كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح يوم الخميس، أن مصرت بدأت فعليًا بالتحرك بشأن تحقيق صفقة "تبادل الأسرى" بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، بعد تأكيد رئيس الحركة بغزة يحيى السنوار على استعداد حماس تقديم تنازل جزئي في موضوع جنود الاحتلال الأسرى مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين كبار السن والمرضى والنساء والأطفال، كمبادرة إنسانية في ظل أزمة فيروس كورونا.
مع أن الملف شهد جموداً كبيراً بسبب التعنت الإسرائيلي وإشكالية تشكيل حكومة جديدة منذ أكثر من سنة، فإن المخاوف من انتشار فيروس كورونا بين الأسرى الفلسطينيين غيّرت المعادلات، حيث نقلت الصحيفة عن مصادر في "حماس" قولها: "لو وقع مثل هذا الحادث، لا سمح الله، ستتفجر أزمة كبيرة قد تؤدي إلى مواجهة شاملة بالمعنى الحرفي للكلمة، وهو ما لمسته تل أبيب التي سارعت إلى الرد على مبادرة السنوار".
وأضافت المصادر: "أن المخابرات المصرية بدأت اتصالاتها وتحركاتها الفعلية بعد تلقيها نسخة من المبادرة، التي تشمل الإفراج عن كبار السن والأطفال والنساء مقابل تقديم معلومات حول الجنود الإسرائيليين الأسرى".
وتهدف الاتصالات، بحسب المصادر، إلى معرفة الموقف المبدئي والدقيق للاحتلال، مع إشارة مصرية إلى تقدير القاهرة أن الإسرائيليين سيتعاملون بإيجابية لإنهاء ملف الجنود، لكنها قالت: "إن حكومة الاحتلال طلبت مزيداً من الوقت لبحث المبادرة بسبب حساسية الموقف الداخلي حالياً المتمثل في حالة الطوارئ إضافة إلى أنه لم تشكل حكومة جديدة بعد".
وتابعت المصادر: "إن المصريين، الذين يقتصر تواصلهم حالياً عبر الاتصالات الهاتفية مع الجانبين، قدّموا طرحاً مشابهاً لما قدمته حماس بخصوص صفقة قبل التبادل، تشابه خطوات ما قبل الإفراج عن جلعاد شاليط في وفاء الأحرار، حين أُفرج عن 25 أسيرة مقابل فيديو يثبت الوضع الصحي لشاليط. لكن هذا الطرح أقل مما طلبه قائد حماس أخيراً، وهو أن تشمل الصفقة الأطفال والنساء وكبار السن مقابل شيء جزئي تقدمه الحركة من دون أن يوضح ماهيته".
وآخر الإجراءات الإسرائيلية المعلنة هو حديث مكتب نتنياهو في تصريح مكتوب عن أن منسق شؤون الأسرى والمفقودين، يارون بلوم، وطاقمه، بالتعاون مع هيئة الأمن القومي والمؤسسة الأمنية، مستعدون للعمل بشكل بنّاء من أجل استعادة القتلى والمفقودين، وإغلاق هذا الملف، ويدعون إلى بدء حوار فوري من خلال الوسطاء.
أما حماس، فوصفت على لسان عضو مكتبها السياسي موسى دودين، إعلان نتنياهو استعداده للدخول في الحوار بأنه مجرد دعاية إعلامية، وآخِر ما يهمه فيها استرجاع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، لأنه لا يفعل شيئاً على أرض الواقع.
كذلك، جدّد رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، خلال اتصال مع المبعوث الروسي للشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، التأكيد على أن حماس مصمّمة على الإفراج عن الأسرى، في إطار التبادل الذي يمكن إنجازه في حال استجاب قادة الاحتلال لمتطلبات ذلك.