أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، على أن الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح كان قائداً مجاهداً من قيادات الشعب الفلسطيني.
وألقى هنية، فجر يوم الأحد، كلمة نعى فيها ببالغ الحزن والأسى رحيل شلح، الذي وافته المنية بعد صراع مع مرض عضال.
وقال هنية: "شلح حمل لواء المقاومة، وقاد حركة عظيمة من حركات المقاومة والجهاد.. انتقل إلى جوار ربه بعد مسيرة حافلة بالعطاء، والتضحية، والجهاد، والمقاومة من أجل فلسطين والقدس والأقصى، وعودة شعبنا إلى أرضه التي هجر منها".
وأردف: "لقد ولد القائد أبو عبد الله من رحم المعاناة، من رحم المقاومة، من رحم الانتفاضات والثورة على أرض فلسطين، ظل يحمل الراية، ويرفع اللواء بعد أن حمل وتحمل المسؤولية، وحمل الأمانة بعد استشهاد أخيه المؤسس فتحي شقاقي".
وشدد على أن شلح شكل "إضافة نوعية إلى قامات هذا الشعب وقيادات الأمة، ورسخ قيماً عظيمةً في مسيرة العطاء والبذل والتضحية، وتميز بصفات كثيرة من الأخلاق والقيم والتواضع والمحبة والسمو والارتفاع إلى مستوى المسؤولية، والنظر بعين فاحصة للأحداث وما بعد الأحداث".
ورأى هنية أن شلح بالإضافة إلى كل هذه الصفات، فإنه تميز بصفتين أساسيتين: الأولى أنه كان متمسكاً وثابتاً على خط الجهاد والمقاومة رغم كل التضحيات، والعذابات، والإغتيالات التي تعرضت لها حركة الجهاد الإسلامي وكل حركات المقاومة، ومع ذلك ظل ثابتاً، ظل فوق الجبل، ظل شامخاً، عنيداً، شجاعاً، في وجه هذا المحتل، ظل محرضاَ لشعبه، ومحفزاً لأمته من أجل فلسطين القضية، والهوية، والمنهج، والفكرة.
وتابع هنية: "أما الصفة الثانية فقد كان وحدويًا، سعى "أبو عبد الله" بمساع كثيرة وعظيمة من أجل أن يبقى الشعب الفلسطيني موحداً في خندق الثوابت، والمقاومة، "وإن كان يؤمن بوحدة كل الشعب، فقد كان أكثر تمسكاً وأصالةً لوحدة فصائل المقاومة، وخاصة بين حركتي حماس والجهاد، لقد رسخ قيماً عظيمةً، ومنهجاً عظيماً في التكامل والتعاون، والتشاور بين قيادتي الحركتين".
وذكر هنية: "أقول لإخواننا في حركة الجهاد في هذه اللحظة، وفي هذا المصاب، إن حركة حماس بكل إمكانياتها، وروافدها، وامتداداتها، ستظل عمقاً استراتيجياً لكم ولشعبنا، ولكل فصائل المقاومة، وبكل إمكانياتنا المتواضعة سنمضى معاً لنحقق ما مات عليه الشهيد أبو عبد الله".
وجاء في حديثه: "نتقدم من أخوة السلاح، ودرب الجهاد والمقاومة في قيادة حركة الجهاد وفي مقدمتهم الأخ الحبيب الأمين العام للحركة زياد النخالة، وكل قادتها، ومؤيديها في فلسطين وخارجها، ولآل شلح الكرام ولأنفسنا، بأحر التعازي، داعيا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته".