خبير إسرائيلي: بوتين أبلغ نتنياهو بخطة لإعادة استقرار سوريا والعراق

نتنياهو
حجم الخط

اعتبر خبير إسرائيلي في الشؤون الروسية، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كان معنيا خلال لقائه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في موسكو، أمس الاثنين، أن يجند إسرائيل لعملية تقودها روسيا في المنطقة، وتهدف بالأساس إلى استقرار الأوضاع في سوريا والعراق، من دون تقسيمهما.
ونقل موقع nrg الالكتروني عن البروفيسور باروخ غور – غورفيتش، من جامعة حيفا، قوله إن "خلفية اللقاء هو عملية عسكرية وسياسية كبيرة من جانب بوتين لإعادة استقرار سوريا والعراق، من خلال إبقاء هاتين الدولتين كاملتين". وأضاف ان "الحديث يدور عن عملية جرى تنسيقها بشكل كامل مع الأميركيين والأوروبيين. وخلال الأسبوع الأخير جرى تنسيقها كلها بين الدول العظمى. لذلك، فإن ما قيل هناك كان عمليا إبلاغ نتنياهو وقادة الجيش الإسرائيلي بما يمكن توقعه بالضبط في الحيز السوري والعراقي".
وأشار غور – غورفيتش على أن التخمينات التي تعالت بما يتعلق بأقوال نتنياهو خلال اللقاء مع بوتين هي "هامشية" قياسا بالمواضيع الأخرى التي جرى بحثها. "واضح أنه تم طرح المطالب الإسرائيلية بألا يتسرب سلاح حديث إلى حزب الله، وأن الحدود في الجولان ولبنان ستكون هادئة. لكن هذه الأمور قيلت في هامش اللقاء فقط، ولم تكن الأساس. والأساس هو منع تفكك المنطقة. هذا هو الهدف المركزي لبوتين وحول ذلك تحدثوا، بما في ذلك استعراض خرائط للعملية المخطط لها".
وأضاف الخبير الإسرائيلي أن جهد بوتين الأساسي موجه ضد تنظيم "داعش" وحتى أكثر من دعم نظام الأسد. "فلاديمير بوتين يرى بداعش تهديدا على روسيا نفسها وعلى الدول السوفييتية السابقة، ولذلك يرى في محاربة التنظيم مصلحة روسية كبيرة. ولذلك قرر حشد تحالف واسع لاجتثاث التنظيم. وقد تحدث مع السعوديين حول ذلك وجندهم لهذا الأمر، وتحدث مع الأردنيين، والآن جاء دور إسرائيل، كما أن إيران ستطلع على العملية".
وقال غور – غورفيتش إن "الأوروبيين رحبوا بهذه العملية من أجل استقرار الشرق الأوسط ومنع استمرار تدفق اللاجئين الكبير. ولذلك، ولأنه يتوقع هنا تنفيذ عملية كبيرة ومعقدة، فإن بوتين سيطلع إسرائيل على التفاصيل، بما في ذلك المناطق التي تنشط فيها إيران (في سوريا) في إطار الأنشطة المتفق عليها مع بوتين. ولكن هذه الأنشطة ستجري على بعد مسافة متفق عليها عن الحدود في هضبة الجولان ولبنان، من أجل الحفاظ على المصالح الإسرائيلية. وبوتين مهتم بالحصول على موافقة كافة الأطراف في المنطقة على هذه العملية المعقدة، ولذلك يبذل جهدا دبلوماسيا بالغا"، مشيرا إلى أن هذه الاتصالات ستتواصل على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهر المقبل.
وأشار إلى ثمة سببا آخر للتدخل الروسي في الشرق الأوسط، وهو التأثير على تصدير الغاز من إسرائيل إلى مصر والسيطرة على موارد الطاقة الكبرى في المنطقة من خلف الكواليس.