يافا تشتعل في وجه الشرطة الإسرائيلية ..

حجم الخط

بقلم: ايلي سنيور



أشعلت شرارة صغيرة لمواجهة بين دورية اعتيادية للشرطة وبين شبان في حي العجمي، أول من أمس، يافا بأسرها. فعلى مدى عدة ساعات منعت حركة السيارات في شارع ييفت الرئيس، وخرج عشرات الشبان ليشعلوا إطارات السيارات وحاويات القمامة، ويصطدموا بأفراد الشرطة.
فقط بعد ضخ قوات غفيرة من الشرطة وإطلاق مروحيات الى الجو بدأت الخواطر تهدأ، ولكن الأجواء المتوترة بقيت في المدينة حتى ساعات الليل.
واشتكى السكان من سلوك الشرطة: «مارسوا قوة منفلتة ضد الشبان». بدأت سلسلة الأحداث هذه في ساعات الظهيرة، في محيط الساعة 15:00. فقد لاحظ أفراد الشرطة فتى ابن 17 يقف في منتصف الشارع، ويتحدث مع شخص آخر، فطلبوا منه تعريف نفسه للاستيضاح أين يسكن لغرض إنفاذ تعليمات وزارة الصحة.
وبزعم أفراد الشرطة رفض الشاب تقديم تفاصيل عن نفسه، ما أدى الى احتشاد الناس الذين بدؤوا يتدفقون الى المكان من المنازل المجاورة بهدف تخليصه.
في هذه المرحلة، بدأ الحدث يتصاعد ويتلقى انعطافة غير متوقعة. ففي أجهزة الاتصال بلغ عن أنه يجري الاعتداء على أفراد الشرطة، فاندفعت الى المكان عشرات سيارات الدورية إلى جانب قوات «يسم» وغيرها من القوات الخاصة. وفي غضون وقت قصير تحول المكان إلى ساحة اشتباك كبرى.
وفي نهاية الحادثة اعتقل أربعة من «المخلين بالنظام». أما الشاب، الذي بدأ الاضطرابات، فقد اعتقل وغرم 500 شيكل على خرق التعليمات.
في الشرطة اعتقدوا أنهم بالاعتقالات أنهوا الحدث، ولكن شيئا ما في استخباراتها أخفق. فالحادثة في العجمي نشرت في الشبكات الاجتماعية، وسرعان ما تدحرجت الى تظاهرة عفوية كبرى وعنيفة، وسط يافا.
وصل عشرات الشبان إلى المكان بالدراجات النارية والكهربائية، أزاحوا حاويات القمامة، وأغلقوا طريق الحركة.
وبعد تأخير طفيف هرعت إلى المكان قوات غفيرة، بل نشرت الشرطة ستارا الكترونيا يعطل كل الهواتف الخلوية منعا لإشعال أوار التظاهرة عبر الشبكة.
وفي غضون وقت قصير من لحظة جمع القوات، نجحت الشرطة في إخلاء المتظاهرين من الشارع الرئيس.
وكانت القاذورات المتبقية كثيرة، ومر وقت طويل إلى أن جاءت طواقم البلدية لإخلائها من الطريق.
ويروي «ع»، أحد سكان الحي، فيقول إن «المشاعر عاصفة جدا. لقد خرج الوضع في يافا عن السيطرة. فمنذ شهر والوضع على هذا النحو بين الشرطة والشبان مع عنف شديد للغاية. هؤلاء ليسوا شرطة بل مجرمون. فهم لا يتكلمون بل بداية يضربون. وحين جاءت امرأة لوقف الفوضى تلقت هي الأخرى الضرب. كل يافا غاضبة على هذا الوضع. لا نريد شرطة عنيفين؛ بدلا من أن يساعدونا يعتدون علينا».
وجاء من الشرطة: «تسمح الشرطة بحق الاحتجاج وحرية التعبير، ولكنها لن تسمح بالسلوك العنيف، وستتخذ قبضة حديدية تجاه المخلين بالنظام».
وأظهر فحص أجرته «يديعوت احرونوت»، أول من أمس، على خلفية الخروقات الفظة لتعليمات وزارة الصحة في يافا أنه من آخر معطيات الإصابة بـ»كورونا»، فإن المجتمع العربي هو في أسفل درجة الفحوصات.
فحسب المعطيات، في الناصرة، المدينة الكبرى في المجتمع العربي حيث يسكن نحو 80 ألف نسمة، يوجد 7 مصابين مؤكدين اكتشفوا حتى الآن.
في أم الفحم، حيث يسكن أكثر من 50 ألف نسمة يوجد خمسة مصابين فقط. في الطيبة يوجد ستة مصابين، وفي سخنين أيضا ستة مصابين فقط.
غير أن هذه المعطيات لا تشير بالضرورة إلى معدلات إصابة أدنى في هذه الفئة السكانية. في المجتمع العربي مقتنعون بأن المشكلة هي في الحجم الضيق للفحوصات.
وروى المحامي سري عراف من «عدالة» (المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل) فقال: «إننا بدأنا نقلق من الموضوع لأننا تلقينا تقارير تفيد بعدم وجود فحوصات. لم تستجب وزارة الصحة لطلبنا الحصول على المعلومات عن عدد الفحوصات في البلدات المختلفة».

عن «يديعوت»