انضمت العاصمة التشيكية براغ لحركة التضامن العالمية والتظاهرات الرافضة لعنصرية الشرطة الأمريكية التي تتسع حول العالم وتطال عواصم ومدناً جديدة.
وشارك أبناء الجالية الفلسطينية في التشيك بهذه التظاهرة بفاعلية، حيث رفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات كُتب عليها "إسرائيل وأمريكا شركاء في التمييزالعنصري، وفلسطين ليست للبيع" في إشارة لـ"صفقة القرن"، كما ارتدوا الكوفية ووزعوا عدداً من الشالات "اللفحات" برسم الكوفية والعلم وصورة الأقصى على المشاركين.
وتحدى المتظاهرون زخات مطر صيف براغ واستمعوا إلى خطابات المنظمين والمشاركين في ساحة كلاروف Klárov القريبة من "مالا سترانا" في المدينة القديمة، ثم انطلقوا لمسافة تُقارب الكيلومترين في قلب الحي التاريخي، وهم يرددون الهتافات، المنددة بعنصرية الشرطة والنخبة الشعبوية الحاكمة في واشنطن.
وسار متضامنون، من نشطاء تشيك وأمريكيون وأوروبيون ومقيمون من مختلف الجنسيات، تجاوز عددهم الألف متظاهر جلهم من الشباب، عبر شوارع المدينة القديمة وتوقفوا أمام السفارة الأمريكية لقرابة نصف ساعة استمعوا خلالها لرسالة دعم لضحايا العنصرية وهتافات تُندد بداعميها في الإدارة الأمريكية ثم وقفوا دقيقة صمت وكرروا "نداء الركوع" الذي صار شعاراً عالمياً للتنديد بالقتل الوحشي للأمريكي الأسود جورج فلويد.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "الصمت في مواجهة العنصرية تواطؤ" و"الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية، لا الهراوات والغاز المسيل للدموع يا ترامب" ، داعين الرئيس ترامب إلى الرحيل، لأنّ قتل فلويد "جريمة واستهتار بحياة السود لا مجرد حادث".
وقال ممثل منظمة التضامن الاشتراكي، جان ماجيفيك: "في أمريكا، يخشى بعض الناس النزول إلى الشوارع حتى لا يقعوا ضحايا لقمع الشرطة والقتل على الرغم من أنهم لم يفعلوا شيئًا، القمع والقتل يحدث على اللون والشكل، فلويد قتل بسبب العنصرية، مُضيفاً: "يجب عدم التسامح مع قمع الشرطة والعنف العنصري أبداً وفي أي مكان".
وقال متحدث آخر: "ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية مأساة يجب أن لا تتكرر، العنصرية قتلت جورج فلويد، العنصرية تقتلنا كل يوم، السود في الولايات المتحدة ليسوا وحدهم في احتجاجاتهم!".
من جانبها، قالت كاتسينا جيلينكوفا من المجموعة 115: "إنّ العنصرية باتت مشكلة نظامية عالمية، نتضامن مع ضحاياها أينما كانوا، وعلينا مواجهتها بشكل يومي، وتنظيم فعاليات مماثلة في جمهورية التشيك مستقبلاً"، مُردفةً: "إنّ قتل جورج فلويد جريمة قتل بدوافع عنصرية".
وأوضح رئيس نادي الجالية الفلسطينية أسعد شبيب، أنّ المشاركة في التظاهرة تعكس تضامن الجالية مع قضايا شعوب العالم، لدعم حقوق الإنسان ومواجهة التمييز والفصل العنصري، مُبيّناً أنّها تُؤكد حاجتنا لتضامن عالمي مع قضية شعبنا في التحرر والخلاص من الاحتلال والاستيطان وسياسة "الأبارتهيد الإسرائيلية".
كما شارك في تنظيم التظاهرة جمعيات ومنظمات عمل مدني هي التضامن الاشتراكي، المجموعة/ كوليكتيف 115، العروش الفارغة، المجموعة النسوية CLARA وجمعية غير رسمية من المواطنين الأمريكيين المقيمين في براغ تُسمى "الشباب الخضر" بدعم من حركة التضامن العالمية وجمعية "ليس بإسمنا" الداعمة للحقوق الفلسطينية، ونادي الجالية الفلسطينية في التشيك.
وجاءت التظاهرة سلمية ومنظمة ولم يتخللها أي عنف، وقد رافقتها الشرطة من بعيد، وأشرفت بسياراتها ورجال مرورها على وقف حركة السيارات وسكك الترام لتسهيل مسيرة المتظاهرين بينما تواجد رجال الأمن الداخلي تُرافقهم حافلة فرقة مكافحة شغب مظللة على مقربة من مقر السفارة المحاصر والمغلق.