لم تتعود تلك القيادة على صناعة موقف او قرار او حدث بل دائما تتبع في ردات فعلها الجوفاء ما يصنعه الاحتلال من مواقف واحداث امنية واستيطانية على الارض لتبقى امرا واقعا امام نحيب كاذب ومناشدات للمجتمع الدولي الذي لم يلبي ولم يستطيع ان ينفذ قرار لصالح الفلسطينيين وكما قال الرئيس عباس لدينا 78 قرار في مجلس الامن لم ينفذ قرار واحد ، تجد السلطة في ردود افعالها كمبرر امام الشعب الفلسطيني لعجزها وفشلها الذي قد يصل لمرحلة التواطؤ مع ما يرسم وينفذ على الواقع من قبل الاحتلال .
ولذلك تاجيل اجتماع القيادة في المقاطعة الذي اعلن عنه لدراسة ما يمكن فعله تجاه نية الاحتلال تهويد الغور والغور الشمالي و50% من المنطقة c في شهر يوليو القادم علما بان هناك خطوات متسارعة لتهويد المدينة القديمة في الخليل وتجاوز اسرائيل اتفاق الخليل المُهين للوطنية الفلسطينية كما القدس ، ياتي التاجيل
اولا:-
لان تلك القيادة لا تستطيع اتخاذ موقف يبعدها عن حالة التشابك مع الاحتلال وما يتنافى مع مصالحها .
ثانيا:-
تلك القيادة لا تملك اي اوراق للضغط على الاحتلال وهي غير جاهزة لاخذ قرار مواجهة معه تلك المواجهة التي تحتاج منذ شهور او سنوات من الفشل وضع برنامج تعبوي للجماهير الفلسطينية واصلاحات في النظام السياسي والنهاء الخلافات الداخلية في فتح وتوحيد برنامجها لمواجهة كل الاحتمالات
. ثالثا :-
انهاء الانقسام وهي خطوة لا تجروء عليها تلك القيادة ولان الانقسام استدامته مؤثرات خارجية اكثر منها داخليا .
ولذلك تاجيل الاجتماع ياتي في سياق انتظار تلك القيادة تشكيل الحكومة الاسرائيلية والاعلان عن برنامجها .، وفي هذه الحالة كما عودتنا تلك القيادة بسياسة تفويت الزمن والوقت لمحاصرة الخطأ او التهديد قبل حدوثة ولتبقى مواقف الاحتلال وافعاله وقراراته امرا واقعا يتم التعامل معه بردود افعال خطابية وبانورامية مثل التوجه لمؤسسات المجتمع الدولي والجمعية العامة والجنائية والبرلمان الاوروبي ومنظمة الوحدة الافريقية والاسلامية والجامعة العربية ..... هذا هو خطاب تلك القيادة بعد حدوث الحدث ويبقى الاحتلال هو من فاز بالابل دائما ..!
ويبدو ان تلك القيادة باتخاذها قرار التاجيل يسعدها الوضع القائم الان بدلا من ان تتعرض بوجودها لاخطار التغيير الذي يمكن ان يصنعه اي حدث فعلي يواجه قرار الضم وخطواته قبل حدوثه ولكنني اذكر ان الضم يتم فعليا منذ اكثر من عام في الاغوار والخليل والمنطقة c ,ولم يبقى الا الاعلان الرسمي والتنفيذ يتم بموجب نصوص صفقة القرن والتي شكلت لها لجان لرسم خرائطها منذ وقت ، والسلطة غير معنية ما دام الامر غير مفضوح بقرار رسمي من حكومة الاحتلال.