الوحدة مع نتنياهو استسلام

حجم الخط

بقلم: أسرة التحرير


التقارير المقلقة عن أن رئيس "أزرق ابيض"، بيني غانتس، يميل ليوافق على تشكيل حكومة وحدة، يتولى بنيامين نتنياهو خلالها الفترة الأولى من التناوب، كرئيس وزراء – حتى بثمن تفكيك "أزرق أبيض" – تلمح إلى استسلام غانتس، وهي خطوة انتحار للبديل السلطوي لنتنياهو.
مع أن حزب "أزرق أبيض" أعلن بأن "الاتصالات مع فريق الليكود للمفاوضات توقفت" وأنه "بخلاف ما نشر لا توجد اي اتفاقات"، إلا أن رئيسه، بيني غانتس، لم ينفِ ما ينسب له، وبدا عملياً كمن يعنى بتهيئة الطريق لحكومة وحدة تحت المتهم بالجنائي.
إن الخطاب الذي يستخدمه غانتس كي يبرر خطوة الاستسلام الانهزامية هو حالة الطوارئ في أعقاب انتشار وباء الكورونا. من المحظور قبول هذا. فالدخول الى حكومة وحدة تحت نتنياهو سيشكل خرقاً لوعد انتخابي فاضح لـ "ازرق أبيض" كقائمة، ولغانتس شخصياً بصفته من ترأسها. لا يدور الحديث فقط عن خرق لوعد بل عملياً تقويض لسبب وجود ووجود القائمة منذ البداية.
"كله إلا بيبي" ليس فقط الوعد الانتخابي المركزي لـ "ازرق ابيض"، بل هو عملياً الوعد الانتخابي الوحيد له، إذ ان كل ما يتبقى من المسائل الايديولوجية – في الجانب السياسي، الاجتماعي، الاقتصادي، الأمني – خصيت، طمست، تشوشت وبالأساس اسكتت باسم ذاك الهدف الأسمى: تحرير إسرائيل من خناق المتهم في بلفور ووضع حد لحكمه الفاسد والمفسد. اضافة الى كل ذلك تعد هذه سخافة سياسية من الدرجة الأولى، إذ إنه آجلاً أم عاجلاً سيكتشف غانتس وغابي اشكنازي ما تعلمه رفيقاهما في "القمرة" يعلون ولبيد على جسديهما: أن نتنياهو هو بالضبط ما قيل عنه – كذاب، عديم المصداقية، وخطير على إسرائيل، بالضبط مثلما أجادت قيادة "أزرق أبيض" في شرح جولة الانتخابات بعد جولة الانتخابات. غير أنه في حينه، حين سيرغبان في أن يكونا بديلاً مرة أخرى، لن يعطي أحد من جمهور مصوتيهما لهما صوته.
من المحظور على غانتس الارتباط بنتنياهو. من المحظور عليه أن يرتبط بمتهم بالجنائي. من المحظور عليه أن يرتبط بمن أنزل الديمقراطية الإسرائيلية على ركبتيها. لا تفويض له بعمل ذلك.

 عن "هآرتس"