فجرت صحيفة “اليوم السابع ” المصرية “مفاجأة صادمة”، حيث اعتبرت أن العالم الإسلامي احتفل بعيد الأضحى، بالخطأ، يوم الخميس من الأسبوع الماضي، بدلا من يوم الأربعاء.
ونسبت “اليوم السابع ” في عددها ليوم الأربعاء، إلى عدد من علماء الفلك تأكيدهم أن خطأ وقع هذا العام في تحديد غرة شهر ذي الحجة، بسبب رؤية الهلال بالعين المجردة، فيما يسمى بـ(الرؤية الشرعية)”.
وتابعت الصحيفة أن الفلكيين استدلوا على ذلك باكتمال القمر يوم 13 في الشهر، وحدوث خسوف في هذا اليوم، على الرغم من أن البدر يوافق يوم 14، وأن الخسوف لا يحدث إلا إذا كان القمر بدرا، وعليه فإن المسلمين احتفلوا بعيد الأضحى يوم الخميس 23 سبتمبر بالخطأ بدلا من الأربعاء 22 سبتمبر.
وقال أستاذ بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومي المصري للبحوث الفلكية بحلوان، ورئيس بحوث البيئة الفضائية ببرنامج الفضاء المصري، مسلم شلتوت، إن “غرة شهر ذي الحجة هذا العام خاطئة، لأن اكتمال بدر ذي الحجة يوم 13 في الشهر دليل على أن حسابات معاهد الفلك العربية، ومنها معهد البحوث الفلكية المصري (صحيحة)”.
واستطرد أن “غرة الشهر الصحيحة 14 سبتمبر الجاري، وليست 15 سبتمبر، وبناء عليه فإن وقفة عيد الأضحى، والعيد كانت 22 و23 سبتمبر، وليست 23 و24 سبتمبر، وأن أول أيام العيد كان الأربعاء بدلا من الخميس، الذي احتفل فيه المسلمون”.
وأوضح شلتوت – بحسب “اليوم السابع” – أن “الاعتماد على رؤية الهلال بالعين المجردة، كالعادة، تسبب في خطأ في رؤية الهلال، مشيرا إلى أن العين لها حدود، ولا ترى الأشعة فوق الحمراء، في ظل الأحوال الجوية السيئة هذا العام، التي لم تمكن العين من رؤية الهلال”.
وأشار شلتوت إلى حدوث الخسوف الأحد الماضي 27 سبتمبر وحده، مما يعد دليلا كافيا ليؤكد وجود خطأ في الرصد، إذ إن الخسوف يتزامن مع البدر، أي يوم 14 من الشهر الهجري، أما الكسوف فيحدث عند الاقتران قبل بداية الشهر العربي بأكثر من ساعة، وهو أحد ضوابط التقويم الهجري.
وتابع شلتوت حديثه: “تسليم الدول العربية برؤية الهلال بالعين المجردة، أدى خلال الـ60 سنة الماضية لتأخير 70% من غرة رمضان وذي الحجة، بسبب رفض الاعتماد على التقويم، على الرغم من أنه صحيح، وأصدق مما يسمى بـ(الرؤية الشرعية)”.
وأشار إلى أنه كلف من مجمع البحوث الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي، في وقت سابق، بعمل دراسة حول إمكان إثبات أوائل الشهور العربية بالحساب الفلكي فقط، واستطاع أن يقرر فيها أن الحساب الفلكي لديه القدرة على حساب غرة الشهور الفلكية بطريقة صحيحة، وأصدق من الرؤية بالعين، 100 مرة.
وأضاف أن مصر تعتمد منذ أيام الشيخين مصطفى المراغي ومحمد عبده في إثبات غرة الشهر على أنه إذا نزل القمر قبل غروب الشمس، تبقى الشهادة، وترد، ولا يتم الأخذ بها، ويؤجل الشهر العربي، ويكون اليوم التالي هو المكمل، مشيرا إلى أن مرصد حلوان كان يحسب هذا منذ 100 عام، وأن حساباته دقيقة جدا، وأن حسابه هذا العام كان صحيحا، لكن لم يؤخذ به كما حدث مع بقية المعاهد.
وكشف شلتوت أنه اختلف في رؤية هلال ذي الحجة مع المسؤولين عن الرصد بالعين المجردة خلال السنوات الماضية بسبب الأخطاء في الرصد، مطالبا بأن يكون هناك توحيد للأهلة، وضرورة أن يحسم ذلك في أقرب وقت، وأن يسلم الأمر للفلك.
في السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن عضو مجمع البحوث الإسلامية، محمد الشحات الجندي، قوله: “إنه لا إثم على المسلمين من تأخر رؤية الهلال”، مشددا على أن: “أعمال الحجيج وأداؤهم لمناسك الحج صحيحة، وكذلك صيام يوم عرفة، وصلاة العيد لغير الحجاج”.
وأضاف الجندي: “جميع تلك الأعمال مقبولة عند الله، لأن الأحكام الفقهية تبنى على الظاهر، ومن رصد الهلال احتكم لظاهر النص، والمسلم غير مضار في هذا”، بحسب قوله.
ورغم أهمية القضية التي طرحها الدكتور شلتوت إلا أن مراقبين حذروا من أن يكثر المسلمون من الجدل حولها، حتى لا تشغلهم عن العمل، وعن قضايا أخرى لا تقل في أهميتها عنها، وحتى لا يقعوا أيضا تحت طائلة “الإلهاء الإعلامي” المقصود، داعين الفقهاء والخبراء والأجهزة المختصة في العالمين العربي والإسلامي إلى تدارس القضية، ووضع حلول لها، لا سيما أنها تكاد تتكرر في كل عام، ويتأخر معها البيان للناس، بموعد حلول شهر ذي الحجة.