في ظلّ الأجواء التي يعيشها العالم اليوم، من البديهيّ أن يزداد منسوب التّوتر. فبيْن العمل من داخل المنزل وتدريس الأطفال وترقّب ما يحصل عالميّاً للتّصدي لتفشّي فيروس كورونا، قد تريْن نفسك أكثر من أيّ وقت مضى عرضة للمزاج السيء. إلاّ أنّ ذلك قد يُؤثّر على علاقتك بزوجك وأطفالك. لذلك، في كلّ مرّة توشكين فيها على الغضب والتوتّر، فكّري جيّداً أنّك المسؤولة الوحيدة عن مزاجك وأنّك أنت من تسمحين للمزاج السيء بالتّغلغل إلى داخلك أو تطردينه خارجاً! فيما يلي خطوات بسيطة يُمكنك أن تقومي بها عندما تشعرين أنّك على وشك الإنغماس في السلبيّة:
الخطوة الأولى هي التّخلّي عن نزعتك للسيطرة على كلّ شيء. فأحياناً لا يمكننا التّحكم بكلّ ما يطرأ على حياتنا، إلاّ أنّنا يمكننا التّحكم في كيفيّة تصرّفنا تجاه ما حصل.
عندما تبدئين بالشعور بالإنزعاج، قومي بتغيير الغرفة التي تتواجدين فيها في المنزل. فتغييرك للديكور المحيط بك عامل مساعد على الخروج من هذه الحالة.
بعد ذلك الخطوة الأهمّ هي تقبّل ما تشعرين. فمن الطبيعي ومن حقّك أن تغضبي أو أن تحزني خصوصاً مع كلّ الأحداث التي تحصل اليوم. إلاّ أنّ السرّ يكمُن في فهم هذا الشعور ومعرفة أسبابه والحدّ منه.
بعد فهم ماهيّة شعورك وأسبابه، حاولي عدم التّركيز والتّفكير المفرط بحالتك. بل على العكس خذي نفساً عميقاً وحاولي مقارنة هذا الموقف بمواقف أخرى. ستشعرين عندها أنّ السبب لا يستأهل منك أن تضعي نفسك في مزاج سيّء في وقت لديْك الكثير من الأشياء الأخرى التي تُفرحك والتي يجب أن تكوني ممتنّة لوجودها في حياتك. فإستبدلي حلقة الشكوى المفرغة بتعداد هذه النّعَم والعطايا وستشعرين في الحال أنّ مزاجك يتحسّن.
وبعد أن تُذكّري نفسك بالأشياء التي تشعرين بالإمتنان عليْها، فكّري بشيء جميل تطمحين إليْه ويشعرك بالسّعادة. كذلك يمكنك القيام بنشاط ما يُشعِرك بالإيجابيّة كالإسترخاء في حمّامٍ ساخن أو قراءة كتاباً جديداً أو الإستماع إلى الموسيقى أو التّحدّث إلى صديقة أوالقيام بأيّة هواية فنيّة تساعدك على التعبيرعن مكنوناتك كالرسم أو الكتابة.
بعد التكلّم على النّشاطات التي تُشعرك بالإيجابيّة، يأتي الأهمّ وهو أن تعوّدي عقلك على التّفكير بإيجابيّة حتّى تطوّرين مناعة في وجه الأفكار السلبيّة.