منذ وقت قليل انتهى الايجاز الصحفي لرئيس الحكومة الدكتور محمد شتية والمتحدث باسمها ابراهيم ملحم ، في مقدمة تبدو كانها تقطع الطريق عن ما اثير من تعليقات وخاصة صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع المختلفة وضجة واستهجان مع لمسات تبريرية من البعض لتصرف الدكتور شتية تجاه المتحدث الرسمي باسم حكومته عل الهواء مباشرة وقاطعا رئيس الحكومة كلمته لينتقل خطوات تاركا منصة الميكروفون وليتحول السلوك الى لغة الجسد مادا يده الى الجانب اليمين من ابراهيم ملحم وبحركة عصبية قائلا ( شيل ايديك من جيبك )، طالب بعض النشطاء الدكتور شتية بالاعتذار لمخالفته البرتوكول واللياقة وسوء التصرف على اعتبار ان هناك اكثر من بديل لان يبدي امتعاظه وغضبه بعيدا عن الهواء والاحراج للمتحدث باسم حكومته والبعض الاخر افترض حسن النوايا من هذا السلوك بحيث لا يقصد الاهانة او التقليل من شأن المتحدث الرسمي . ولكن اعتقد ان هذا السلوك يتنافى مع ما ذكره رئيس الحكومة في تعليقه على الحدث قائلا : "العلاقة التي تربطني بالمتحدث باسم الحكومة إبراهيم ملحم علاقة قديمة وفيها الكثير من الود والاحترام والتلقائية، وما جرى اليوم كان مبنياً على هذه العلاقة المتينة، والملاحظة تعكس الاحترام والثقة المتبادلة داخل الفريق الواحد، كما أنني أقدر عاليًا جهده وجهد جميع الذين يعملون لخدمة الوطن، وسنبقى جميعا الأوفياء لهذا الوطن". وطز في هيك علاقات اذ تبنى على هيك مسلكيات وامام مئات الالاف من المشاهدين ...!
ولكن يبدو ان الاثنين اليوم قطعا الطريق عمن يصفونهم بـ الذين يحاولون الاصطياد في المياه العكرة وخرجا منذ ساعة على الهواء كل يبدي الاطراء بالاخر متجاوزين الضجة والاهانة وعدم الاعتذار من جانب الدكتور شتية .
في تلك المقدمة للموجز الصحفي بادر ابراهيم ملحم مقدما اللقاء الصحفي قائلا :الدكتور محمد ترسانة من الحب والسماحة واشعر بفخر واعتزاز انني اعمل مع رجل دولة يعمل في ذكاء وهدوء وحكمة و بتوجهات من السيد الرئيس ، وتبادل الاطراء مقدما رئيس الحكومة الذي قال بدوره :يسعدي ان اشارك المنصة مع اخي العزيز ابراهيم الذي اعرفه منذ 30 سنة ويدير هذا المشهد بمهنية عالية ويرصد احاسيس الناس ويجاوب عليه بانتظام ونحن اخي ابراهيم نفخر فيك عضوا فاعلا واجهة الحكومة في طريق عمل متكامل .
ولنعود للخلف قليلا ً ولحكومة الدكتور فياض عندها استشاط غضبا الفتحاويين لانه غير فتحاوي ، وتصرف الدكتور فياض متمسكا بالحالة التقليدية لرئيس حكومة التي لها عمق مهني وبصرف النظر عن التوجهات الرئاسية للحكومة باجراءات عقابية تجاه غزة وهي نفس الاجراءات التي مارسها كل من رامي الحمد لله ويمارسها الدكتور محمد شتية ، فكانت الملاحظات ايضا بان رامي الحمد لله غير فتحاوي ، وعمل الكثيرون على ان يسقطوا حكومة رامي الحمد لله ربما لتعارض المصالح بين الرؤوس الكبيرة في فتح المؤتمر السابع وطموحات رامي الحمد لله وسلوكياته التي اتهم فيها فيما بعد بالفساد ، واتهم ايضا بانه اخترق بعض الاقاليم .
اليوم تحقق للرؤوس الكبيرة في فتح المؤتمر السابع طموحاتهم بفتحاوي لم يعرف الاطر التنظيمية سابقا واتى الى قمة الهرم الفتحاوي مباشرة بما يخالف النظامي الفتحاوي والعضوية بشروطها وحتى البند الذي يمكن ان يقبل عضوا فيها بترشيح من اللجنة المركزية لا يمكن ان يتجاوز عضو لجنة اقليم ، المهم من يقود سلطة الحكم الذاتي المحدودة جدا الان فتحاوي خريج المؤتمر السابع ومخرجاته .. وتوقع الجميع ان تكون تلك الحكومة برئاسته تنال بنصيب من العدل والمساواة بحكم المسؤوليات الذي وصفه بها ابراهيم ملحم المتحدث باسم الحكومة بانه رجل دولة ، فرجل الدولة يجب ان يكون عادلا في مسؤولياته تجاه كل المواطنين ، ولذلك نجد حالة الظلم المتفشية في مسلكيات تلك الحكومة كسابقتها تجاه اسر الشهداء والجرحى والاسرى وكثير من الفتحاويين الذين قطعت رواتبهم وعدة قرارات مزالت تطال غزة بشكل عام ومازال هناك انقسام تكرسه تلك الحكومة بسلوكياتها وكان الحكومة فقط مسؤولة عن الوقاية من كورونا في الضفة الغربية فقط باستثناء القدس وغزة ؟!
ولكن اي هدوء يصف فيه ملحم الدكتور شتية وهذا التصرف العصبي التلقائي الذي ينم عن شخصية قلقة تعاني من بعض المشاكل السيكولوجية المتسلطة المبنية على قمع الاخر وحالة السيطرة وعدم قبول الاخر في سلوكيات خارج النظام ونصوص النظام الداخلي لحركة فتح الذي يعتبر هو عضو لجنة مركزية فيها ايضا ، ليس من السهل ابداء السيطرة على حالة وظيفية على الهواء مباشرة لكي تظهر نفسك بانك حازم وقوي ومسؤول .
حقيقة تصرف الدكتور شتية له عمق سيكولوجي كيف يدار الاطار الاول لحركة فتح من قبل رئيسها ومن ثم المستاسدين فيها ، فان كان الدكتور شتية قد مارس هذا السلوك التعسفي والقمعي على الهواء مباشرة بدون الخشية الادبية او المسؤولية فكيف يمكن ان يدار الاطار الاول لهذه الحركة ، لقد سمعنا الكثير عما يدار فيها من شتائم وحالات قمع يمارسها رئيس فتح وحالات اخرى من المستاسدين في الاطار الاول من كلمات ننئى بنفسنا عن ذكرها.
الكثيرون اخذوا التصرف بتلقائية وبمظهره الخادش لكل الادبيات ، ولكن الحقيقة المؤلمة هو هذا السلوك الذي يدار فيه الاطار الاول لحركة فتح وبالطبع هو ذات السلوك الذي ظهر فيه رئيس الحكومة الذي ظهر بعد ذلك في مشهد مع ما يسمى كبير المفاوضين صائب عريقات وهو واضع يديه في جيبيه مختالا على الارض ... فكيف نفسر هذا السلوك ؟ وما هو المرض السيكولوجي الذي يحكم مثل هؤلاء البشر ؟