رسالة الأسير أسامة الأشقر للفقيد عوني صادق

حجم الخط

بقلم الأسير أسامة الأشقر..

 

من خلال جريدة القدس الغراء استطاع الأسير أسامة الأشقر التعرف على شخصية الكاتب الفلسطيني الكبير عوني صادق حيث تابع كتاباته ومقالاته من داخل أسره واستطاع بطريقة ما التواصل معه وأرسل إليه عدة رسائل بادله بها عوني صادق برسائل صادقة معبرة وطنية. اليوم بكل الحزن والأسى الذي يعتصر قلوبنا نعزي أنفسنا وشعبنا وأسرة الفقيد العزيز الغالي الكاتب الكبير عوني صادق رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

وجاء نص رسالة الأسير أسامة الأشقر للفقيد عوني صادق على النحو التالي:

"بسم الله الرحمن الرحيم

بلا مقدمات الأخ الكبير الأستاذ عوني صادق تحية من خلف القضبان نطيرها لتصلك وأنت بإذن الله في أفضل حال، أخي الكريم منذ سنوات طويلة وأنا أتابع مقالاتك وكلماتك الرائعة على صفحات جريدة القدس الغراء، وبالفعل أن هذه الكلمات كان لها وقع خاص في نفسي، فهي تعبر عن صدق كاتبها وتفاعله الصادق مع واقعه وشعبه، وأنا من موقعي هذا وباسمي وباسم إخواني الأسرى أتقدم لك أخانا العزيز بأجمل عبارات الشكر والتقدير والعرفان على كل حرف كتبته ففلسطين بالفعل بحاجة لكل جهد صادق ونفس مخلص لأجل رفعتها وتقدمها وتطورها. بارك الله فيك وتحياتنا الصادقة من خلف أسوار السجون. وان شاء الله نلتقي قريبا في ساحات الأقصى والقدس محررة عاصمة دولتنا الأبية. أخوك الأسير أسامة الأشقر." أما رد الفقيد على هذه الرسالة فكان

" الأخ العزيز البطل أسامة، يشرفني ويسعدني أن أجد لديك الوقت والاهتمام للتواصل معي، لنتبادل الرأي في قضية شعبنا أريد أن تعرف أن قضيتي اللاجئين والأسرى هما القضيتان اللتان تجعلان من القضية الفلسطينية قضية عادلة، سياسية وإنسانية وأخلاقية، تستحق النضال من أجل انتصارها. وجهة نظري أن الخطيئة الأولى التي ارتكبتها القيادة الفلسطينية قبلت التفاوض قبل أن يطلق سراح كل الأسرى والمعتقلين. إن شعبنا يقدر لكم عظيم تضحياتكم ولن يتخلى عنكم. شكرا لك على أمل أن نظل على اتصال ." ليبادله الأسير أسامة الأشقر بالرسالة التالية:

"بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكبير عوني صادق تحية فلسطين.

سيكون ردي غير اعتيادي وغير تقليدي، اليوم كانت لدينا زيارة للأهل وجاءت لتسلم علي أم أحد الأسرى حيث أرادت الرفع من معنوياتي ومواساتي فقالت لي "والله إنها قريبة وهانت يا بني، إن شاء الله إنكم بتروحوا قريب وهي شكلهم وافقوا على الصفقة" فقلت لها "أقسم بالله العظيم لو بقينا داخل السجون مئة عام لن نقبل بهذه الصفقة ولن نوافق على ما جاء فيها". أخي العزيز أوافقك الرأي على أن القيادة الفلسطينية ارتكبت خطأ بعدم إطلاق سراح جميع الأسرى قبل البدء بالمفاوضات... واسمح لي أن أختلف معك بالرأي بأن قضية الأسرى هي كاللاجئين فالبنسبة لنا نحن معشر الأسرى نقول وبضمير مرتاح أننا داخل هذه السجون لأجل وطن بأكمله فلا معنى لحريتنا إذا لم يتحرر الوطن... هذه قناعتي وحتى لو مكثت عمري وأضعاف عمري داخل هذه السجون... هذا ما تربينا عليه وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه قرباناً لأجل القدس وفلسطين.

مع خالص تقديري واحترامي أخوك أسامة الأشقر/ سجن جلبوع.

ليرد عليه الفقيد بالرسالة التالية والأخيرة:

"الأخ العزيز المناضل أسامة بعد التحية، لقد قصدت من قولي أن اللاجئين والأسري قضيتان أساسيتان تظهران جدية المفاوض وما يمكن أن يحققه من أهدا النضال على طريق التحرير وإهمالهما أو تأجيلهما يدل على الاستعداد للتنازل ومن يتنازل عن قضية جوهرية واحدة يتنازل عن كل القضايا. لقد أصر المفاوض الإسرائيلي على تأجيل القضايا التي سماها قضايا الحل النهائي لأنه كان يعرف ذلك وانظر أين وصلنا... نكاد نخسر القضية إن لم ينتفض الشعب من جديد لإنقاذ الموقف... تحياتي لك ولرفاقك ".

رحم الله فقيدنا وألهم أهله الصبر والسلوان