في ذكرى استشهاد اخي الشهيد أشرف صالح لك الرحمة والمجد والخلود.. د. أحمد يوسف

thumb (35)
حجم الخط

خلال السنوات الثلاث الماضية غيبتك الشهادة عنا - يا أخي - يا أبا محمود، حيث اختارك المولى (عز وجل) واصطفاك من بين عباده، (ويتخذ منكم شهداء)، لترحل عنا بجسدك الطاهر، وتبقى لنا ذكريات عمر طويل ترعرعت فيه بيننا، لا تغيب فيه اللحظات وليالي السهر، نتذاكر معك فيها تلك المسيرة والخطى التي قطعناها ترحالاً من مخيم الشابورة إلى حي تل السلطان في مدينة رفح، تلك المدينة التي تحمل سجل ذكرياتنا الغالية منذ نعومة أظافرنا؛ حيث ملاعب الطفولة ومدارج الصبا، والتي لا نغفل ما لها من فضل علينا في كل محطات حياتنا .

شاءت الأقدار أن يأتي استشهادك يا أخي قبل أيامٍ من عيد الأضحى المبارك، ليجعلنا نتذكرك - دائماً - ومع كل عيد.. ونردد – بشكل عفوي - كلمات أبي الطيب المتنبي: "عيدٌ بأيةِ حالٍ عُدت يا عيد؟!!". نحن الفلسطينيون، ومنذ أكثر من ستين عاماً، نردد – بدمعة وأسى – لطي حسرات أعيادنا بأن "عيدنا يوم عودتنا"، في محاولة لاختصار الفرحة واحتساب الأحزان.

في عام 2013م، وبعد عودتي من صلاة عيد الأضحى، وقفت أتملى - للحظات - صورة أخي الشهيد أشرف، والمعلقة على حائط قاعة الاستقبال بمنزل العائلة، كانت تلك اللحظات كافية لتحريك الدموع في عيني، والعمل على تهيج مشاعري، وفتح ملفات الذكرى لأخٍ تركته طفلاً، عندما غادرت أرض الوطن للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما عدت إلى قطاع غزة بعد ربع قرن من الزمان، كان أخي أشرف (أبو محمود) ما زال معتقلاً في سجون الاحتلال، وقد خرج فقط قبل ثلاث سنوات من استشهاده، وأخذ يروي لي ذكرياته مع رفقاء دربه داخل الزنازين في نفحة وهادريم، حيث سمعت منه الكثير من المواقف واللطائف حول من جاورهم وتعامل معهم من إخوانه في قيادات حركة حماس؛ الشيخ حسن يوسف، والدكتور عزيز دويك، والإخوة توفيق أبو نعيّم وحسن المقادمة وعبد الرحمن القيق وروحي مشتهى ويحي السنوار ...ا

لقد مرت بخاطري بعض تلك الأحاديث التي تبادلتها مع بعض أصدقائه الذين خرجوا في صفقة "وفاء الأحرار"، خلال حفل تدشين مدينة الشيخ حمد في خانيونس في أكتوبر 2012م، وقد وجدت في أحاديثهم الطيبة عنه ما يزيد من إعجابي به واحترامي له.

كما لفت نظري – بعد استشهاده - سرعة الكثير من أصحابه في الاتصال، والحرص على ردِّ الأمانات إلى أهله، كما أن بعضهم تولى مسئولية المتابعة مع الدوائر الحكومية لتخليص ممتلكاته، وجلب مستحقاته المالية.لقد كان الشهيد أشرف (أبو محمود) رجلاً وأخاً لأخيه، وحتى يبتعد عن دائرة الشبهات التي تطال كل من يعمل في الهيئة الحدودية، كان يرجوني - دائماً - التدخل لدى وزير الداخلية أو نائب رئيس الوزراء لنقله إلى عمل حكومي آخر، بعيداً عن الأنفاق ومشاكلها التي لا تنتهي..

