بقلم المدونة أسماء بوجلال

إن العلم في بعض الأيدي هو رأسمال

أسماء بوجلال
حجم الخط

تونس - وكالة خبر

اثبتت كورونا ان أصحاب العلم هم أعمدة المجتمع وهم من سينتصرون في الاخر، و ان سلطة الأطباء هي أقوى و أبقى سلطة،لقد جاء الوقت الذي اعاد فيه  كورونا  الاعتبار للعلم و العلماء هؤلاء المتفوقون  و كما قال الكاتب الروسي العظيم دوستويفسكي “إن العلم في بعض الأيدي هو رأسمال”

ومن المعلوم أنه لولا العلم و البحث العلمي، لقضى الكثيرون من البشر  من الأمراض والبرد والجوع والزلازل والبراكين….

دروس قيمة  يمكننا استخلاصها من الجائحة المستمرة لفيروس ”كورونا” المستجد  التي عزلت الدول و ألزمت سكان الأرض  بيوتهم، وأظهرت لنا كم كنا مجحفين في حق العلم والعلماء، والبحث العلمي.

العالم أجمع يعيش تحت سلطة الأطباء،فالجميع ينصت و يسمع ماذا يقول الأطباء، فهم الأمل في مستقبل بدون كورونا،ولا أحد يشك بأن العلماء و الاطباء اليوم لهم مسؤولية الأمن القومي العالمي بإعتبارهم قاطرة إنقاذ المجتمع وتنميته وتقدمه وازدهاره.

كورونا أكدت من جديد كما اثبتت من قبلها مختلف الأزمات الصحية من الطاعون الأسود الى الكوليرا الى سارس ثم الانفلونزا الاسبانية مرورا بالإيبولا وصولا إلى وباء كورونا المستجد ان الطبيب هو الحاكم و المنقذ و ان السياسي يأتي بعد الطبيب بمراحل ،فالعالم الان يحبس أنفاسه وكل الانظار تتوجه الى مخابر الأبحاث  التي  في صدد التحضير لتلاقيح ستنقذ البشرية جمعاء من كابوس كورونا القاتل.

فضل العلم علينا:
يشكل العلم الركيزة الأساسية لحضارة المجتمعات، و تطور الدول يقاس بمدى قدرتها على الابتكار و الانجاز و التفوق،فالعلم عماد التقدم في تحقيق التنمية الاجتماعية و البشرية و قد أثبتت التجارب الإنسانية  فضل العلم و تطبيقاته التكنولوجية من خدمات و منجزات و كيف  تحولت بها حياة البشر إلى الأفضل والأرقى على السواء، ابتداء من اكتشاف حجريْن صغيرين استطاع الإنسان البدائي قدحهما فأشعل النار إلى عصر اكتشاف الآلة إرهاصا بالثورة الصناعية إلى زمن المخترعات المشهودة خلال القرن العشرين، وها هي عمليات استشراف المستقبل في مضمار العلم والتكنولوجيا.

ما أوتينا العلم إلا القليل:
لكن ورغم كم المعرفة العلمية التي لدينا إلا ان الانسان مزال يعجز على مواجهة الأوبئة و الامراض فقد بينت كورونا ان الإنسان يبقى ضعيفا امام اصغر الكائنات إلا وهي الفيروسات ،هذا العدو الغير مرئي الخطير  واننا مزلنا نجهل الكثير في مجال العلم و المعرفة وهو ما يؤكده الفيلسوف أفلاطون في مقولته الشهيرة”العلم و المعرفة التي لدينا قد تبدو كبيرة ،لكنها في الواقع قليلة جدا مقارنة مع ما نجهله”

هذا يدفعنا الى التواضع و العمل أكثر في مجال البحث العلمي وفهم الطبيعة التي في كل مرة تفاجئناو تحاول ارباكنا،و لا شك في ان كورونا سيعيد ترتيب الاوراق من جديد و  سيكون البحث العلمي و قضايا المناخ و الادوية و الطب الركيزة الاولى لجميع دول العالم.

نجاة الجنس البشري:
اعتقد ان البشر يجب ان يتجاوزوا خلافاتهم و صراعاتهم و ان يكون صراعهم الاكبر  ضد الجهل و أن ينتصروا للعلم و السلام وتوحيد الجهود  نحو الإنشاء و ليس التدمير ووضع حد لمعاناة البشرية لأن حربنا الحقيقية  ليست بيننا نحن البشر  بل هي بين الإنسان والخطر المجهول الآتي من الطبيعة، يا إما نتحد ضد المجهول للنجاة بأنفسنا  او فإن مصير  الجنس البشري الإنقراض.