قبل أن تنفجر غزة، المصابة بـ "كورونا"، في وجه إسرائيل

حجم الخط

بقلم: اليكس فيشمان


أكثر من مرة سمع رئيس الوزراء ووزير الدفاع، الأسبوع الماضي، من قادة الجيش سيناريوهات قاتمة جداً حول التطورات في قطاع غزة.
في تقويمات الوضع التي يجريها الجيش، تلوح غزة اليوم كبؤرة محتملة لانفجار عنيف في المدى القصير، أكثر من جبهة الشمال. فقد تغير ترتيب التهديدات: غزة أولاً.
الصورة التي يرسمها قادة جهاز الأمن أمام القيادة السياسية هي شبه الآخرة. غزة، مصابة بالـ»كورونا»، من شأنها أن تتفجر في وجه إسرائيل بحجوم لم نشهد لها مثيلاً حتى الآن.
وتتحدث السيناريوهات عن إمكانية إطلاق صواريخ وقذائف هاون لإجبار إسرائيل – وفي الواقع العالم – على دعم القطاع طبياً ولوجستياً؛ لأن حكومة «حماس» لن تكون قادرة على التصدي للوباء حين يتفشى.
فإطلاق النار، ليل الجمعة، هو تذكير بالضغط المحتمل على سكان الجنوب الذين هم أيضا يوجدون في الحجر وعليهم أن يمتنعوا عن الاكتظاظ في مكان صغير ومغلق.
أما السيناريو الأكثر إشكالية، فيصف وضعا يركض فيه سكان غزة ببساطة إلى الجدران بجموعهم لإنقاذ حياتهم.
ولا يدور الحديث عن متظاهرين عنيفين يجتهد الجيش لوقفهم بوسائل إطلاق النار على الأرجل، بل عن آلاف الاشخاص اليائسين الذين لا يعرف أحد كم منهم يحملون المرض، ممن يسعون إلى الفرار من غزة بأي ثمن.
بتفكير بارد، من الواضح تماماً أنه سيتعين على إسرائيل أن تصدهم بالقوة. فهل توجد اليوم لدولة إسرائيل شرعية في الساحة الداخلية وفي الساحية الدولية لإطلاق النار على أناس مرضى؟ الجواب سلبي.
التوصيات التي رفعها الجيش للقيادة السياسية تعنى بأعمال إسرائيلية في الساحة الدولية غايتها الإيضاح لأمم العالم التعقيدات الإنسانية والأمنية للوضع في القطاع والتجنيد منذ الآن لمساعدة دولية لغزة منعاً لانفجار الأزمة.
المساعدة التي تصل إلى غزة اليوم رمزية. وباستثناء قطر، التي تعهدت بمواصلة إعطاء 25 مليون دولار كل شهر في نصف السنة القريبة القادمة، والتي أساسها لغرض المساعدة الاقتصادية، نقلت منظمة الصحة العالمية معدات طبية هي قطرة في بحر احتياجات غزة.
ونقل منسق الأعمال في «المناطق» من إسرائيل الى غزة أطقم فحص – قطرة أخرى في بحر. في الجيش يعتقدون أن على إسرائيل منذ الآن أن تدفع بالمعدات وبالبنى التحتية إلى القطاع قدر إمكانها.
فضلاً عن ذلك حين تشتري إسرائيل اليوم من كل العالم معدات للتصدي للـ»كورونا» عليها أن تأخذ بالحسبان إمكانية أن بعضها سيصل إلى قطاع غزة.
وتوجد هنا أيضا فرصة – يقال في مداولات الجيش مع القيادة السياسية. إلى جانب التهديد المتعاظم من جهة القطاع، يوجد أيضا احتمال لاستقرار منظومة علاقات أخرى مع «حماس»، على خلفية التعاون الإنساني والتعلق المطلق لغزة بإسرائيل لغرض صد الوباء. احتمال انعطافة في موقف «حماس» العملي من إسرائيل وإن كان غير كبير إلا أنه قائم.
في عصر الـ»كورونا»، يأخذ النشاط العسكري في العالم بالتقلص. فقد ألغى الروس مناورات على طول حدودهم، وأجل الأميركيون المناورات الكبرى، منذ 25 سنة، التي كانوا خططوا لها في أوروبا.
وأنزلت القوات الدولية العاملة ضد الإرهاب القدم عن الدواسة، ما يعطي «الجهاد العالمي»، في كل أرجاء المعمورة، مساحة تنفس وانتظام تمهيداً لاستئناف أعمال الإرهاب العالمية.
«حزب الله» في فترة الـ»كورونا» سيكون أغلب الظن أكثر لجماً، إذ إنهم في لبنان يتهمونه على أي حال بجلب الـ»كورونا»  وتفشيه.
والأمر الأخير الذي يحتاجه، الآن، هو أن تنفذ إسرائيل التهديدات التي نقلتها إلى دول المنطقة من مغبة أن تحاول استفزازها؛ لأن الرد سيكون أقسى مما كان في الماضي.
والإخطارات التي توفرها الاستخبارات حول نشاط عسكري في جبهة الشمال تتناول أحداثاً وقعت قبل أشهر.
أما في الضفة، فإسرائيل والسلطة تتعاونان بشكل كامل، وبالتالي فقد بقينا مع غزة.
المصلحة الإسرائيلية هي السماح لغزة بأن تبقي نفسها خارج موجة الـ»كورونا». وإلا فسنجد أنفسنا في فيلم آخر.

عن «يديعوت»