بقلم: منى بكر

رمضان في زمن كورونا: ماذا سيبقى من طقوس الشهر؟

رمضان
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

بعد ساعات قليلة ، يستقبل المسلمون في شتى بقاع الأرض شهر رمضان المعظّم، والذي يأتي هذا العام في ظل ظروفٍ استثنائية متعلقة بتفشي وباء فيروس كورونا الجائح عالميًا، والذي ألقى بظلاله على الشهر الكريم وأفقده جزءًا من بهجته لدى شعوب العالم الإسلامي فشهر رمضان الذي يأتي هذا العام في ظروف غيرت بشكل غير مسبوق مظاهر الحياة العامة والاختلاط بين الناس وستغير الوجه المألوف لهذا الشهر المميز

فقبل شهور فقط من الآن لم يكن أحد ليتصور أن شهر الصيام لهذا العام سيكون خاليا من أهم مميزاته وخصوصياته: العزائم والولائم العائلية لوجبة الإفطار وصلوات التراويح وموائد الرحمن وربما فريضة الحج كذلك، وإذا كان رمضان أساسا يرمز إلى الجماعة فسيكون له وجه غير مألوف هذا العام.

شعائر فردية

ولا يخلو الأمر من بعض الشعائر الفردية، إذ يقوم بعض الباعة والمواطنين بتزيين منازلهم والشوارع في أحيائهم بفوانيس رمضان والزينة والأضواء، وهو أمر تعتبره سيدة فلسطينية لا بد منه ويمكن تنفيذه قدر المستطاع، إذ تقول مها عنبر " زيينا بيوتنا بالزينة ابتهاجاً بالشهر الفضيل، فكل عائلة تحاول شراء ما يلزم للشهر الكريم من طعام وشراب وتمر وحلويات مع الحفاظ على التزام الحجر الصحي قدر الإمكان".

وتشير عنبر إلى أن "أصعب ما في رمضان في ظل كورونا هو الحرمان من صلاة التراويح في المساجد التي تعطي الشهر الفضيل رونقاً خاصاً"، بعد إعلان الحكومة الفلسطينية قيام صلاة التراويح خلال شهر رمضان في البيوت، بسبب إغلاق المساجد وتوقف الحركة في كل مناحي الحياة، ضمن تدابير منع تفشي جائحة كورونا.

سوق الزاوية

تستعد الأسواق الفلسطينيّة في قطاع غزة عبر حزمة من التجهيزات لاستقبال شهر رمضان المُبارك، رغم استمرار اعلان حالة الطوارئ في فلسطين نتيجة انتشار فيروس "كورونا".

وبهذا الوقت من كل عام، يتجه الفلسطينيون إلى الأسواق، لشراء مستلزمات بيوتهم، لاستقبال الشهر الفضيل ويعاني الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من تردي الأوضاع المعيشية نتيجة الحصار الإسرائيلي، المفروض عليه منذ 14 عامًا، وتفاقمت معاناة الغزيين منذ اعلان حالة الطوارئ، في فلسطين، نتيجة جائحة "كورونا" التي تسببت، وفق اتحاد نقابات العمال ،بجلوس نحو 40 ألف عامل في بيوتهم.

فقد تجولنا في سوق الزاوية فهو أحد أشهر الأسواق في قطاع غزة، بدأ يعد العدة مبكرًا لاستقبال شهر رمضان المبارك، دون أن تسهم جائحة كورونا في عزوف التجار والمواطنين في القطاع عن الذهاب إليه.

حيث قالت الأخت أم العبد التركمان أن تأثير مخاوف الناس من فيروس كورونا في قطاع غزة ليست كبيرة، فبصراحة نظرًا لعدم وجود حالات كورونا كثيرة داخل قطاع غزة فالتأثير موجود ولكنه ضعيفٌ ليس بكبير كما هو حادث في باقي الدول".

التجار والمحلات التجارية

أما أبو محمد ماضي وهو صاحب أحد المحلات التجارية قال "إن سوء الأوضاع الاقتصادية بدت واضحة على المواطنين الفلسطينيين، إذ زادت معدلات الفقر والبطالة بخاصة بعد فقد العمال لمصدر رزقهم الذي كانوا يحصلون عليه بشكل يومي، وهو أمر يزداد سوءاً كل يوم، بخاصة مع حالة الطوارئ التي فرضت على العمال بسبب جائحة كورونا فقرروا التوقف عن العمل حفاظاً على حياتهم وحياة عائلاتهم ليصبحوا الآن بلا مصدر دخل".

الاقتصاد الفلسطيني يواجه وضعاّ بالغ الخطورة

إن الاقتصاد الفلسطيني يعمل في ظل بيئة شديدة المخاطر والتحديات كان آخرها أزمة إيرادات المقاصة الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي عام 2019 في ظل تهاوي الاقتصاد الفلسطيني بسبب جائحة كورونا، إذ توقع البنك الدولي انكماشاً في الاقتصاد الفلسطيني خلال العام الجاري قد يصل إلى 7%، في حال تفاقمت الأزمة الناتجة عن تفشي الفيروس.

حيث أعلنت الحكومة الفلسطينية أن قيمة الخسائر الإجمالية للاقتصاد الفلسطيني جراء فيروس كورونا تبلغ 3.8 مليار دولار، سيتضرر منها مختلف القطاعات، وسيرتفع عجز الموازنة إلى 1.4 مليار دولار وفق التوقعات، بفعل انخفاض الإيرادات لأكثر من 50%.

وكانت قد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن فلسطين سجلت إلى حد الآن 480 حالة إصابة بفيروس كورونا التاجي، من بينها ٤حالات وفاة، لكن قطاع غزة كان الأوفر حظًا من بين المحافظات الفلسطينية المختلفة، فلم يشهد القطاع سوى ١٧حالة إصابة فقط شفي منهم ٩ جميعهم ممن كانوا بالحجر الصحي وقادمين بالخارج، وهو ما يعني إنهم لم يدخلوا القطاع بعد.