يضرب الخاصرة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك "سلون" وبائين الأول يتمثل في "جائحة كورونا" والآخر أشد فتكًا وعنفًا وهو "الاحتلال الإسرائيلي" الذي يتعمد ترك أكثر من 60 ألف نسمة يقطنون الحي في مساحة جغرافية لا تتجاوز 5640 دونماً، يُصارعون مصيرهم بضبابية المعلومات التي يُقدمها حول أعداد المصابين والمخالطين بفيروس "كورونا" مع منعه لأيّ بدائل فلسطينية لمواجهته سواءًا من لجان التعقيم أو مراكز الحجر الصحي بالإضافة لعدم توفير أجهزة الفحص، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مستقبل المدينة المقدسة التي يُعد "حي سلوان" نموذجاً مُصغراً لحالها في زمن كورونا؟.
67 % من أهالي سلوان يعملون في القدس الغربية
بدوره، قال رئيس لجنة الدفاع عن سلوان فخري أبو دياب، إنّ "عشرات المناطق في سلوان لا زالت تتعرض لحفريات رغم تفشي جائحة كورونا؛ وذلك في استغلال واضح لانشغال العالم بالجائحة".
وأكّد أبو دياب خلال حديثه لوكالة "خبر" على أنّ الاحتلال يتعمد إبقاء الحي مفتوحًا على العالم الخارجي رغم أنّ 67% من سكانه يخالطون الجزء الغربي من مدينة القدس المحتلة التي تتفشى بها الجائحة؛ وذلك كي لا يلتزم بالدعم اللوجستي لسكانه حال إغلاقه.
وبشأن التقديرات حول أعداد المصابين والمخالطين في سلوان، أوضح أنّ الاحتلال يفرض ضبابيه حول المعلومات بهذا الشأن؛ خاصةً أنّ جميع المعلومات والأرقام تصل وزارة الصحة "الإسرائيلية" والتي بدورها لا تقوم بإعادة نشرها للسكان.
وأشار إلى أنّ حالة تخوف كبيرة في صفوف السكان، خاصةً أنّ معرفة المصابين "بكورنا" تأتي من العوائل في الحي فقط، مُبيّناً أنّ أعداد المصابين المعلنة هي 55، لكنّها في حقيقة الأمر أكبر من ذلك بكثير، وذلك في ظل عدم توفر أجهزة فحص.
انعدام الرعاية الصحية
وعن التحديات التي تُواجه سكان الحي لمواجهة كورونا، قال أبو دياب: "إنّه لا يتوفر رعاية صحية للمصاب مع عدم إمكانية الوصول للمشافي الفلسطينية؛ وذلك بسبب العقوبات التي سيتم فرضها في حال التواصل مع اللجان الشعبية الفلسطينية".
ولفت إلى أنّ الاحتلال أغلق مركز الفحص الذي استطاعت وزارة الصحة الفلسطينية تزويد "سلوان" به، ووفرت بداخله أطباء متخصصين؛ من أجل إحكام سيطرته على كافة مناحي الحياة.
وبيّن أبو دياب أنّ المواطن المقدسي يُجبر على دفع تأمين شهري تُقدر قيمته بالآلاف للاحتلال الإسرائيلي، فيما يُعاقب كل من لا يلتزم بحجوزات وغيرها من العقوبات، مُضيفاً: "على الرغم من ذلك لا تُقدم له خدمة تتناسب مع حجم ما يدفعه مقارنةً بالإسرائيليين".
وأوضح أنّ الاحتلال اعتقل كل فرق التعقيم التي باشرت بتعقيم سلوان منذ الإعلان عن تفشي الجائحة، الأمر الذي ترك السكان ليلاقوا مصيرهم في ظل تفشي الوباء.
وبشأن المبادرات الفردية لمواجهه كورونا، قال أبو دياب: "إنّ جميع المبادرات مُرحب بها، لكنّ مراكز الحجر الصحي مخصصة للأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض، وليس لمن يأتي من الخارج مثل المسافرين".
وتوفيت، مساء أمس الإثنين، المقدسية نفوز الجولاني (57 عاماً) من حي رأس العامود في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، متأثرةً بإصابتها بفيروس كورونا المستجد.
وبوفاة المواطنة جولاني، يرتفع عدد الوفيات في فلسطين بفيروس كورونا إلى أربع وفيات، في حين وصل عدد الإصابات إلى 329 "في الضفة وغزة بما لا يشمل القدس المحتلة"، بينها 15 حالة في غزّة والبقية في الضفة الغربية.
وتمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي طواقم وزارة الصحة الفلسطينية من العمل في القدس، غيّر أنّ الأرقام التقديرية تُفيد بإصابة 120 مقدسيًا على الأقل بفيروس كورونا "كوفيد-19".