– الضم ، دونم آخر، وعنزة أخرى

حجم الخط

يديعوت– بقلم أوري هايتنر

في اليوم الذي أقرت فيه الجمعية العمومية للامم المتحدة مشروع القسيم في 29 تشرين  الثاني 1947 خرجت الحاضرة اليهودية في بلاد اسرائيل  بجموعها للاحتفال في الشوارع. غير أنه كان ثمة أيضا من  استقبل القرار بامتعاض بل واعلن الحداد عليه: اليمين الاصلاحي والكيبوتس الموحد رأوا فيه مصيبة قطع اجزاء من بلاد اسرائيل والتنازل عنها.

​دافيد بن غوريون لم يكن يحب بلاد اسرائيل، وكل شبر من اشبارها أقل منهم.  ولكن كانت له نظرة تاريخية أوسع وتفكير  سياسي أكثر  واقعية:  فقد فهم بان نهج “إما كل شيء أو لا شيء” من شأنه أن يتركنا بلا شيء. فهم باننا نوجد في وضعية تاريخية من  الفرصة لتجديد سيادة الشعب اليهود في بلاده بعد الفي سنة من المنفى، وان هذه قد تكون فرصة “إما أن تكون الان أو لا تكون ابدا”، على حد قوله. لقد فهم بانه توجد هنا فرصة، قد لا تتكرر، وانه محظور باي ثمن تفويتها. فحسب، ومعظم  الشعب أيد قراره. لو أنه استمع لمشورة المتطرفين، لكان مشكوكا ان تقوم دولة اسرائيل.  

​إن المقاومة في اليمين لبسط السيادة الاسرائيلية على غور الاردن واجزاء من يهودا والسامرة تعبر عن ذات نمط التفكير  لمعارضي التقسيم: هم أيضا يرفضون  الاستجابة للتحدي التاريخي وللفرصة التاريخية، التي قد لا تتكرر، لبسط سيادة اسرائيل على تلك المناطق  بتأييد أمريكي، كونها ليست كل الارض.  ليس صدفة أن  بعضهم يتعاطون مع الخطوة بعبارة “مشروع التقسيم” وهم يقفون ضده. رجال الاطراف القصوى، رجال الاسود – الابيض، من غير القادرين على استيعاب التعقيدات، يتخذون نهج “إما كل شيء أو لا شيء”، ولكن انطلاقا من عدم استعدادهم للمساومة على أقل من كل شيء، فانهم (ونحن كلنا معهم) قد نبقى بلا شيء. البارز والكفاحي بين معارضي الخطة هو رئيس  مجلس “يشع” دافيد الحياني. الحياني هو رئيس المجلس الاقليمي عرفوتهياردين (غور الاردن). فالاستيطان في الغور استهدف ضمان ان يكون غور الاردن اسرائيليا وان يصمم  الحدود الشرقية لاسرائيل. لقد قامت بالاستيطان في الغور حركات مختلفة وبإسم مذاهب مختلفة. وتأسست مستوطنات حركة العمل في غور الاردن كتجسيد لمذهب  عبر  مشروع الون عنه، واستهدف الدفع الى الامام بحل وسط اقليمي وتصميم حدود اسرائيل بالاستيطان وبسيادة اسرائيلية في غور الاردن الاوسع. وتأسست مستوطنات الصهيونية الدينية وحيروت –بيتار في الغور كتجسيد لمذهب بلاد اسرائيل الكاملة.  وبين المذهبين القاسم المشترك أكبر من أي شيء يفرق بينهما: المشترك الذي يجسده المستوطنون بحياتهم – الاستيطان في غور الاردن. اما اليوم فان مصالح هؤلاء واولئك مشتركة – السيادة في غور الاردن وبذلك تجسيد جوهر استيطانهم.

​الحياني هو عضو القرية الزراعية ارغمان لحيروت –بيتار ورجل بلاد اسرائيل الكاملة. اليوم، عندما نوشك على بسط السيادة على اقاليم بلاد اسرائيل وعلى رأسها غور الاردن، هو  الشخص الذي يفترض أن يقود كل الكفاح لتعميق سيطرتنا فيه، ولكنه يقف على رأس الكفاح ضد تحقيق الهدف. يا له من قصر نظر.

​في جلسة الحكومة التي تقرر فيها بسيط سيادة اسرائيل على القدس الكاملة، في  حزيران 67، اقترح يغئال الون بسط السيادة ايضا على غور الاردن وجبل الخليل. رأيه لم يؤخذ به. ولكنه لم يفكر بالاعتراض  بسبب ذلك على بسط السيادة على القدس، بل  ونقل شقته الفاخرة الى حارة اليهود. انا اؤيد طريق الون: بسط السيادة كأساس للحل الاقليمي. ولكن ايضا على نهج المتبنين لوحدة البلاد، فان مجرد بسط السيادة يجب أن يكون عيدا، ونقطة مخرج أفضل من ناحيتهم لمواصلة الكفاح على مستقبل يهودا والسامرة.  الصهيونية لم تكن ابدا ثقافة “كل شيء أو لا شيء” بل  ثقافة “دونم آخر وعنزة اخرى”.