اذا صحّت التسمية، فإن كرة الطائرة الفلسطينية لعبة أرستقراطية، فقد سبق وان مارسها العديد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية، ومن بينهم رئيس الوزراء الدكتور محمـد اشتية، ووزير خارجيته الدكتور رياض المالكي وهما في مقتبل العمر، وريعان الشباب، أي قبل الدخول في المعترك السياسي.
ربما هناك في الزمن الجميل لطائرة فلسطين مَن يعرفون هذا، لكن في خضم أزمة فيروس كورنا، الذي تسلل إلى ذاكرتنا الرياضية، نجتهد من خلال هذه السطور كي نفكك مفهوم الأرستقراطية لهذه اللعبة الحافلة بالمتعة والإثارة والجمال، ونعيد تركيبها في ذاكرة الأجيال الرياضية، محاولين تثقيف القارىء بعد أن نولّد معها مضامين جديدة، من المؤكد أنها غير معلنة، لكنها تؤشر، بوضوح، الى أن كرة الطائرة لعبة القادة والعباقرة.
كرة الطائرة هي لعبة الذكاء الخارق، لأنها سريعة جداً في معطياتها، ولو حصرنا وظيفة كل لاعب في مركزه، لاكتشفنا في نهاية المطاف، أن لكل واحد منهم مواصفاته الخاصة، التي تناسب مستوى ومقاييس اللعبة، والتي لا تخرج عن اللاعب القارىء الواعي من طراز رفيع، والمقاتل من طراز فريد، بحيث يقوم بـ"الأعمال الشاقّة" في داخل الملعب، علاوة على الذكاء والطمأنينة، كي يسهّل مهمة زملائه، وما أكثر أن يحتاج لاعب الكرة الطائرة إلى الفهم الموسّع وقوة الحدس والتوقّع للمجريات، ويمكن القول إن كرة واحدة قد تعيد الحياة إلى الفريق وتقلب مجريات المباراة رأساً على عقب.
من هنا، فلا غرابة في هذا الإستنتاج الأقرب إلى الصواب، بأن خريجي كرة الطائرة ودخولهم المعترك السياسي، علاوة على الروح الرياضية، التي يتحلّون بها، فإنهم أصبحوا مثالاً للقادة، ولعل من راقب أداء رئيس الوزراء د. محمـد اشتية، اللاعب السابق في نادي تل، وهو بالمناسبة أول بطل لكأس فلسطين بكرة الطائرة، لاحظ كيف سارت دول عظمى على هدي التدابير الإحترازية التي اتخذها في مواجهة وباء كورونا، وكيف هرول قادة العديد من الدول للإقتداء بتوجيهاته، وشهد على كفاءته في إدارة الأزمة "العدو" قبل الصديق، وهذا هو حال وزير الخارجية د. رياض المالكي، وهو رجل الدبلوماسية الذي جاب عواصم العالم لحشد الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية، وسطّر نجاحاً مبهراً في هذا المضمار.. إنها كرة الطائرة "لعبة القادة الكبار".
وكالة بيت مال القدس تعرض مشاريعها في القدس بحضور الوزير عساف
02 أكتوبر 2024