كنت أعده، ولكنني – للأسف - لم أفعل شيئاً. لقد كان أشرف (أبو محمود) مغامراً، بالرغم من صغر سنه، ويمتلك شجاعة تذكرني بأخيه خالد (عز الدين) والذي كان يكبره بعدة سنوات، حيث استطاع الهرب مع ستة من إخوانه في حركة الجهاد الإسلامي من سجن غزة المركزي عام 1986م.. وبدلاً من مغادرة قطاع غزة والنجاة بأنفسهم، عادوا للقيام بعملياتهم العسكرية، ونجحوا في قتل العديد من ضباط جيش الاحتلال. لله درك يا أبا محمود؛ لقد سبقتنا بالشهادة، وجدد لنا دمك الطاهر "ملحمة الثأر" مع الصهاينة المحتلين.

أخي أشرف في ذمة اللهفي يوم الأربعاء الموافق 19 سبتمبر 2012م عدت للبيت متأخراً, أي حوالي التاسعة مساءً، وقبل أن أنتهي من الصلاة وتناول طعام العشاء، هاتفني أخي، قائلا: علينا الإسراع الي مستشفى "أبو يوسف النجار", فهناك أخبار تتحدث عن إصابة أشرف في قصف إسرائيلي قبل قليل.. في دقائق، أنهيت استعداداتي لمغادرة البيت، واللحاق بأخي، الذي كان ينتظرني بسيارته في الخارج.

ونحن في الطريق إلى المستشفى، وصلتني العديد من المكالمات من الإخوة والأصدقاء، تستوضح إذا ما كان الشهيد أشرف هو أخي؟ قلت لهم: أنا - حقيقة - لا أعلم، ولكن أنا - الآن - في طريقي للمستشفى لاستيضاح الأمر.

قبل ان نصل محيط المستشفى، اتصل بي ابني ليخبرني مؤكداً - بصوته الباكي ودموعه - أن أخي (أبو محمود) قد استشهد .رددت عليه أني في الطريق إليه.. وصلنا على عجل إلى المستشفى، وإذ بنا نجد المئات من الشباب قد سبقونا إلى هناك.. الوجوه بعضها مألوف، والأخر غير معروف.

كان الوجوم يبدو واضحاً على كل الوجوه, فالجريمة كانت في منتهى القبح والبشاعة, حيث استهدفت طائرة الاستطلاع "الزنانة –Drone " السيارة التي كان يقودها بصاروخين، جعلت اشلاءه تتطاير في كل اتجاه وإلى أماكن متباعدة, وأن ما وصل منها للمستشفى كان مجرد بعض الأجزاء المتناثرة؛ فالرأس والصدر غابا عن الجسد, وما تبقى من ملابسه وحذائه كان يكفي - بالكاد - للتعرّف عليه.فتح لنا أحد الممرضين – بعد تردد - باب الثلاجة التي تحتضن الجثامين، فشاهدت وجه زميله الشهيد أنس أبو العينين، والذي طار نصف رأسه، أما باقي الجسد فمجرد أوصال شلوٍ ممزّع. أما أخي فلم يكن هناك من جسده إلا إحدى رجليه، وبعض قطع اللحم التي تمَّ جمعها من بين حديد سيارته المدمرة.

تمالكت دموعي، وواسيت إخوتي وأبناء العمومة، وكل من حضر من الأقارب، ودعوت له أن يتقبله الله في الصالحين من عباده، وأن يسكنه فسيح جناته، وسألته سبحانه وتعالى أن يُلحقنا به شهداء.

كان الشباب بالعشرات يهرعون لرؤية جسد الشهيد؛ بكى من بكى بدموع صامتة, وآخرين نهجوا بصوت مسموع.. إلا أن الدعاء للشهيد كان هو سيد الموقف داخل المستشفى وفي الساحات القريبة منه.تطلعت في وجوه الحاضرين, فوجدت أن الحشد كان - بحق - تعبيراً عن الإجماع الوطني, تلقينا التهنئة والعزاء في الشهيد، وانصرفنا لعمل التحضيرات اللازمة لعرس الوداع في اليوم التالي.في الصباح تحركت ماكينة العمل الجماهيري في حركة حماس, لتقوم بإعداد خيمة العزاء, ومتطلبات الجنازة والموكب وتجهيزات الطعام والشراب, في جهد لا يكفي فيه تقديم الشكر لهم على سرعة التحرك وحسن الأداء، حيث يُمنح أهل الشهيد الشعور بأن "الفقيد" هو فقيد الوطن كله.

