لقد اعتاد العالم على ظهور الفيروسات فيما سبق، واستطاع العالم مقاومتها وكان قادرا على احتوائها والحد من انتشارها نظرا لتشابه خلاياها الوراثية مع خلايا الأجيال السابقة، ولكن حسب حديث العلماء والمختصين فيروس كوفيد 19 أحدث طفرة وراثية غير متوقعة حيث يحمل زوج من الخلايا الوراثية مختلفة التركيب بعكس كل الفيروسات التي تحمل خلايا وراثية من نوع واحد. وهو ما يفسر خطورة فيروس كورونا وسرعة انتشاره .
وأمام هذه التطور الجينى الخطير ولمنع ما قد يحدث مستقبلا يتوجب على العالم فهم أسباب هذه الطفرة الجينية، وهل هي لأسباب طبيعية أم غير طبيعية وبفعل أبحاث بيولوجية، وثمة مسؤولية يتحملها الانسان عن ما يجرى من تحولات وطفرات جينية لهذه الفيروسات؛ والتي هي بالأساس نتاج التغيير الدراماتيكى في مناخ الأرض؛ والذى هو نتاج طبيعى لحالة التلوث والذى أدى لما يعرف بالاحتباس الحرارى نتيجة ارتفاع نسبة الغازات العادمة في طبقات الغلاف الجوى وهو ما أدى إلى تدمير ممنهج في طبقة الأوزون مما زاد من حرارة كوكب الأرض؛ وهو ما كانت نتيجته تغير في مناخ الأرض واختفاء العديد من الكائنات الحية الدقيقة والغير دقيقة نتيجة لعدم قدرتها على التأقلم مع التغيرات السريعة في مناخ الأرض، ولكن هذه الكائنات الدقيقة تحاول التأقلم مع ما يجرى عبر تطوير خلاياها الوراثية؛ والتي تأتى على شكل طفرات حتى تتمكن من البقاء على قيد الحياة، وهذا ما يحدث نتيجة العبث البشرى بمناخ الأرض.
وعلى طرف آخر هنا ثمة عبث لا يقل خطورة عن العبث بالمناخ، وهو عبث استخدام المبيدات الزراعية والمضادات الحيوية وذلك يحدث خلال مكافحة الانسان للأمراض التي تؤثر عليه أو على زراعته؛ وتلك مأساة أخرى وكورونا اليوم هي رأس جبل الثلج وبقية الجيل المختفى والذى سيصدم العالم هو تطور البكتيريا عبر طفرات جينية مشابهة لتتحول إلى بكتيريا مقاومة لكل أنواع المضادات الحيوية وحينها سيكون العالم أمام أوبئة فتاكة سريعة الانتقال وتنتقل عبر المياه والهواء وتحصد ملايين البشر .
وهذا السيناريو لن يكون بعيدا إن لم يتلفت العالم إلى الضريبة الباهظة التي سيدفعها جراء وصول التلوث البيئى إلى معدلات قياسية والذى تتحمل مسؤوليته الدول الصناعية الكبرى، وعدم تحمل تلك الدول الصناعية لمسؤوليتها نحو البيئة خاصة حينما يصل قادة شعبويين إلى سدة الحكم مثل دونالد ترامب والذى استهان بكل اتفاقيات حماية البيئة والحد من الانبعاثات الحرارية وانسحب من اتفاقية باريس للمناخ والعديد من اتفاقاتها الملحقة الخاصة بحماية البيئة .
وعلى العالم إدراك أن وصول مثل أولئك القادة الشعبويين إلى سدة الحكم لن يمثل خطر على مواطنيه فحسب بل خطر على البشرية، واليوم البشرية تقف أمام اختبار صعب وستكون نتيجته حاسمة في مستقبل بقاء الجنس البشرى على هذه الكوكب .