حوّلت سلطات الاحتلال مدينة القدس الى ثكنة عسكرية، بعد نشرها المئات من عناصرها المختلفة في شوارع المدينة والطرقات المؤدية الى المسجد الأقصى، بحجة وورد "معلومات استخباراتية" عن احتمالية اندلاع مواجهات في المدينة عقب صلاة الجمعة.
وعلمت مصادر صحفية أن قوات الاحتلال من أفراد الوحدات الخاصة والخيالة و"حرس الحدود" والشرطة والمخابرات ووحدة المستعربين وسيارات المياه العادمة نشرت في شوارع مدينة القدس، وخاصة في الشوارع والاحياء القريبة من المسجد الأقصى، كما نشرت قواتها الراجلة في شوارع وطرقات القدس القديمة، ووضعت سواترها الحديدية على أبواب المسجد الأقصى.
وكانت شرطة الاحتلال قد قررت منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن الـ40 عاما من دخول الاقصى لاداء صلاة الجمعة، وقامت سلطات الاحتلال بإغلاق أبواب الأقصى باستثناء (باب الأسباط وحطة والمجلس والسلسلة).
وأدى العشرات من الشبان صلاة الفجر على أبواب المسجد الأقصى والقدس القديمة، بعد منعهم من الوصول والدخول الى المسجد، واعتدت عليهم عند باب الأسباط.
واعتقلت سلطات الاحتلال المسن زياد أبو هليل من ساحات الاقصى بعد حمله العلم الفلسطيني أثناء سيره في المكان، وتم اقتياده الى شرطة "باب السلسلة".
ومن جهة أخرى أفاد أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الاسرى والمعتقلين المقدسيين أن قوات الاحتلال اعتقلت الطفل ومهند محمود دبش13 عاما، وليث عماد دبش 15، صلاح الدين ناجح بكيرات 17 عاما.
هذا وتشهد محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة بعد صلاة الجمعة تظاهرات استجابة لدعوات للنفير العام نصرة للمسجد الأقصى المبارك عقب تصعيد الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته فيه الأسبوع الماضي.
ودعت حركة "حماس" إلى تظاهرات حاشدة من مختلف مساجد قطاع غزة للإعلان عن رفض ممارسات الاحتلال في المسجد الأقصى وتكرار اقتحامه من جماعات المستوطنين المتطرفة.
كما يتوقع أن تشهد مختلف محافظات الضفة الغربية تظاهرات مماثلة بدعوة القوى الوطنية والإسلامية وسط دعوات للنفير العام دفاعا عن الأقصى في فلسطين والبلدان العربية والإسلامية.
وأعلن جيش الاحتلال حالة التأهب تحسبا من اندلاع مواجهات على خلفية التظاهرات المتوقعة اليوم.
يأتي ذلك فيما فرضت سلطات الاحتلال قيودا مشددة على الصلاة في المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة اليوم الجمعة.
وزعمت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن فرض القيود جاء أثر ورود معلومات حول نية "جهات متطرفة الاخلال بالنظام العام والقيام بأعمال شغب".
وحسب الإذاعة سيُسمح بدخول المسجد الأقصى للرجال من سن الأربعين وما فوق فقط.
وستنتشر قوات معززة من شرطة الاحتلال وحرس الحدود في محيط المسجد الأقصى وعلى امتداد خط التماس بين الأحياء العربية واليهودية في المدينة المحتلة.
وشهدت معظم أيام الأسبوع الماضي مواجهات عنيفة بين عشرات المصلين وشرطة الاحتلال على خلفية اقتحام جماعات المستوطنين المتطرفة المسجد الأقصى بالتزامن مع الأعياد اليهودية.
وقالت مصادر إسرائيلية إن عدة مواجهات جرت في شرقي القدس المحتلة الليلة الماضية.
وذكرت المصادر أن حافلة ركاب احترقت في حي رأس العامود في شرقي القدس بعد أن تركها سائقها أثر تعرضها للرشق بالحجارة.
وأضافت المصادر أن القطار الخفيف في حي شعفاط تعرض لإلقاء حجارة مما ألحق أضراراً في إحدى العربات دون وقوع إصابات.
كما أوردت المصادر الإسرائيلية أن شابين فلسطينيين ألقيا زجاجة حارقة على سيارة إسرائيلية في مفرق بيت فوريك قرب نابلس مما جعل سائقتها تفقد السيطرة عليها وتنقلب دون إصابتها بأذى.
وأعلن جيش الاحتلال أن قواته أصابت أحد الشابين بجروح خطيرة فيما تم اعتقال الآخر.
وكان مجلس الأمن الدولي دعا الليلة الماضية إلى الهدوء والحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى.
وعبر الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن عن "القلق العميق حيال تصاعد التوتر في القدس"، ودعوا إلى "ضبط النفس والامتناع عن القيام بأعمال والابقاء على الوضع القائم التاريخي (في المسجد) قولا وفعلا".
وطالب الأعضاء بـ"احترام القوانين الدولية وحقوق الانسان" وحثوا "جميع الأطراف على التعاون من أجل تهدئة التوترات وعدم التشجيع على العنف في الأماكن المقدسة بالقدس".
من جهته أجرى الرئيس محمود عباس اتصالاً هاتفيا مع قداسة بابا الفاتيكان فرنسيس تناول الوضع في مدينة القدس المحتلة والتحذير من من "اكتساب الصراع طابعاً دينياً" على خلفية ما يجرى في القدس المحتلة.
كما هاتف عباس لنفس الموضوع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وهيمنت أحداث الأقصى الأخيرة على اتصال جرى بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما.
وأدان العاهل السعودي خلال الاتصال بشدة التصعيد الإسرائيلي الخطير في المسجد الأقصى.
كما جرى اتصال مماثل بين أمير قطر تميم بن حمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكدا فيه على إدانة التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى وطالبا بوقفه فورا.