بقلم: نغم رامي كراجة

يا سيادة الرئيس لك أطيبات التحيات منا، ولنا المواساة منك

الرئيس
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

دولة فلسطين بأكملها ترد عليك السلام و لكنه بنكهة استغاثة، لا يحتويك الاستغراب والدهشة، أنت لا تعلم كم من تنهيدة خرجت ليصلك هذا السلام!، الفقير، والعاجز، والأسير، واليتيم، وغيرهم من المكلومين ولكن تعددت الظروف، إنما السبب واحد و هو"الحصار".

الحصار بمفهومه الصحيح: هو إعاقة حركة الأفراد بشكل كلي وخارج عن المألوف وانتهاك الحقوق بشكل إجباري وغير مرغوب، وأيضآ يُعيق تطور الحالات الصحية و تدهورها، و حصر المجتمع حول دائرة صغيرة لا يمكن العيش بها بشكل متكامل.

آلاف الخريجين و الخريجات يضعون الكثير من الأموال ثمن المحاضرات الجامعية؛ ليستطيعون الحصول على شهادة تُمكِنهم من استلام وظيفة لتكوين أنفسهم، لكن لا عليك حيث لا هناك أموال لاستكمال دراستهم ولا وظائف متواجدة تنتظرهم، مستقبلٌ أسود يُخيم على عقول الشباب، ينضم العديد من خريجي الجامعات كل سنة إلى قائمة البطالة، لعل مصطلح البطالة سيء بما يكفي لشرح معناه.

على الحدود الشرقية تواعدنا أن نقف أمام دبابة مُحتل صهيوني؛ كانت وقفة اعتراضية على سياستهم فقط، لكن الأمر تطور يا سيادة الرئيس المئات استُنزفت دمائهم و استشهدوا، وغيرهم بُتِرت أرجلهم و هذا مصاب جُلل بحقهم ويكفي لأن أخبرك أن نصف عمرهم ذهب عند هذه اللحظة، لكن المعابر أعاقت حركتهم؛ لمنعهم من السفر خارج البلدة المُحاصرة للعلاج، منهم ما مات و لم يقاوم الألم، وآخرين تم إضافتهم لقائمة المُعاقين حركيآ وغيرهم الكثير ذهبت حياتهم هدرآ لخيبة آمالهم عند المعبر.

والرواتب انتقصت للنصف و لم تعد تكفي لتأمين حياة كريمة ومُستقبل آمن للأسرة، ما الحل ! ، القلب انتفض من هراء ما يحصل، و الشباب تضيع من قلة فرص العمل و كأنهم أصبحوا عالةً في ظل اخضرار عمرهم، لقد استنزفوا طاقتهم في البحث عن عملٍ و ليس بانجاز مهام، و الأطفال في الأزقة من هنا إلى هنا يبيعون ضمات النعنعِ والبسكويت، ويتحملون مسؤولية تفوق سِنهم كثيرآ لقد اختلفت ملامح الطفولة وتحولت لألوان باهتة وفقدوا معالم كثيرة كانت يجب أن تحتويهم وتغمرهم.

الكهرباء والمياه أصبحا شبه دائرة غير منتظمة لقد تأذى أكثر من نصف الشعب بسبب هذا الإهمال والتردي، والغاز سيصبح عقيمآ لدينا، وبالرغم من ذلك لم تهزمنا سياسة مُحتل وعدو غاصب جراء ما يفعل، لقد تأقلمنا قسرآ؛ لنعيش.

إليك يا ممثل الدولة الفلسطينية، افعل ما بوسعك لصد مخططاتِ كيانٍ صهيوني من أجل شعبٍ اختارك أن تكون معينآ بعد الله قبل أن تكن رئيسآ عليهم، لقد عانى كثيرآ وصعدت التنهيدات تلو الأخرى، ولم يعد هناك مُتسعآ للصبر والسكوت، ما الجريمة التي ارتكبها شعبٍ كان كل غرضه أن يحيا حياة كريمة وآمنة مثل أي شعبٍ وجِد على البقاع، نحن بالحاجة إلى تضامنك ووقوفك بجانبنا ضد أي سيطرة خارجية تهدف لسقوط أحلام هذه البلد، ولتكن فلسطين نحو الإعمار و ليس الدمار.

يا سيادة الرئيس لك أطيبات التحيات منا، ولنا المواساة منك