كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، عن قرار السلطات السعودية إلغاء موسم الحج للعام الجاري 2020، بعد أن تجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد 100 ألف شخص.
وأفاد مسؤول كبير في وزارة الحج والعمرة السعودية، في تصريح صحفي للصحيفة اليوم الجمعة، بأن قرار الإلغاء جاء للمرة الأولى منذ تأسيس المملكة عام 1932، موضحًا أنه تمت دراسة القضية بعناية ويجري النظر في سيناريوهات مختلفة، وسيتم اتخاذ قرار رسمي في غضون أسبوع.
وأشار إلى أن المقترحات التي يتم مناقشتها، تتمثل بالسماح لعدد قليل من الحجاج بأداء الشعائر بعد اتخاذ الإجراءات الوقائية الصحية اللازمة، مشيرة إلى أن هناك فكرة لإلغاء الموسم بالكامل.
وقال المسؤول "كل الخيارات هي على طاولة النقاش ولكن الأولوية هي صحة وسلامة الحجيج".
وفي الوقت الذي قامت به السعودية بتنظيم موسم الحج وسط أمراض وأوبئة مثل إيبولا وميرس، إلا أن انتشار فيروس كورونا وعلى قاعدة عالمية يمثل تحد أكبر.
وبدأت الحكومة باتخاذ الإجراءات مبكرا لمكافحة الفيروس بعد تسجيل أول حالة في الثاني من مارس، حيث فرضت قيودا على السفر، وحظرا للتجول في عموم المملكة لشهرين، إلا أن الحالات بدأت بالتزايد بعد تخفيف القيود نهاية مايو.
وفي هذا السياق قالت الصحيفة، إنه تم الكشف عن ثلاثة آلاف حالة في الأيام الستة الماضية، فيما سجلت 857 حالة في يوم الخميس.
وتحدد السعودية أعداد الحجاج من كل بلد حيث تحاول كل حكومة زيادة عدد حجاجها، ذلك أن فترة انتظار البعض لتأدية الشعيرة قد تصل إلى 30 عاما.
وتتمتع أندونيسيا بالحصة الكبرى لكونها أكبر دولة إسلامية من ناحية السكان وعادة ما ترسل حوالي 200.000 حاج، ولكن الحكومة الأندونيسية قالت إن حجاجها لن يسافروا هذا العام.
وأضاف وزير الشؤون الدينية الإندونيسي فخر الرازي "في مايو قدمنا مقترحين، إما إلغاء الفريضة، أو تخفيض الأعداد بنسبة 50%، إلا أن السعودية لم تفتح الباب للحج أمام أي دولة حتى الآن".
ولفتت الصحيفة أنه "لم يعد هناك وقت كاف أمام الحكومة لإعداد التحضيرات الأولية لخدمة الحجاج وحمايتهم".
وكانت السعودية قد علقت نهاية أبريل العمرة بسبب وباء كورونا، وبعد شهر نصحت الحكومة المسلمين الذين يريدون الحج هذا العام بعدم التعجل في التحضير حتى تقدم لهم توضيحات أكثر حول مدى انتشار الفيروس.
وتخطط السعودية لتوسيع السياحة الدينية وزيادة عدد الزوار إلى 15 مليون بنهاية 2020، وتشكل عائدات الحج والعمرة مصدرا للميزانية حيث تعود سنويا بـ 12 مليار دولار.
وشددت الصحيفة على أن إلغاء الموسم سيدفع بزيادة الضغوط المالية على اقتصاد ضرب بسبب وباء كورونا وتراجع أسعار النفط، وسيعاني أصحاب الفنادق وشركات السياحة الدينية في مكة والمدينة حالة تم إلغاء الحج لهذا العام.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن ضغوطا على النظام الصحي ستشهده المملكة إن لم تلغ موسم الحج، في حين ستعاني أزمة مالية إضافية إن قررت الإلغاء.
وتتعرض السعودية للضغط كي تلغي موسم الذي سيحل في نهاية شهر يوليو بعدما قررت اليابان تأجيل عقد دورة الألعاب الأولمبية هذا العام، إلى جانب إلغاء مناسبات عالمية أخرى بسبب وباء فيروس كورونا.