الوطن بخير: فتح وشبابها وقفة مشكورةلم نستطيع النوم تلك الليلة، انشغلت أفكارنا وذهبت في كل اتجاه، وأخذت الاتصالات تردنا من إخوتي وأقاربي وأصدقائي في الخارج، الكل يُبلغ عزاءه ويدعو للأهل أن يُلهمهم المولى (عزَّ وجلَّ) الصبر والسلوان.صلينا الصبح بوضوء العشاء، ثم غفونا لساعةٍ أو ساعتين، لنصحوا على صوت الباب وهم يقومون بنصب خيمة العزاء.

بدأ الناس يتوافدون منذ الثامنة صباحاً، وفي التاسعة كانت الساحة خارج البيت تعج بالأهل والأقارب والأصدقاء والجيران، وقد ساهم الجميع في تهيئة المكان وانتظار وصول الجثمان.تحرك البعض في اتجاه المستشفى للمشاركة في نقل جسد الشهيد إلى بيت العائلة، حيث كانت والدته وزوجته وأخواته وجميع أفراد عائلته في انتظار إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جسده المسجى على النعش، وحيث إن منتصف الجسد من جهة الرأس لم يكن داخل الكفن، اكتفينا أن تكون مشاهدة النساء فقط للتابوت - ولدقائق معدودة - دون الاقتراب منه.

كانت لحظة وصول جثمان الشهيد مؤثرة جداً على الجميع، ولم أنجح في حبس بعض ما تسرب من دموعي، وأدركت أنني رغم إيماني وتسليمي بقدر الله يبقى الجانب الإنساني الذي لا نملك معه إلا القول: "إن العين لتدمع.. وإن القلب ليحزن.. وإنَّا على فراقك يا أخي لمحزونون".ونحن نهيئ أنفسنا للصلاة على الشهيد جاءني أبنه نضال، البالغ من العمر عشرة أعوام مستعطفاً، بالقول: "أمانه يا عم.. خليني أشوف أبويا".. خرجت الدموع من عيني، وانتابتني رعشة هزت كياني، إذ ليس هناك من جسد أبيه ما يمكن مشاهدته.. قلت له: "ماشي يا عم.. بعد الصلاة إن شاء الله".

أمَّ الصلاة على الشهيد الشيخ د. أحمد بحر؛ نائب رئيس المجلس التشريعي، ثم انطلقنا مباشرة إلى مقبرة "تل السلطان" في مشهد مهيب، حيث تحركت الألاف خلف جثمان الشهيد.. وبعد الانتهاء من مراسم الدفن، تحدث د. أحمد بحر والعديد من الشخصيات الوطنية والإسلامية لوسائل الإعلام حول جريمة الاغتيال الجبانة، كما أشاد البعض بمآثر الشهيد وسجاياه.وفي طريق عودتنا إلى البيت، سررت لما قاله البعض بأن مشهد الجنازة يُذكره بأيام الانتفاضة، حيث كان الجميع يشارك في تشييع الشهداء، ويأخذ المشهد بُعداً وطنياً

.وبعد صلاة العصر، بدأت الاتصالات - من داخل الوطن وخارجه - تصلنا بشكل متواصل، إضافة إلى قوافل المعزّين بعناوينها السياسية والمجتمعية المختلفة، والتي تقاطرت حشودها على مدار الساعة وحتى العاشرة مساءً.في ساعات الليل، وردت إلينا الكثير من المكالمات على المستويين الرسمي والشعبي، وكنا نجد في كلماتها المعزّية ما يجعلنا نشعر بالفخر والعزة ؛ لأن الفقيد قد نال الشهادة التي يتطلع لها كل فلسطيني ويتمناها لنفسه، هذه الشهادة التي تجعلك تردد – باعتزاز - كلمات المفكر الإسلامي الكبير سيد قطب رحمه الله: "يا شهيداً رفع الله به جبهة الحقِّ على طول المدى.. سوف تبقى في الحنايا علماً، حادياً للركب رمزاً للفدى.. ما نسينا أنت قد علمتنا، بسمة المؤمن في وجه الردى". ل

