أعلنت منظمة الصحة العالمية، تفشي كوفيد-19 "فيروس كورونا" وباءً عالمياً، حيث إنّ التحديث اليومي للعدد المتزايد سريعاً لحالات الإصابة والوفاة الجديدة جعل بالفعل العديد من مناطق العالم المختلفة في حالة قلق وترقب شديدين.
والسبب الرئيسي الذي دعا منظمة الصحة العالمية إلى إعلان انتشار كوفيد-19 وباءً عالمياً ليس بالتأكيد إثارة الخوف والذعر، بل حشد قدر أكبر من توافق الآراء بين الدول في جميع أنحاء العالم لاتخاذ إجراءات عاجلة وأشد قوة ضد المرض.
بدوره، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "إنّه مازال بإمكان جميع الدول تغيير مسار هذا الوباء، إذا قامت بكشف وفحص وعلاج وعزل وحشد شعوبها استجابةً لذلك"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الصنيية "شينخوا".
وأضاف: "في هذه المعركة ضد مرض معد لم يُعرف من قبل، من الطبيعي أن ينتاب الناس مخاوف عميقة، ولكنّ إذا ما تُركت تلك المخاوف دون ضابط، فإنها يمكن أنّ تثير خوفاً لا مبرر له، وهذا الخوف غير المبرر قد يؤدي إلى تعزيز العنصرية والنزعة القومية والانعزالية، وبالتالي يؤلب الناس ضد بعضهم البعض في وقت ينبغي فيه تقدير قيمة التضامن والثقة وتشجيعهما بشدة".
وأوضح أنّه قدرة العالم على هزيمة المرض مرتبطة بإيجاد طرق لاحتواء الذعر، وذلك من خلال توظيف الحكومات في جميع أنحاء العالم كل أداة تحت تصرفها لإطلاع عامة الناس على أفضل طريقة ممكنة للبقاء بصحة جيدة، وقول الحقيقة بصوت عال وواضح في مواجهة أي تضليل، وعدم إتاحة أي فرصة للعنصرية ورهاب الأجانب بأن يتضخما ويؤرجحا عقول الناس.
وتابع: "لاشك أنّ أقوى سلاح لمواجهة الذعر الآن يتمثل في الثقة الكاملة بأنّ قدرة الجنس البشري على وضع حد لتفشي الفيروس لن تتحقق إلا إذا ما اجتمعت جميع البلدان على قلب رجل واحد".
واستدرك: "يمكن للمجتمع الدولي أنّ يستمد تلك الثقة من تجربة الصين الخاصة، حيث تحرز البلاد تقدما مطردا في احتواء انتشار الفيروس داخل حدودها. وإذا استطاعت الصين الوقوف في وجه هذا المرض، فإن الآخرين يمكنهم ذلك".
وعلى مدى الأيام الماضية، اتخذت دول مثل إيطاليا وفرنسا وكوريا الجنوبية إجراءات صارمة مثل إغلاق المدن وتعليق الدراسة وإحكام السيطرة على المنافذ.