بقلم: سمية بالرّجب شاعرة وقاصة تونسية

لا وجه يورق في الربيع

سمية
حجم الخط

تونس - وكالة خبر

 

كأنني البحر.. والبحر أنا

موج متلاطم من الأفكار والأشياء العابرة

شاطئ ذهبي من الأحلام

قبعة من كفوف النخيل

قوقعة من الأحزان..

كأني البحر.. والبحر عملاق

ينام على وجعي

زرقة الخوف المعلق على أغصان الكون

أسراب من السمك الموبوء والأوهام

لا بحر بعد اليوم يرتع في السراب

لا صهيل لرونق الشاطئ المنثور

لا رمل تحت الشمس والأقدام

لا قشور لزهونا أو لهونا

لا ملامح للصيف..

لا وجه يورق في الربيع

لا ريح للياسمين والذاكرة

لا لون للقهوة المخلوطة بالزهر والهال

لا قرنفل فوق شرفة جارتي

لا جارة عند شرفتي

لا مكان ولا زمان

هكذا الأيام تمشي حزينة فوق كون من دموع

لا رجوع.. للأقاصيص القديمة والصلاة

لا سجود ولا قيام

هكذا العمر يئن بربعه

لا حصير ولا مسابح أو مساجد لا إمام

هكذا القلب يضخ دماءه بجوامع الصبر الفسيحة

والربوع دون دفء أو حنان

كلنا نمضي على صمت الطريق

كلنا نهفو على وقع الوباء

خوفنا أن تهرب الأنفاس منا

خوفنا أن تضيع عصورنا في دروب من زحام