اكتشف علماء آثار عظام حوالي 60 من حيوان الماموث المنقرض، في مطار قيد الإنشاء يقع شمال العاصمة مكسيكو سيتي، وذلك بالقرب من "شراك" من صنع البشر، حيث تم العثور على عظام أكثر من 14 من الماموث، العام الماضي.
والماموث جنس من الثدييات الفيلية من فصيلة الفيلة، وهو حيوان ضخم منقرض كان يعيش في قبل أكثر من مليون سنة، وكان يمكن أن يبلغ ارتفاعه نحو 4.5 إلى 5 أمتار، حسب عدد من الدراسات.
ويظهر الاكتشافين مدى جاذبية المنطقة، التي كانت ذات يوم بحيرة ضحلة، بالنسبة إلى الماموث، ومدى خطأ الرؤية التقليدية التي كانت ترى أن أسلافنا الأوائل مجرد مجموعات من الصيادين، يلبسون الفرو، ويحملون الرماح في محاولة لملاحقة الماموث عبر السهول.
ووفقا للاكتشافين المهمين، فقد كان البشر أكثر ذكاء، وربما كان الماموث أثقل وزنا، مما كان يعتقد الناس من قبل.
ومع ذلك، يواجه علماء الآثار المكسيكيون في هذه اللحظة موجة كبيرة من اكتشافات الماموث، حيث قال عالم الآثار بيدرو سانشيز نافا، من المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ، "هناك الكثير، هناك المئات".
وبدأ المعهد الحفر في ثلاث مناطق واسعة، ولكن ضحلة، في أكتوبر، عندما بدأ العمل في تحويل قاعدة جوية عسكرية قديمة إلى مطار مدني. وخلال زهاء ستة أشهر، تم العثور على عظام 60 من الحيوان الضخم المنقرض.
وقال سانشيز نافا إن وتيرة الاكتشافات، حوالي 10 من الماموث في الشهر، قد تستمر. ومن المقرر الانتهاء من مشروع المطار في 2022، وهو العالم الذي ستنتهي خلاله أعمال الحفر أيضا.
وتجرى الحفريات على شواطئ بحيرة قديمة، كانت تعرف في السابق باسم "اكسالتوكان"، وقد اختفت الآن.
ويبدو أن البحيرة الضحلة أنبتت كميات كبيرة من الأعشاب والقصب، جذبت الماموث، الذي كان يأكل غالبا 150 كيلوغراما كل يوم.
وقال سانشيز نافا "لقد كانت مثل الجنة بالنسبة لهم".
وتبعد الحفريات حوالي 10 كيلومترات من حفر الماموث التي تم العثور عليها العام الماضي في قرية سان أنطونيو أكسونتو، حيث حفر الإنسان القديم حفرتين لصد الماموث قبل نحو 15000 عام، حيث يبدو أن الحيوانات العملاقة لم تتمكن من التسلق من الشراك التي يبلغ عمق الواحد منها متران.
وكانت هذه الحفر، التي اكتشفت خلال حفر مكب للنفايات، مليئة بعظام 14 من حيوان الماموث على الأقل، وبدا أن بعض الحيوانات قد نحرت.
وقال المعهد إن الصيادين ربما طاردوا الماموث في الشراك.