ا شك ان الاتصالات التي وصلتني من الأخ إسماعيل هنية؛ رئيس الوزراء، والرئيس محمود عباس، والسيد د. سلام فياض، والأخ د. موسى ابو مرزوق، ومن شخصيات عربية وإسلامية وأخرى غربية من أمريكا وأوروبا، قد خففت من وقع الأحزان والدموع, وانتابني وأنا اشهد جموع المعزين من كافة فصائل العمل الوطني والاسلامي, ومن ابناء حركة فتح الذين توافدوا بأعداد كبيرة، وشاركوا بهمة ونشاط في خدمة جموع الوافدين لتقديم واجب العزاء.. لقد شعرت بأننا والحمد لله قد "رجعنا توحدنا من جديد". لقد اطلقت كوادر فتحاوية وحمساوية الكثير من زخات الرصاص مع وصول الجثمان الى منزل الأهل, جعلتنا جميعا نشعر بأن أخي الشهيد أشرف (أبو محمود) هو شهيد الوطن والحارة؛ بكل توليفاتها الحزبية والسياسية والمجتمعية.

كان مشهد الصلاة على الشهيد في مسجد بلال بحي "تل السلطان" ثم انطلاق الجنازة الى المقبرة مهيباً, حيث شارك فيها بالحضور ممثلين عن الحكومة وعن جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي، وعلت الأعلام بألوانها الزاهية لتمنح الشهيد "وسام الوطن"؛ فليس لآل صالح من المشهد ألا أن الشهيد شهيدهم, لكنَّ العرس كانت أهازيجه ونغماته وطنية بامتياز، وعنوان كبير عبر عنه أحد اقرباء الشهيد بالقول: "إنها عودة الروح للوطن من جديد".

كانت أيام العزاء الثلاثة تشهد بأن شعبنا شعبٌ عظيم، شعبٌ طيب الأعراقِ، ويغلب على طبعه الصفح والتسامح، وأن بإمكانه أن ينسى كل ما جرى في يونيه 2007م مع قطرات دم الشهيد, وأن يتحمل معك الهمَّ والحزن, ويمسح بحنانٍ وإنسانية كل الدموع من مآقيك. لقد غمرتني عطاياك يا أعظم شعب, وجعلتني وأهلي نودع شهيدنا بمشاعر تغمرها الفرحة لا الأسى، والاعتزاز لا الحسرة .

قلت لمن كان حوالي - ونحن نتفحص وجوه القادمين الي العزاء – انظروا لقد حضروا جميعاً؛ لم تتردد قيادات حركة فتح من شمال القطاع الى جنوبه في المجيء الى خيمة العزاء, ومن كان خارج قطاع غزة بادر – مشكوراً - بالاتصال معزّياً ومهنئاً

.لقد شعرت بأن الانقسام هو مجرد كذبة صنعناها؛ لأن مكونات هذا الشعب العظيم وجيناته متسقة ومتجانسة، وأن ما بيننا من توافقات وتفاهم هو أكبر بكثير مما يعتقده البعض خلافاً حول رؤيتنا لمشروعنا الوطني في التحرير والعودة.لا شك، أنها الغشاوة التي تحجب رؤية البعض، فتجعله يمشي مكباً على وجهه، ولكن إذا انجابت ضبابتها وصدقنا العزم، وضح لنا جميعاً هدفنا والسبيل.

