يواصل فيروس "كورونا" المستجد انتشاره حول العالم، وسط تحذيرات منظمة الصحة العالمية من موجة ثانية "أشد" فتكًا في العالم.
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية بالصين، اليوم السبت، عن تسجيل 27 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في البر الرئيسي حتى نهاية يوم أمس، منها 22 حالة بالعاصمة بكين.
وكانت السلطات قد سجلت 32 حالة إصابة مؤكدة قبل يوم، منها 25 حالة في بكين حيث تعمل السلطات المحلية على احتواء تفش جديد في سوق لبيع المواد الغذائية بالجملة، كما وسسجلت أيضًا 7 حالات أخرى حاملة للمرض، دون ظهور أعراض عليها حتى نهاية يوم 19 يونيو، مقابل 5 حالات في اليوم السابق.
وتعرضت الصين لضغط كبير، لا سيما من الولايات المتحدة، من أجل نشر بيانات عن تفشي مرض "كوفيد 19" الناتج عن فيروس كورونا، الذي ظهر لأول مرة وسط مدينة ووهان في أواخر العام الماضي.
البرازيل
وتخطت أمس البرازيل، عتبة المليون إصابة بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد تسجيلها عددا يوميا قياسياً من الإصابات، حسب ما أعلنت وزارة الصحة.
وأحصت البلاد إجمالي 1,032,913 إصابة، بعد تسجيلها ارتفاعاً قياسيّاً في عدد الإصابات بلغ 54,771 إصابة جديدة في يوم واحد، بحسب ما نقلت "فرانس برس".
كما أحصت البرازيل في الإجمال 48,954 وفاة من جراء الفيروس، بعد تسجيلها 1,206 وفيات إضافية خلال أربع وعشرين ساعة.
وينتشر مرض "كوفيد-19" بسرعة مفزعة في أكبر بلد لاتيني مع عدم وجود علامة على التباطؤ، حيث قامت المدن الكبرى برفع تدابير التباعد الاجتماعي، وبدأت في إعادة فتح المطاعم والمحلات التجارية وغيرها من الأعمال غير الضرورية.
وتم تأكيد حالة الإصابة الأولى بفيروس كورونا في البرازيل في 26 فبراير، حيث كان يعتقد أنها حالة معزولة لرجل عاد من إيطاليا إلى مدينة ساو باولو مصابًا بالفيروس.
وبعد ذلك بشهر، ارتفعت حالات الإصابة بالفيروس الفتاك في البرازيل إلى ما يقرب من 3000، وبلغت حصيلة القتلى 77.
ويتصدر رفع الحجر جدول أعمال عدة دول متضررة من فيروس كورونا، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى التحذير من أن ذلك قد يدخل العالم في "مرحلة جديدة وخطيرة"، يأتي ذلك في وقت تعدى عدد المصابين بالفيروس ثمانية ملايين و530 ألف شخص.
وبدوره، حذّر المدير العام للمنظمة لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس من أن فيروس كوفيد 19 “يواصل الانتشار بسرعة، ويبقى مميتاً وأغلب الناس عرضة له".
وأضاف أن أجهزة المنظمة سجلت الخميس أكثر من 150 ألف إصابة في أعلى حصيلة يومية منذ ظهور الوباء.
وأقر غبريسوس في إفادة صحفية عبر الإنترنت من مقر المنظمة في جنيف أنه "من الواضح أن الكثير من الناس سئموا ملازمة بيوتهم. ترغب الدول في فتح مجتمعاتها واقتصاداتها".
كما وحذّر من أن إنهاء تدابير الحجر أو القيود المفروضة على الحركة "يدخل العالم في مرحلة جديدة وخطيرة".
وحث غبريسوس، الذي تعرضت قيادته لمنظمة الصحة العالمية لانتقادات شديدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الناس على الإبقاء على التباعد الاجتماعي و"أقصى درجات الحيطة".
وأظهر إحصاء لرويترز أمس، أن عدد من أصيبوا بفيروس كورنا المستجد في العالم زاد على ثمانية ملايين و530 ألف شخص بينما توفي 453.834 مريضا.
