هذا الصراع ليس دينيا... وإن شُبِّه لنا!

حجم الخط

بقلم: حمدي فراج

 

لم تغلق بعد دائرة الهجوم العربي الاسلامي التي انفتحت على "ام هارون" ، وهي دائرة يشتم منها وفيها رائحة عنصرية متسمة كما دائما بالكره والمكرهة ولطالما اكتوى شعبنا الفلسطيني بنارها واحقادها الصهيونية على مدار القرن الماضي، وهي مرشحة بالتالي – الدائرة – للتوسع مكانيا وزمانيا لطالما ان النفخ في كيرها العنصري القائم على دين الله الواحد لتصل الى يثرب وخيبر "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود" والتعويضات التي بدأت اسرائيل تحسبها مقدمة لتتقاضها من الحكومات العربية ، وكأن "اسرائيل" المتمثلة اليوم بنتياهو ، هي الوريث الشرعي لؤلئك اليهود .

• يبلغ عدد اليهود في دولة الكيان الصهيوني اسرائيل نحو سبعة ملايين شخص وفق آخر احصائية لهم هذا الشهر بمناسبة "عيد استقلالهم" الثاني والسبعين ، في حين ان عددهم في العالم يناهز اليوم 15 مليونا ، ما يعني انها لم تستطع احتواءهم وتمثيلهم رغم مرور كل هذا الوقت ورغم انها نجحت في جلب نحو مليوني شخص من روسيا بعد انهيار نظامها الشيوعي واثيوبيا عبر سودان النميري اواخر القرن الماضي .

• الهجوم على "ام هارون" من باب دينها اليهودي ، هو من باب "الحمار والبردعة" ، فهناك دول عربية اسلامية تقيم علاقات ديبلوماسية علنية مع اسرائيل ، واخرى سرية او تجارية او رياضية دون ان نسمع احدا ممن شنوا هجوماتهم على ام هارون يتجرأون لنقد هذه الانظمة بالكلام ، وكأن الآيات القرآنية الكريمة التي طالوا فيها ام هارون مقتصرة فقط عليها دون ان تمس الفكرة الصهيونية و تجسيدها العملي اسرائيل .

• ماذا فعلت القيادة الرسمية الفلسطينية عمليا ورسميا منذ ثلاثة عقود غير انها اعترفت باسرائيل كدولة واسهمت في رفع العنصرية عن الصهيونية في الامم المتحدة، واستمرت في المفاوضات العقيمة التي من خلالها تمكنت اسرائيل من تحقيق معظم اهدافها الخفية والمعلنة في توسيع وتائر الاستيطان وضم القدس والجولان وانهاء قضية حق العودة لاقامة دويلة فلسطينية على نمط الجبنة السويسرية وفق الرئيس محمود عباس نفسه .

• ماذا يمكن تسمية الحروب الاهلية في العالم العربي التي اسميت بثورات الربيع بين اسلام سني حينا واسلام شيعي حينا آخر ، وصلت باعلان الخلافة في العراق وسوريا "داعش" ومصر وليبيا "دامل" وهي التي كانت مدعومة من امريكا المسيحية واسرائيل اليهودية وتركيا المسلمة . وماذا يمكن تسمية شعار الاسلام هو الحل ، واغتيال سلسلة طويلة من المفكرين والمبدعين والفنانين بدعوى الارتداد والتكفير آخرهم المفكر الاردني ناهض حتر ، والمصري فرج فودة واللبناني حسين مروة والروائي نجيب محفوظ، وإذا كانت ام هارون يهودية ، فهل كان عادل امام بعد فيلم الارهابي يهوديا، وهل كانت ام كلثوم يهودية لترتفع المطالبات بتحجيب تمثالها، وهل كان ابو العلاء المعري يهوديا ليتم نبش قبره بعد مرور الف سنة على وفاته ، وهل كانت العداءة السورية غادة شعاع يهودية عندما فازت بالميدالية الذهبية ليتم التعريض بها في المساجد .

• هناك شخصيات يهودية اسهمت اسهاما ملموسا في التصدي لدولة اسرائيل او على الاقل لاحتلالها الثاني عام 67 من بينهم المحاميتان فيليتسا لانغر وليئا تسيمل، وعدد كبير من الصحفيين والكتاب والأدباء، ناهيك عن اوري ديفز الذي انتخب للمرة الثالثة عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح، فماذا عن شحصيات عالمية كفرويد وماركس واينشتاين ، هل تستقيم الامور باعتمادهم "يهودا" وعدم التعاطي بالتالي مع ابداعاتهم وانجازاتهم الفكرية؟!