أخذ معه إلى واشنطن، للإعلان عن خطة القرن، قادة المستوطنين. الأحد الماضي، وفي أثناء تدشين الحي في «كريات أربع» وقف على المنصة وقال: «يجب قول الحقيقة، كفى تلوناً. يجب التصويت لليكود».
نجح هذا. وفقاً لتحليل الصناديق في «يهودا» و»السامرة» يتبين أن المستوطنين تدفقوا بجموعهم. في «أرئيل» قفز التأييد لـ «الليكود» 9 في المئة، في «معاليه أدوميم» 10 في المئة، في «شعاريه تكفا» 12 في المئة بل في «يتسهار»، التي هي ربما المستوطنة الأكثر أيديولوجية، سجل ارتفاع بنسبة 8 في المئة في التأييد لـ «الليكود». لقد استجاب المستوطنون لدعوة نتنياهو، الذي طلب تأييدهم، ومن دفع ثمن ذلك كانت قائمة «يمينا».
على فرض أن نتنياهو سيكون هو الذي يشكل الحكومة التالية، فهل سيعرف، الآن، كيف يعوضهم على ذلك؟ تجربة الماضي تفيد بأن هذا ليس مضموناً على الإطلاق. فقد كان نتنياهو هو الذي جمد البناء في «يهودا» و»السامرة» في الأعوام 2009 – 2010. وحتى لو قبلت تفسيراته بأن هذا التجميد فرضته عليه إدارة أوباما، ستأتي، الآن، ساعة اختبار نتنياهو.
حول الجولات الانتخابية الثلاث صرح المرة تلو الأخرى بأنه فقط إذا تلقى التفويض فإنه سيبسط السيادة في غور الأردن، وسينفذ خطة القرن، ويصرف الاعتراف الأميركي بأن المستوطنات لا تتعارض مع القانون الدولي.
إن ما يقال كتب بحذر كون النتائج الحقيقية ليست أمامنا، ولكن الآن، حين يبدو أننا لن نعود إلى جولة انتخابات أخرى وعلى فرض أن نتنياهو سيشكل الحكومة، ستحين لحظة الاختبار الأيديولوجي الحقيقية له. فهل جملة وعوده بالسيادة وتطبيع حياة مستوطنات «المناطق» تقوم على أساس القيم التي يؤمن فيها حقاً أم ربما لم تكن جولاته وزياراته إلى المستوطنات في الزمن الأخير إلا جولة سياسية أخرى على ظهر هذا الجمهور البريء والمتفاني؟

عن «يديعوت»