يصادف اليوم الأربعاء الموافق 20 مايو 2020، الذكرى الـ30، لما عرف بيوم الأحد الأسود "مجزرة عيون قارة"، التي راح ضحيتها سبعة عمال من قطاع غزة، إضافة إلى الشهداء الذين سقطوا في المظاهرات التي اندلعت احتجاجا على المجزرة.
بدأ يوم 20-5-1990، عاديا كما تبدأ كل الأيام، عمال يلتصق النعاس بأجفانهم، ورغبة أولادهم في قطعة حلوى أو في كتاب مدرسة تخرجهم من فراشهم، بزادٍ قليل، وأمل بأن يجدوا من يشغّلهم، كي لا يعودوا خالي الوفاض كما عاد بعضهم بالأمس.
السادسة والربع صباحا، موقف العمال في "ريشون لتسيون" القريبة من تل أبيب، عند مفترق يطلق عليه مفترق "الورود"، عشرون عاملا فلسطينيا من قطاع غزة، وقفوا بانتظار أصحاب العمل الإسرائيليين، يقترب "عامي بوبر" أحد الجنود الإسرائيليين ببندقيته طراز 'إم 16'، يطلب منهم البطاقات الشخصية ليتأكد من عروبتهم وفلسطينيتهم، يطلب منهم أن يقفوا صفا واحدا، ثم يطلق النار دون تمييز، وعلى الفور يستشهد سبعة منهم ويصاب عشرة بجروح.
يستقل عامي بوبر سيارته ويغادر المكان، لتقوم الشرطة الإسرائيلية بملاحقة العمال الفلسطينيين الموجودين في المكان وضربهم وإخراجهم من المكان حتى لا يكونوا شهودا على ما جرى، لكنهم كانوا قد شهدوا كل شيء وانتهى الأمر.
قام الجيش الإسرائيلي بفرض حظر التجول على محافظات غزة، واندلعت المواجهات العنيفة ما بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى سقوط 6 شهداء في محافظات غزة في اليوم الأول للمجزرة، ليرتفع هذا العدد إلى 19 شهيدا بعد سبعة أيام من المواجهات المستمرة.
الشهداء الذين سقطوا تحت رصاص عامي بوبر هم: عبد الرحيم محمد سالم بريكة (23 عاما) من خان يونس، وزياد موسى محمد سويد (22 عاما) من رفح، وزايد زيدان عبد الحميد العمور (23 عاما) من خان يونس، وسليمان عبد الرازق أبو عنزة (22 عاما) من خان يونس، وعمر حمدان أحمد دهليز (27 عاما) من رفح، وزكي محمد محمدان قديح (35 عاما) من خان يونس، ويوسف منصور إبراهيم أبو دقة من خان يونس.
أما فيما يخص عامي بوبر الذي ذهب بمركبته إلى منزل صديقته ليتباهى أمامها بما فعله من 'بطولة'، فقد حُكم لسبعة مؤبدات، خفضت لاحقا إلى أربعين عاما، وقد تزوج للمرة الثالثة وهو في السجن، بعد أن قُتل ابنه وزوجته في حادث طرق كان هو يقود فيه المركبة عام 2007، بعد أن مُنح إجازة لمدة يومين، يعيش بوبر في سجنه في ظروف استثنائية من حيث الرفاهية، وبين الحين والآخر يطالب رئيس الدولة بأن يفرج عنه أسوة بالأسرى الفلسطينيين الذين يتم الإفراج عنهم في صفقات التبادل.