كشف المُحلل العسكريّ روني دغوني، من صحيفة (غلوبس) الإسرائيليّة- الاقتصاديّة، كشف النقاب عنّ أنّ شعبة التخطيط في الجيش تعكف على إعداد سلة مشتريات عملاقة، استعدادًات لاستئناف المباحثات بشأن حزمة مساعدة جديدة لإسرائيل.
ونقل عن مصادر أمنيّة، وصفها بأنّها رفيعة المستوى، قولها إنّه من المتوقع أنْ تطالب تل أبيب بأنْ تكون هي الوحيدة في المنطقة التي ستُزوّد بطائرات إف-35، والتي سيبدأ تسليمها إلى سلاح الجو في السنوات القريبة المقبلة.
علاوة على ذلك، زادت المصادر عينها قائلةً إنّ وزارة الأم الإسرائيليّة تصبو إلى رفع حزمة المساعدة السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة من المستوى الحالي البالغ 3,1 مليارات دولار، إلى ما يقارب 5 مليارات دولار، أيْ بزيادة نسبتها 61 بالمائة، على حدّ قولها. في السياق عينه، قال الوزير الإسرائيلي زئيف الكين، إنّ أي خطة تقترحها واشنطن لتقديم المساعدات الأمنية لإسرائيل ستبقى على الطاولة حتى بعد أن يحسم الكونغرس الأمريكي أمره من مسألة الاتفاق النووي مع إيران إما قبوله أو رفضه.
وأكّد الكين، وهو من صقور حزب الليكود الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو، أكّد في تصريح للإذاعة الإسرائيليّة الرسميّة باللغة العبريّة (ريشيت بيت) على أنّ المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل لن تتأثر بأي جدال سياسي بين الجانبين بشأن الملف النووي الإيرانيّ، على حدّ تعبيره.
وقالت الإذاعة، نقلاً عن مصادر وصفتها بأنّها عليمة جدًا، إلى أنّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعهد بزيادة التمويل الأمريكيّ لإسرائيل لتطوير المنظومات المضادة للصواريخ وتوثيق التعاون بين الجانبين في هذا المجال والعمل الحثيث على تطوير تكنولوجيا الكشف عن الأنفاق الأرضية وتحديد تشعباتها
.ومن ناحية أخرى، قالت مصادر أمريكية وإسرائيلية، إنّه من المرجح أن تزيد المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل بعد 2017 وتوقعت صلة محتملة لذلك بمساعي واشنطن لتهدئة مخاوف حليفتها بشأن الجهود الدبلوماسية مع إيران بخصوص برنامجها النووي.
وتنقضي حزمة حالية قيمتها ثلاثة مليارات دولار سنويًا في عام 2017. وقال مسؤول أمريكي طالبًا عدم نشر اسمه، إنّ المفاوضين قريبون من التوصل لاتفاق جديد يزيد المساعدات السنوية إلى ما يتراوح بين 3.6 مليار و 3.7 مليار دولار في المتوسط. وقدّر مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه أيضًا أنّ المساعدات المتوقعة ستتراوح بين 3.5 مليار وأربعة مليارات دولار.
وتابع المسؤول نفسه قائلاً إنّ الأمريكيين
يحاولون احتواء المخاوف بعد أن تفجر غضبنا بسبب اتفاق إيران، مشيرًا إلى القيود التي يتم التفاوض عليها مع إيران بشأن برنامجها النووي والتي تقول إسرائيل إنّها غير كافية.
وعندما سئل متحدث باسم وزير الأمن الإسرائيلي موشي يعلون عن أرقام المساعدات الأمريكية قال: لم تطرح هذه المسألة للنقاش في الآونة الأخيرة. ولم يذكر مزيدًا من التفاصيل. هذا وبدأت إسرائيل والولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة في نقاشات سياسية أمنية بشأن ما بعد الاتفاق النووي مع إيران.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين فإنّ الحديث يدور عن محادثات أولية على مستويات العمل فقط، يُتوقع أنْ تتحول في الأسابيع القادمة لمحادثات على المستوى السياسي. وأوضح المسؤولون، كما كشفت صحيفة (هآرتس) على موقعها الالكترونيّ إنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وصل لمراسم حفل في وزارة الخارجية، كانت هذه زيارته الأولى للخارجية، الذي يخدم أيضًا في منصب كوزير الخارجية منذ إقامة الحكومة الجديدة.
وقبل المراسم، أقام نتنياهو جلسة مع أعضاء مجلس وزارة الخارجية وردّ على أسئلتهم. وتابعت المصادر قائلةً إنّه في الثاني من نيسان (أبريل) الماضي، بعد التوصل إلى اتفاق مبدئي بين إيران والقوى العظمى في لوزان، اتصل الرئيس أوباما بنتنياهو وعرض عليه الشروع فورًا في محادثات على تطوير قدرات الجيش الإسرائيلي في اليوم التالي للاتفاق النووي مع إيران.
وكرر أوباما عرضه في حديث أجراه مع نتنياهو في 14 تموز (يوليو)، وفي الحالتين رفض نتنياهو العروض وفضل تركيز جهوده على إحباط الاتفاق النووي في الكونغرس الأمريكي. ولفتت المصادر عينها إلى أنّ نتنياهو، الذي أدار في الأشهر الأخيرة مع السفير في واشنطن رون درامر، كبار رجالات الحزب الجمهور واللوبي المؤيد لإسرائيلي ايباك حملة عنيفة ضدّ الاتفاق، قدّم جوابًا هدأ غير قليل من كبار رجالات وزارة الخارجية، فقال على حد قول ثلاثة ممن كانوا في الغرفة: نحن سنبدأ في هذه المحادثات فور أنْ يتبين بان الاتفاق النووي يمر في الكونغرس، على حدّ تعبيره.
أما عمليًا، فإنّ المباحثات بين إسرائيل والولايات المتحدة على “اليوم التالي” للاتفاق النووي مع إيران فقد بدأت بشكل غير رسمي بعد أربعة أيام من ذات اللقاء لنتنياهو مع كبار رجالات وزارة الخارجية، لدى وصول نائب وزير المالية الأمريكي لشؤون الاستخبارات والإرهاب، آدم زوبين، المسؤول من الإدارة عن العقوبات ضدّ النظام الإيراني، إلى إسرائيل.