مرت 15 عاما منذ رحيل تيبي عن أفريقيا، لتنتقل للعيش وفق حياة المدنية بباريس، لكن ظلت في المخيلة الجماعية "فتاة الغاب" التي نشأت بين حيوانات برية.
ولدت الطفلة "تيبي" فتاة الغابة، في ناميبيا عام 1990، وعاشت لمدة 10 سنوات في أفريقيا، حيث كان والداها سيلفي روبرت وآلان دوكغي يعملان كمصورين، وهذا يفسر التقاط "تيبي" للكثير من الصور ومقاطع الفيديو برفقة الحيوانات، خلال مراحل مختلفة من عمرها.
وتظهر الصور فتاة شقراء نشأت بينها وبين الحيوانات البرية المتوحشة علاقة خاصة، كأنها النسخة الأصلية لـ"ماوكلي"، وهي تركب الأفيال، وتلعب مع الجاكوار.
وبعد أن مرت 15 سنة، ولا تزال قصتها تحصد الكثير من الاعجاب والاهتمام، كما لو كانت في يومها الأول حينما عرفها العالم أول مرة، فصورها برفقة الحيوانات وهي صغيرة اكتسحت الشبكات الاجتماعية، وحصدت على أكثر من 32000 شخصاً متابعاً لحسابها على الفيسبوك.
وأكثر ما أذهل العالم هو سهولة تعامل "تيبي" مع الحيوانات البرية المفترسة، فذهب البعض الى التشكيك في صحتها، مدعياً أن الصور مجرد خدعة، واعتبروها صوراً التقطت لها في السيرك، وبالتالي صنعت من لا شيء كأسطورة مزيفة.
كما وعاشت "تيبي" بين قبائل البوشمن بناميبيا مدة 10 سنوات، تعودت على التعامل معهم، كما تعودت على التكيف مع الحياة البرية، التي خلقت في أحضانها.
وكان سرها الحقيقي أنها لم تحمل يوماً لا عصا ولا بندقية خوفاً من هذه الحيوانات، وبعدما عادت الى باريس للعيش مع أهلها، أخذت وقتاً وجهداً كبيراً للتكيف مع الحياة المدنية.
في وقت لاحق وبعد 15 سنة، عادت "تيبي" الى أحضان افريقيا لتصور فيلما وثائقيا لقناة ديسكفري، كما نشرت كتابها بعنوان "تيبي: كتابي أفريقيا"، كما انخرطت في الحياة الجامعية بالسوربون لدراسة السينما، لكن اعترفت أنها رغم كفاحها للعيش وفق حياة حضارية في باريس، الا أن رأسها يظل في افريقيا.