بقلم: ناحوم برنياع
لن تجدي المحكمة نفعاً: نتنياهو ساحر حقاً. ما لم ينجح في تحقيقه في الانتخابات حققه، أول من أمس، بتفكيك «أزرق أبيض». كل التعهدات التي قطعها نتنياهو بالحقائب، بقواعد اللعب، بالسياسة، بالتناوب، تتقزم أمام هذه الحقيقة السياسية. ليس لغانتس طريق عودة. فقد اجتاز الخطوط، وهو محكوم بأن يبقى هناك.
شعر الكثيرون من ناخبي «أزرق ابيض» بالخيانة، أول من أمس. يمكن فهم قلبهم: السبب الوحيد الذي جعلهم يصوتون لهذا الحزب غير الناضج هو الرغبة في رؤية نتنياهو خارج بلفور. ولكن قبل أن يرجموا بالحجارة زعيمهم، يجدر بهم أن يفهموا كم هي صعبة البدائل التي وقف أمامها.
هو ليس خائناً، ولا بطلاً أيضاً. هو من جيل الجنرالات الذين لم يعرفوا النصر في حياتهم المهنية – التعادل فقط. لقد خرج «أزرق ابيض» مرضوضا من جولة الانتخابات الثالثة. وكان يتعين على غانتس أن يفهم ان جولة رابعة ستقلص حزبه أكثر فأكثر. حكومة الاقلية ما كان يمكنه أن يشكلها، وحتى لو نجح في ان يوغّر حزبه الاصوات اللازمة، كانت هذه الحكومة ستقع فريسة لازمة الكورونا ولآلة الدعاية لنتنياهو. أما ان يجلس في المعارضة فهو لم يرغب في ذلك. وهو ليس مبنيا للمعارضة.
بكلمات اخرى: أوضحت نتائج الانتخابات الا مستقبل لغانتس. ولا مستقبل لـ»أزرق أبيض» أيضا. لقد كتبت هذه الأمور، هنا وفي أماكن اخرى، قبل «كورونا» وفي أثنائها. لقد فعل بيني غانتس ما كان سيفعله كل رجل تعاونية زراعية صالح في مثل هذه الظروف: البحث عن ترتيب عمل.
لدينا تجربة متراكمة في انضمامات احزاب وسط الى حكومة متطرفة، بدءاً من انضمامم «داش»، بقيادة يغئال يدين، الى حكومة مناحم بيغن، وحتى انضمامات شاؤول موفاز وموشيه كحلون لحكومات نتنياهو. الدرس لا لبس فيه: يبدأ هذا بكلمات جميلة عن الوحدة والطوارئ، يتواصل في جهود مخيبة للآمال لمنع حكومة يسارية، وينتهي بالمهانة والتبدد. ليس بانتظار غانتس مصير آخر. الاتفاق الذي يوشك على توقيعه يمنحه، ظاهراً، منصب رئيس الوزراء بعد سنة ونصف السنة. أعتقد ان هذا اتفاق باطل، وفضائحي: من يجلب الى الحكومة 15 مقعداً لا يمكنه أن يحصل على قوة متساوية لمن يجلب 36 مقعدا. هذا ليس نزيها تجاه ناخبي «الليكود»، وليس نزيها تجاه ممثليهم المنتخبين. ولما كان هذا باطلا، لأنه حتى تنفيذ التناوب سيصبح غانتس مداسا لكل مقال ساخر، من اليسار ومن اليمين، فمن المشكوك فيه جدا ان ينفذ الاتفاق. كما ليس صحيحا أيضا تضخيم الحكومة الى حجوم مفزعة في فترة الأزمة. إذا كان نتنياهو يريد جدا حزب غانتس في حكومته، فليتفضل وليخل له المكان.
يعيد الاتفاق غانتس الى خطته الاولى، قبل أن يصعد الى مسار البديل: ان يكون وزير الدفاع، او وزير الخارجية في حكومة نتنياهو. وبحكم الظروف سيكون هو وزير خارجية على السكايب أو وزير دفاع بكمامة. وهو لن ينقذ الوطن. ما حدث، أول من أمس، يقسم الكنيست الى ثلاث كتل. كتلة اليمين – الأصوليين – غانتس من جهة، و»القائمة العربية المشتركة» من جهة ثانية، وكتلة لبيد – يعلون – ليبرمان في الوسط. السؤال ما الذي سيفعله ليبرمان لا يزال مفتوحا – وهو مفتوح دوما – ولكن المسافة بين جدول أعماله وجدول اعمال لبيد ليست كبيرة: كلاهما مناهض للاصوليين؛ وكلاهما مناهض لبيبي. بين الكتل يعلق فتات احزاب. الثلاثة المتبقية من تراث حزب العمل ستبحث عن كتلة للتعلق بها. هكذا ايضا الاثنان أو الثلاثة المتبقية من «ميرتس». يمكن، ربما ان يضاف اليهم هندل وهاوزر من «أزرق أبيض»، اللذان تطلعا للوصول الى ائتلاف ووجدا نفسيهما، في غير صالحهما، في قبو المعارضة. لا مجال للحديث: اسرائيل قبل كل شيء. وقبلها نتنياهو.
عن «يديعوت