روى المسعف أحمد قدح من مدينة نابلس مساء يوم الأربعاء، تفاصيل ما جرى معه في الفترة التي سبقت إصابته بالفيروس.
وقال المسعف قدح خلال لقاء مع تلفزيون المدينة "مطلع شهر 3 الماضي، نقلتُ حالة وهو عامل من مدينة نابلس وبالتحديد من شارع القدس إلى مركز الفرز، وكانت تظهر عليه أعراض الإنفلونزا، تعاملت معه مع الأخذ بعين الاعتبار كل الإجراءات الوقائية.
وأضاف: "في ذلك الوقت كنت أشعر أنا أيضاً بأعراض الإنفلونزا الموسمية مثل الرشح والقحّة، لكنّي لم ألق بالا للموضوع، لا سيما أنّ نتيجة فحص العامل لم تكن إيجابية -فلو كانت إيجابية حينها لتمّ عزلنا كطاقم إسعاف".
وتابع: "منذ ذلك الوقت وأنا أعمل بشكل طبيعي في مركز الإسعاف في المدينة، وتعاملت مع حالات كثيرة مع الاحتياطات الوقائية التي فرضتها علينا البروتوكولات الطبية".
وأردف، "يوم الخميس بتاريخ 2/4/2020 كنت على رأس عملي، وكنت أعاني من قحّة وارتفاع في درجة الحرارة، فتواصَلَت إدارتي مع الطب الوقائي، وذهبت لمركز الفرز، وأجريت الفحص، وانتظرت هناك حتّى خرجت نتيجة الفحص في اليوم التالي وكانت سلبية".
وأوضح أن الطب الوقائي أخبر إدارة الهلال أنه بإمكاني مزاولة عملي بشكل طبيعي، وأضاف، "يوم السبت 4/4/2020 كان لدي دوام في المركز، نزلت على الدوام، مع الأخذ بعين الاعتبار كل الاحتياطات الوقائية منذ لحظة خروجي من المنزل، تعاملت يومها مع عدد من الحالات العادية، لكن في منتصف الدوام، شعرت بالتعب الشديد والإرهاق، فطَلَب منّي مديري العودة للمنزل للراحة، وخلال هذا الوقت زرت أمي وبعض أصدقائي (أنا مركن أنّ نتيجة الفحص السابق سلبية وأنني لا أحمل الفيروس)".
وزاد قائلاً: "بعد يومين، نزلت إلى البلد، وكنت ما زلت أشعر بتعب شديد وقحة (مع بلغم) والبلغم ليس من أعراض الكورونا .. سحبت من الصراف 100 شيقل، ومن ثم ذهبت للمستشفى الوطني، كنت متعباً لدرجة كبيرة، ودخلت إلى المنطقة المخصصة للحالات التي تعاني أعراض الإنفلونزا، وهي منطقة معزولة تماماً عن الطوارئ، ولا يخالط المريض أي شخص، وتمّ التعامل معي بمهنيّة عالية من حيث العزل، أخذ لي الزملاء قياس درجة الحرارة وكانت مرتفعة، وقرروا إعادة فحص الكورونا مرّة أخرى، فطلبوا لي سيارة إسعاف، وأخذوني لمركز الفرز المخصص لفحص الكورونا في منطقة زواتا، في اليوم التالي جاءت النتيجة إيجابية وتبين إصابتي بالفيروس".
وختم حديثه بالقول: "للتأكيد أنا لم أتعامل مع أي مصاب بالفيروس، أعني مصاب ثبتت إصابته بالفحص، ولا أعلم من أين جاءتني العدوى".
وكان مدير صحة نابلس قد أعلن مساء اليوم، أن مصدر إصابة المسعف بفيروس كورونا غير معروف حتى الآن، مشيراً إلى أن الطواقم الطبية لازالت تستمر بسحب العينات من المخالطين,
ونوهت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أنه بحسب سجلاتها في الجمعية، المسعف المصاب لم يتعامل مع اي حالة مصابة او مشتبه بإصابتها بفايروس كورونا.
وأشار في تصريح مقتضب إلى أن الأمر الان متروك للجنة الطوارى في محافظة نابلس و وزارة الصحة لتتبع مصدر الإصابة كما هي العادة في الحالات الاخرى.