تتواصل الاحتجاجات في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية، تنديداً بمقتل المواطن الأسود جورج فلويد على يد الشرطة، في ظل تباين مواقف البيت الأبيض والبنتاغون بشأن التعامل مع الاضطرابات.
واحتشد محتجون في نيويورك أمام برج ترامب الذي يملكه الرئيس الأميركي، تنديداً بمقتل فلويدن وسار المحتجون في وقتٍ لاحق بعد ذلك في معظم أنحاء مانهاتن لمواصلة الاحتجاج.
فيما أعلنت شرطة نيويورك أنّ أحد أفرادها أصيب بالرصاص، وأنّ شرطياً آخر طُعن في حي بروكلين قبل منتصف الليل، لكن لم يتضح إنّ كان للهجوم صلة بالاحتجاجات.
تباين المواقف
ونأى وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، بنفسه عن مواقف الرئيس دونالد ترامب تجاه الاحتجاجات، قائلاً: "إنّه لا يؤيد تفعيل القانون الاتحادي الذي يخول الرئيس استدعاء القوات المسلحة ونشرها في المدن الأميركية لإرساء النظام".
وترتبط تصريحات إسبر بما يُعرف بقانون التمرد الذي يرجع إلى العام 1807، والذي اُستخدم آخر مرة عام 1992 لإخماد الاضطرابات التي وقعت إثر اعتداء الشرطة بوحشية على المواطن الأسود رودني كينغ.
وبيّن إسبر أنّه لا يرى أنّ الوضع الحالي يستدعي نشر الجيش، مُؤكّداً على أنّ القوات العاملة يجب أنّ لا تُستخدم إلا "كملاذ أخير".
كما اعتقد أنّ العنصرية في الولايات المتحدة "حقيقية"، داعياً وزارة الدفاع لإنهائها، لأنّ مقتل فلويد على أيدي رجال شرطة بيض عبارة عن "جريمة مروعة".
وتابع: "البنتاغون يواجه تحدياً كبيراً في محاولة الحفاظ على وضعه بعيداً عن السياسة في ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية".
كما نأى إسبر بنفسه عن الخطوة التي قام بها ترامب مساء الإثنين الماضي، حين فرقت قوات الأمن جموع المحتجين أمام البيت الأبيض بالقوة، وتمكن الرئيس من مغادرة البيت الأبيض والذهاب إلى كنيسة تاريخية مجاورة رفع عندها إنجيلا أمام عدسات الإعلام.
وقال إسبر: "أود أنّ أوضح بعض الأمور التي أسيء فهمها حول ما حصل مساء الإثنين، أعرف أنّه بعد تعليقات الرئيس ذلك المساء، أراد كثيرون منا الذهاب مع الرئيس ومعاينة الأضرار في حديقة لافاييت (قبالة البيت الأبيض)، لكننا لم نعرف إلى أين نحن ذاهبون بالتحديد، وما الذي سيحدث بعد ذلك".
وأردف: "كل ما أردنا فعله أنا ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال ميلي، هو أنّ نلتقي الحرس الوطني وأنّ نشكرهم على عملهم، وهو ما أراد الرئيس فعله أيضاً، وأمضيت بعض الوقت مع الحرس الوطني وتجولت في مواقع مختلفة هناك".
وكان ترامب قد تعهد بنشر الجيش في المدن الأميركية لإخماد الاضطرابات، استناداً إلى "قانون التمرد" إذا رفضت مدينة أو ولاية اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة أعمال العنف والنهب.
وقال ترامب مساء أمس الأربعاء: "إنّه لا يرى أنّ الوضع سيقتضي إرسال القوات العسكرية الاتحادية إلى المدن لإخماد الاحتجاجات".
واستدرك: "الأمة بحاجة إلى النظام والقانون، هناك مجموعة سيئة من الناس يتذرعون بجورج فلويد ويستخدمون الكثير من الأشخاص الآخرين لمحاولة القيام ببعض الأشياء السيئة".
وفي ذات السياق، أثار التباين بين البيت الأبيض والبنتاغون تكهنات بأنّ ترامب يُريد إزاحة إسبر من منصب وزير الدفاع، حيث نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني علمها بموقف الرئيس من تصريحات وزير الدفاع بشأن رفضه تطبيق قانون التمرد.
وقالت ماكيناني: "إذا فقد الرئيس ثقته بالوزير إسبر، ستكونون أول من يعلم بذلك، حتى الآن الوزير إسبر لا يزال وزيراً للدفاع، وإذا فقد الرئيس ثقته به سنعلم ذلك كلنا".
تواصل الاحتجاجات
وتواصلت الاحتجاجات على مقتل فلويد رغم فرض حظر التجول وانتشار الحرس الوطني في العديد من الولايات الأميركية، وهي من عناصر الاحتياط في الجيش الأميركي، ولا تعد قوات مسلحة عاملة.
وأغلقت قوات أمن اتحادية ومحلية شارعاً موازيا للبيت الأبيض شهد مظاهرات احتجاجية على مدار أسبوع، كما دفعت السلطات بتعزيزات أمنية إضافية من وحدات القوى الاتحادية وقوات الحرس الوطني والشرطة المحلية في واشنطن، لتعزيز الدرع الأمني حول البيت الأبيض.
المصدر: الجزيرة نت