لقد عشنا أياماً ثلاثة نتقبل فيها العزاء والتهنئة بالشهيد، ظللتنا فيه عمامة الوحدة والشعور الحقيقي بالمحبة والتأخي والانتماء الصادق للوطن، ولشهدائه وجرحاه ومعتقليه وأسراه.في الواقع، لم يتخلف أحدٌ عن المشاركة في العزاء، فالكل في قيادات العمل الوطني ومنظمات المجتمع المدني والإعلاميين والأكاديميين سجل حضوراً في الجنازة أو العزاء، ومنحنا الإحساس بأن الشهيد هو بحق شهيد الوطن، وهو شهيدنا جميعاً.أما إخوتي في حكومة غزة والمجلس التشريعي وحركة حماس فقد غمروني وأهلي بكرم حضورهم الواسع، ومواساتهم التي أذهبت عنَّا الحزن، ومشاركتهم كأهلٍ للشهيد.

ختاماً: وللشهادة مذاقٌ آخرسبحان الله؛ لقد برهن الشهداء بدمائهم أنهم "سلعة الله الغالية"؛ بهم تتحرر الأوطان، وبتضحياتهم تعلو الرايات وترتفع الهامات، وتصحو الجموع من السبات.يا أبا محمود.. لقد منحنا دمك الطاهر فرصة لكي نجتمع ونتبادل الحديث، وأن يعتب بعضنا على البعض الآخر؛ لأن الانقسام – للأسف - مازال قائماً، فيما النفوس قد ضجرته، وأصبح الكل يتطلع بشغف إلى اللحظة التي تتحقق بها المصالحة الوطنية والشراكة السياسية.

يا أبا محمود.. في ذكرى استشهادك، أعاود النظر في تلك الرسالة التي وصلتني منك من السجن، بعد أن شاهدتني للمرة الأولى على التلفاز في إحدى اجتماعات مجلس الوزراء بغزة، وذلك بعد غربة طويلة عن أرض الوطن، وكتبت لي قائلاً: "تحية طيبة، وأشواق قلبية أبعثها إليك من قلب الصحراء، التي تحتضن بين جبالها وكثبانها رجالٌ نسيهم زمن المفاوضات ودنيا الحرية، واستسلموا لمنهج حسن النوايا، وأصبحوا يعيشون نهارهم قبل ليلهم وسط أحلام اليقظة، التي أضحت يوماً بعد يوم أشبه بالسراب.. ومن صحراءٍ مرَّ عبر أرضها كلُّ أنبياء الله ورسله، يحملون أعظم الرسالات السماوية لبني البشر، وكأن هذه الصحراء باتت هي البقعة التي يتحتم على كل إنسان يؤمن بفكر أو عقيدة أو رسالة سماوية أن يمرَّ من خلالها..

وبقدر هذه المعاناة، فإن عيون هؤلاء الرجال ما تزال ترنو عبر الأفق إلى الوطن البعيد، أملاً منهم في أن يقوم رجال يحملون راية التغيير من أجل الإصلاح، وأن نلمس تغييراً حقيقياً باتجاه تناول هذه القضية المنسيّة وتفعيلها، وحتى لا نكون نحن من أولئك الذين كُتب عليهم أن يدفعوا أعمارهم وحياتهم ثمناً للجميع، في وقت صار فيه النسيان هو واقع الحال لدى الجميع!!"..

واشتملت الرسالة كذلك على فقرات تذكرني – كمستشارٍ لرئيس الوزراء - بضرورة أخذ قضية الأسرى والمعتقلين مأخذ الجد، والعمل بكل السبل من أجل تحريك قضيتهم واطلاق سراحهم.رحم الله أخي أبا محمود فقد عاش حتى تحقق حلمه، والتقى الكثير من رفقاء دربه في المعتقلات والسجون، وقد تحرر المئات منهم في صفقة وفاء الأحرار.وتبقى أخي أبا محمود منارة في سماء العائلة والوطن، نتذكرك فدائياً عابراً للحدود، وجندياً مرابطاً على الثغور، ونتذكرك شهيداً مضرجاً بدمه، ونتذكرك الأخ الغالي الذي لم يبخل على إخوانه؛ أحبهم وأحبوه، ودعاؤنا لك أن يتغمدك الله برحمته ويلحقك بالصالحين من عباده.في ذكراك - يا أبا محمود - تتقارب الأرواح، ويزداد العشق إلى الموت والشهادة.