بعد فشل بلير .. هل ينجح "ميلادينوف" بالوصول لاتفاق بين حماس وإسرائيل

news_6349015
حجم الخط

يحاول المبعوث الدولي نيكولا ميلادينوف تحريك ملف “الهدنة طويلة الأمد” بين حركة حماس وإسرائيل، خلال زيارته الأخيرة لقطاع غزة، غير أن حماس تعاملت مع الطرح بحذر شديد، بعدما منيت جهود الوسيط السابق توني بلير بالفشل الذريع، وإبلاغه ذلك صراحة لمصر.

مصادر مقربة من الحركة أبلغت “رأي اليوم” أن ميلادينوف الذي اعتاد في السابق مقابلة الدكتور موسى أبو مرزوق المكلف بمتابعة ملفات الحركة مع الجهات الدولية، التقى في زيارته الأخيرة مع نائب المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، لعدم وجود أبو مرزوق في غزة، ما يعكس حجم الملف الكبير الذي جاء لمناقشته مع حماس، إذ أن كل من هنية وأبو مرزوق نائبان لرئيس المكتب السياسي، ويعتبر الأول قائد الحركة في غزة.

جملة ما بحثه ميلادينوف مع هنية كانت أفكار لتحسين وضع السكان في غزة الذي يعانون من سياسة الحصار الإسرائيلي المحكم، فاستبدل طرح “الهدنة الطويلة الأمد” وهو المصطلح السابق للمفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، والتي رعاها وتوسط فيها توني بلير المبعوث السابق للجنة الدولية الرباعية للسلام، بـ “خطوات تحسين وضع″ تشمل إعطاء حركة حماس تعهدات بوقف التسلح والعمل على وقف أي هجوم على إسرائيل، مقابل أن تقوم الأخيرة بتسهيل عمليات إعمار غزة، وجلب المزيد من أموال المانحين لعمليات الإعمار، إلى جانب بعض التسهيلات الأخرى.

المصادر المقربة من حماس قالت إن قيادة الحركة التي تشاورت فيما وصل إليها من أفكار جديدة، رأت أنها تحمل وجهة النظر الإسرائيلية، خاصة وأن حكومة إسرائيل أفشلت قبل شهر تقريبا جهود بلير التي وصلت لمراحل متقدمة، من خلال نفي وجود وساطة أصلا، وفرض العديد من الشروط لتحسين وضع الهدنة القائمة حاليا برعاية مصرية، دون الوصول إلى “الهدنة الطويلة الأمد”.

“رأي اليوم” أيضا علمت أن الزيارة الأخيرة التي قام بها بلير للقاهرة بعد فشل مساعيه مع إسرائيل وتحديدا فشله في إقناع نتنياهو عن الرضوخ لطلبات الأحزاب المتطرفة في حكومته، جاءت لوضع مصر في آخر تطورات اتصالاته ولقاءاته مع كلا الطرفين حماس في الخارج، حيث التقى أكثر من مرة خالد مشعل زعيم الحركة، ومسؤولون إسرائيليون.

وكان بلير يأمل أن تساهم مصر في زحزحة الملف، حيث استضافت القاهرة بعدها الدكتور موسى أبو مرزوق للمرة الأولى منذ أشهر، لبحث ملف الهدنة ضمن ملفات أخرى لها علاقة بالمصالحة.

حركة حماس من جهتها لم ترد حتى الآن على طرح ميلادينوف الجديد، وتتعامل بـ “حذر شديد” وفق المصادر مع هذا الطرح، خاصة وأنها من جهة تريد إعمار غزة، ومن جهة أخرى لا تريد أن تفرض إسرائيل شروطها، وذلك بعد أن أصيبت بخيبة أمل مع فشل مساعي بلير.

وقد كانت الحركة تعتقد انها تقترب كثيرا من الوصول لحل “الهدنة الطويل الأمد”. كما أن مسؤولين كبار في الحركة تحدثوا عن قرب التوصل لحل الهدنة، حتى أن أحدهم قال بعد مغادرة الدكتور أبو مرزوق من غزة للدوحة، أنه خرج لوضع قيادة الخارج في صورة ما جرى في غزة من مناقشات حول الملف، وأن الحركة تستعد لإعلان موقفها الرسمي من الاتفاق خلال يومين، قبل أن ينفي الحديث من جديد، ويعلن أن الاتصالات لم تصل لنتيجة بسبب تعنت نتنياهو في اللحظة الأخيرة ورفضه ما توصل إليه بلير.

وقبل أكثر من ثلاثة شهور قال في هذا الصدد مسؤول ملف العلاقات الدولية في حركة حماس أسامة حمدان، ان الحركة تسلمت أفكارا مكتوبة تتعلق بملف الهدنة مع إسرائيل، وأنها تدرس تلك الأفكار وبصدد الرد عليها، ووقتها توقع أن يكون الرد خلال اليوم الذي نطق به بهذه التصريحات.