إعلان الرئيس محمود عباس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم أمس الاربعاء، عن عدم امكانية الجانب الفلسطيني الاستمرار بالاتفاقات الموقعة مع اسرائيل ترك الباب مفتوحا أمام العديد من التساؤلات حول آلية التخلص من تلك الاتفاقات وما سيترتب عليها عمليا في ارض الواقع.
ومن ناحيته قال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن اجتماعا سيعقد بعد عودة الرئيس محمود عباس من اجل البحث في الخطوات العملية الملموسة لوضع القرار في اطار التطبيق الفعلي.
واوضح مجدلاني أن وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل يشمل ما ورد بالاتفاق الانتقالي (اوسلو) والمتعلق بالشق الاقتصادي والضريبة والترتيبات الامنية المشتركة والصلاحيات المدنية للسلطة الفلسطينية.
وكانت السلطة الفلسطينية وإسرائيل قد وقعتا في العام 1994 على اتفاق اوسلو الذي يؤسس لمرحلة انتقالية مدتها خمس سنوات تمهيدا لأقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأكد مجدلاني على أن ما جاء في خطاب الرئيس من دعوة المجتمع الدولي إلى التخلي عن الرعاية الامريكية المنفردة والمنحازة لاسرائيل ونقلها الى مظلة دولية واسعة تفضي إلى إنهاء الاحتلال، "موضوع أهم بالمعنى السياسي من قضية الإعلان عن وقف العمل بالاتفاقيات مع اسرائيل".
وحول ما يمكن أن تفعله إسرائيل في المرحلة القادمة بناء على ما ورد في خطاب الرئيس قال مجدلاني "نحن اعتدنا على مجموعة من الاجراءات الاسرائيلية التي جربناها منذ عام 96 حتى مطلع العام الجاري ومنها السطو على الاموال الفلسطينية مرورا بالاجراءات الامنية والفصل والحصار وتطوير صيغ جديدة للقتل والاغتيال وانتهاء بإطلاق العنان لمليشيات المستوطنين".
أما بالنسبة إلى المواقف الدولية أوضح مجدلاني أن "الموقف الفلسطيني لا يتوافق مع الرغبة الدولية والاولوية الآن ليست للقضية الفلسطينية وانما لما يسمونه مكافحة الارهاب، لذلك علينا الآن أن نعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية ووضعها على جدول الاعمال الدولي".
وخلال خطابات الزعماء في الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة كان الحديث خجولا عن وضع حد لانتهاكات الاحتلال وإيجاد حل للقضية الفلسطينية، فيما لم يتطرق الرئيس الامريكي باراك اوباما بالمطلق إلى موضوع النزاع العربي الإسرائيلي.
من جانبه قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي إن خطاب الرئيس هو إشارة للتلاقي الفلسطيني، بعد ان "فقدت ذرائع الفصائل او البعض بأن كان هناك نقاط اختلاف ونحن الآن مدعوين الى استرتيجية جدية في اطار منظمة التحرير".