لماذا يا هذا وهؤلاء وذلك وأولئك اطعمتونا كذا ؟

3_1447911140_8448.jpg
حجم الخط

بقلم حافظ البرغوثي

 

 


يحكى ان مختار قرية اراد التوجه الى سوق الجمعة للمواشي في المدينة  مثلما يفعل اسبوعيا   فأسرج له خادمه حصانه بسرج موشي بالقماش وجلد لامع  تتدلى على عنقه مطرزات قماشية  وفي يده سوطه وامتطى صهوة  حصانه  وعباءته فوق كتفيه كانه فارس مغوار لا يشق له غبار  وسارا نحو السوق   .

 وفي الطريق اراد ان يمازح خادمه الذي يسير خلفه ماشيا وقال له ما رأيك ان تأكل حفنة من بعر الغنم  المنثور على الطريق واركبك على الحصان بدلا مني !فرفض الخادم وبعد فترة كرر العرض مرات اخرى وامام الحاحه الساخر وافق الخادم وابتلع حفنة من بعر الاغنام  وسط استغراب المختار  الذي نزل  عن حصانه على مضض   ليركبه الخادم .

وبعد وصولهما والتجول في السوق وشراء ما خف وزنه من حاجيات  عادا ادراجهما وفي الطريق وعندما اقبلا على دخول القرية قال المختار لخادمه ماذا لو اركبتني الآن حتى ادخل القرية بهيبتي ووجاهتي  فرفض الخادم بشدة وطعم الزبل  ما زال في فمه  فوبخه المختار بشدة مهددا فرد الخادم بانه سيفضحه في القرية لأن الكثيرين  في السوق شاهدوه  وهو يمتطي الحصان ،

وتخيل المختار نفسه يدخل قريته ماشيا مطاطيء وخادمه على السرج مرفوع الرأس، وستكون فضيحة كبرى له فقال له وماذا تريد حتى تنزل يا قرد ؟فرد الخادم  عليك ان تأكل حفنة بعر مثلي همهم المختار قليلا  ووافق والتقط حفنة زبل وابتلعها وقفز الى سرجه  فرحا  ولكز حصانه وهو مرفوع الرأس فقال الخادم  بعد فترة متعجبا شوف يا باشا   لم افهم  حتى الآن لماذا بهدلتنا واطعمتنا خرا!