بقلم: عدلي صادق

ثلاث قامات وضمائر أبو يوسف والكمالان المفخرتان

عدلي
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

لا نبالغ مثلما يقال في المراثي، إن عدنا الى التأكيد، بأن القادة، شهداء يوم 10 إبريل الحزين، في العام 1973. هما ثلاث قامات لا تتكرر، وثلاث ضمائر غابت فأعطب غيابها جزءاً معتبراً من أحوالنا ومساحات تفاؤلنا.

محمد يوسف النجار، ثائر وقائد مؤسس، بدأت حياته السياسية بركوب البحر، في قارب شراعي، وهو في سن العشرين، فألقى نظرة حنين وإصرار، على ساحل فلسطين، حتى وصل الى الساحل السوري، لكي ينطلق من هناك في رحلة الحياة الكفاحية، حتي يوم أن غدرته الصهيونية في منزله فيما هو يمسك بناصية الكفاح الوطني، قائداً صارماً مؤنساً وازن الدور.

وكمال عدوان، الثائر الألمعي المؤسس والمشتعل منذ نعومة أظفاره، ترك عمله في تخصصه كمهندس بترول، والتحق بالثورة، وقضى وهو على رأس عمله، قائداً لعمليات المقاومة في الأراضي المحتلة، أميناً على حُلم صاحبه وزميله المؤسس عبد الفتاح حمود.

وكمال ناصر، إبن مدينة بير زيت، المولود في غزة، قطع المسافات ومر بالمحطات الكثيرة، على طريق فلسطين، ثائراً وكاتباً وشاعراً وسياسياً ورمزاً، وسجيناً فر من سجنه ومتلقياً وساماً من جمال عبد الناصر الذي أحبه وقدره.

ثلاث قامات بثلاث خطوط وثلاث ضمائر، لكل منهم حكايته الطويلة الطويلة، التي تستحق أن يعتني بها أوفياء، ويقدمونها للأجيال في أعمال درامية غير مسبوقة.

طوبى للشهداء الثلاثة في ذكرى ارتقائهم، وطوبى للشهيدة الباسلة أم يوسف، التي قضت فيما هي تحاول الدفاع عن زوجها عندما بوغت في منزله!

نستذكر اليوم ما كتبه كمال ناصر: "القيادات تتغير، والاشخاص يزولون، وتبقى القضية أكبر من القيادات والأشخاص.

لا بد أن يذوب الجزء في الكل، وأن يذوب الكل في الثورة، قبل أن يُسقطها أولئك الذين لا يستحقون الحياة.. وما النصر إلا عذاب السنين".