وسجل أكثر من نصف الإصابات الجديدة في القارة الأمريكية، لكن الفيروس ينتشر أيضافي جنوب آسيا والشرق الأوسط.
ولفت خبير الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية مايك ريان الانتباه إلى الوضع في البرازيل التي قال إن 1230 شخصا ماتوا فيها بمرض كوفيد-19 في الساعات الأربع والعشرين السابقة.
وفيما يبدو أنها موجة ثانية من الوباء سُجلت 25 إصابة جديدة الجمعة في بكين، ما يرفع حصيلة الحالات المرصودة منذ الأسبوع الماضي إلى 183 في العاصمة الصينية التي يقيم فيها 21 مليون ساكن.
ونشرت السلطات الصينية معطيات علمية تشير إلى أن نسخة الفيروس المسؤول عن الطفرة الوبائية في بكين ظهرت في أوروبا قبل عدة أسابيع أو أشهر.
ورأى بين كولينغ الأستاذ في كلية الصحة العامة في جامعة هونغ كونغ أنه "من الممكن أن يكون الفيروس الذي يتسبب اليوم بوباء في بكين قد انتقل من ووهان إلى أوروبا وعاد الآن إلى الصين".
من جانبها دعت السلطات الصحية الإيطالية إلى "توخي الحذر"، بعد ملاحظة "مؤشرات منذرة حول انتقال عدوى" كوفيد-19 الأسبوع الماضي، لا سيما في روما، مشيرةً إلى أن "انتقال الفيروس لا يزال قوياً".
البحرين
وأمس أعلنت وزارة الصحة البحرينية، الجمعة، تسجيل وفاتين بفيروس كورونا و486 إصابة.
وأضافت الوزارة في بيان، أنها سجلت أيضا 591 حالة تعاف من الفيروس.
وأوضحت أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 80 ألفا و916، بينها 57 وفاة، و15 ألفا و287 حالة تعاف.
وحتى مساء الجمعة، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم 8 ملايين و732 ألفا، توفي منهم ما يزيد على 461 ألفا، وتعافى أكثر من 4 ملايين و597 ألفا، بحسب موقع "ورلدوميتر".
مصر
وفي مصر اعتبر المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية، الجمعة، أن المعدل الأسبوعي لزيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا لا يزال مقبولا حتى الآن، مشيرا إلى أنه يبقى "على نفس مستواه"، ولا يتعرض إلى قفزات.
وسجلت مصر، الجمعة، 1774 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، مما يمثل أعلى عدد إصابات تسجله البلاد في يوم واحد منذ بدء تفشي الفيروس، مقارنة مع 1218 حالة في اليوم السابق.
كما رصدت أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، 79 حالة وفاة جديدة اليوم مقارنة مع 88، وذلك قبل نحو أسبوعين من الموعد المقرر لتخفيف مزيد من القيود الرامية لمكافحة انتشار الفيروس.
وبلغ العدد الإجمالي لإصابات كورونا في مصر حتى الجمعة 52211 حالة، من ضمنهم 13928 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و2017 حالة وفاة.
وكشف المتحدث باسم وزارة الصحة خالد مجاهد في تصريحات تلفزيونية نقلها موقع "جريدة الشروق" أن وزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد، اجتمعت أكثر من مرة مع اللجنة العلمية لمكافحة كورونا ولجنة الوفيات، لبحث أسباب الارتفاع في نسب الوفيات في الفترة الأخيرة.
ونوه إلى أن 95% من حالات الوفيات كانت لأصحاب "أمراض مزمنة"، مشيرًا إلى أن هناك حزمة من الإجراءات اتخذت مؤخرا، مثل فتح العيادات الخارجية لأصحاب الأمراض المزمنة لعمل مسارات آمنة تمكنهم من تلقي العلاج بأمان، فضلًا عن توفير الأدوية عن طريق قوافل علاجية ضمن مبادرة "100 مليون صحة" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي.