نتنياهو اتصل، ملك الاردن لم يرد

حجم الخط

معاريف – بقلم آنا برسكي وآخرين

بينما يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العمل على ضم اراض في الضفة الغربية، فان العوائق التي يقف امامها من الداخل ومن الخارج آخذة في الاتساع.  

​سجلت أمس حادثة دبلوماسية محرجة. فقد اقتبست وكالة الانباء الفلسطينية “معا” عن مصدر أردني  روى أن نتنياهو اتصل امس بالملك الاردني عبدالله للبحث معه في بسط السيادة. ولكن، بزعم  المصدر، رفض الزعيم الاردني استقبال المكالمة. اضافة الى ذلك، أمر بتأخير لقاء مع رئيس الوزراء البديل ووزير الدفاع بيني غانتس حول الموضوع.

​وسارع مكتب رئيس الوزراء الى نفي التقرير في وسيلة الاعلام الفلسطينية. وأوضح مصدر سياسي بان التقرير ليس صحيحا.

​في هذه الاثناء يواصل نتنياهو جهوده للدفع الى الامام بخطة الدم مع أزرق أبيض والادارة الامريكية. وعقد أمس لقاء طويل آخر، ثان في غضون يومين، بمشاركة نتنياهو، غانتس، رئيس الكنيست يريف لفين، وزير الخارجية غابي اشكنازي والسفير الامريكي في اسرائيل دافيد فريدمان.

​في اثناء جلسة كتلة الليكود قال رئيس الوزراء ان في نيته ان يبسط السيادة على نحو نصف المناطق ج. وشدد على أنه لا تزال لا توجد خريطة نهائية والقى بالمسؤولية على أزرق أبيض الذي ادعى أنهم لا يعبرون عن موقفهم في الموضوع.

​وحسب مصدر سياسي رفيع المستوى، فان الموقف المبدئي الذي جاء به فريدمان يتلخص في استعداد أمريكي لتأييد الصيغة التي تقترحها اسرائيل لبسط السيادة – ولكن فقط شريطة أن تتمتع الصيغة باجماع اسرائيلي داخلي واسع.

​وحسب محافل مطلعة على التفاصيل، “نشأ تحالف بين الامريكيين وأزرق ابيض. فغانتس واشكنازي يصران على الموافقة على خطة ترامب كلها، والتي تتضمن ايضا دولة فلسطينية”.

​وتناول غانتس امس موضوع الضم في المنتدى الدولي للجنة اليهودية الامريكية وقال ان خطة ترامب تعرض “نهجا واقعيا” و “نقطة بدء ممتازة للمفاوضات”. وعلى حد قوله، فانه يجب اشراك دول عربية في المنطقة وتحقيق اجماع داخل اسرائيل نفسها، الى جانب التأييد في الولايات المتحدة. وبالنسبة لاوروبا قال غانتس انها هامة لاسرائيل بقدر لا يقل عن الولايات المتحدة.

​على خلفية انعدام اليقين في هذا الموضوع، واصل رؤساء مجلس “يشع” للمستوطنين هذا الاسبوع ايضا حملة “مع السيادة، ضد الدولة الفلسطينية”.

​في اطار الحملة، بعض من رؤساء المستوطنين جاءوا امس الى الكنيست وطلبوا المشاركة في جلسة كتلة الليكود. اما رئيس الكتلة النائب ميكي زوهر فرد سلبا.

​بقي رئيس مجلس “يشع” دافيد الحياني في الكنيست وحل ضيفا على جلسة كتلة يمينا. وجاء من يمينا ان “يمينا سيكون دوما بيتا لممثلي الاستيطان واليمين الايديولوجي. حزب يمينا لا يمكنه أن يرفض استضافة ممثلي الاستيطان، الذين يشعرون هذه الايام بخطر حقيقي على مشروع حياتهم. سيواصل يمينا العمل على تقدم وتعزيز الاستيطان بالافعال، وليس بالشعارات والمؤتمرات الصحفية”.

​والى ذلك، يلتقي نتنياهو اليوم بنظيره اليوناني برياكوس ميتسوتاكس، الذي يصل في زيارة الى اسرائيل، وسيكون الشخصية الاجنبية الكبرى الاولى التي تبقى للمبيت في اسرائيل منذ اندلاع ازمة الكورونا. في اسرائيل يقولون ان حقيقة انه سينام هنا ترمز الى اهمية العلاقات بين الدولتين.

​الى جانب رئيس الوزراء اليوناني يصل الى اسرائيل ايضا عدد من الوزراء – وزراء الخارجية، السياحة، الطاقة، جودة البيئة وغيرهم – وسيتشدد في المباحثات على المواضيع الاقتصادية المشتركة للدولتين. وذلك خصيصا في ضوء حقيقة أن اليونان تدخل مرة اخرى الى وضع اقتصادي غير جيد، بعد وقت قصير فقط من انتعاشها من الازمة العالمية في 2008. موضوع آخر سيطرح على جدول الاعمال في اللقاءات هو فتح الدولتين امام الطيران، وهو موضوع سيطرح أيضا في لقاء نتنياهو مع رئيس قبرص الاسبوع القادم.

​في الدولتين ينتظرون استئناف السياحة بينهما في ظل الترقب الا يضطر الاسرائيليون المسافرون الى اليونان الى البقاء في الحجر في اليونان وبعد عودتهم. ولكن في اعقاب حالة الاصابة في البلاد، في اسرائيل لا يمكنهم أن يتعهدوا بالتبادلية في السياحة.